أعاني من الرهاب الاجتماعي، هل تنصحوني بتمارين الاسترخاء؟

2013-11-04 02:03:34 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا أعاني من الرهاب الاجتماعي، وسمعت أن تمارين الاسترخاء تساعد في علاجه، أو التخفيف من أعراضه، فهل هذا صحيح ومجرب؟

إذا كان صحيحا فأرجو أن تبينوا لي كيفية ممارستها بطريقة سهلة، يمكن تطبيقها عند أي موقف، من غير أن يشعر الناس من حولي؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله ع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الرهاب الاجتماعي أصلاً هو نوع من القلق النفسي، وقطعًا القلق النفسي يتم علاجه من خلال الاسترخاء.

لذا وجد أن تمارين الاسترخاء هي تمارين جيدة ومفيدة جدًّا، لا نقول إنها المحور الوحيد لعلاج الرهاب الاجتماعي، لكن قطعًا إذا طبقه الإنسان بصورة صحيحة وبقناعة تامة سوف تساهم كثيرًا في علاج حالته.

هذه التمارين مجربة، هذه التمارين مفيدة جدًّا، وقطعًا ليتحصل الإنسان على فائدتها العظمى من الأفضل أن يتم تدريبه عليها بواسطة أخصائي نفسي، هذا هو الأفضل إن كان ذلك ممكنًا.

أما إن كان ذلك غير ممكن فأقول لك إن موقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أوضحنا فيها تمارين الاسترخاء، وكيفية تطبيقها، وما هي الخطوات الواجب اتباعها، فأرجو أن تتبع هذه الاستشارة، وسوف تجد فيها فائدة كبيرة.

من المهم جدًّا أن تطبق هذه التمارين صباحًا ومساءً، قد تستغرق منك نحو ربع ساعة إلى ثلث ساعة، إذا طبقتها على هذا النمط وبهذه الكيفية لمدة أسبوعين سوف تجد نفسك أنك أصبحت بالفعل مسترخيًا، وفي وضع نفسي وجسدي أفضل.

من التمارين المهمة - كما سوف ترى في الاستشارة التي ذكرنا رقمها - هي تمارين التنفس التدرج، لكن قبل أن تشرع في هذه التمارين يجب أن تنقل نفسك نقلة فكرية ذهنية، بمعنى أنك في حالة استرخاء، أنك في حالة طمأنينة، تبدأ (مثلاً) ببسم الله تعالى، ثم بالاستغفار، وتصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم – وتسأل الله تعالى أن تكون نفسك مطمئنة، وتبدأ في تطبيق هذه التمارين، وأنت في وضع استرخائي تمامًا على السرير (مثلاً) أو على كرسي مريح: أغمض عينيك، افتح فمك قليلاً، ثم بعد ذلك خذ نفسًا عميقًا وبطيئًا عن طريق الأنف، املأ صدرك بالهواء، هذه العملية تستغرق حوالي ستة إلى سبعة ثوانٍ.

بعد ذلك أمسك الهواء في صدرك لمدة ثلاث إلى أربع ثوانٍ، ثم أخرج الهواء بقوة وبطء عن طريق الفم، وهذه تستغرق ست إلى سبع ثوانٍ.

هذا هو تمرين التنفس التدرجي، والذي يجب أن تكرره خمس مرات متتالية صباحًا ومساءً.

بعد ذلك تأتي التمارين العضلية، هذه أيضًا مهمة جدًّا، وهي تمارين قبض وفك العضلات، قبضها وإطلاقها، إذا بدأت براحة اليد، مثلاً اليد اليمنى، اقبضها بشدة ثم أطلقها ببطء، وحين القبض والإطلاق يجب أن تضع نفسك في خيالٍ مناسبٍ ومتناسق ومنسجم مع العملية نفسها، يعني قل لنفسك (الآن أنا أقبض يدي، وأحس بألم، الآن قد أطلقتها وأنا أحس براحة شديدة) وهكذا، تطبق هذا التمارين على جميع عضلات الجسم، حتى عضلات العينين، عضلات الوجه، عضلات الساقين، وإن شاء الله تعالى سوف تجد فيه خير كثير جدًّا جدًّا.

هناك طريقة أيضًا تعرف بطريقة (جاكبسون Jacobson) هذه الطريقة طريقة بسيطة وسهلة، وإن تصفحت أي من المواقع على الإنترنت سوف تجد الكثير الذي ذُكر عن هذه الطريقة.

أيها الفاضل الكريم: أريد أن أقول لك أن ممارسة الرياضة أيضًا بصورة متواصلة فيه الكثير من الاسترخاء، وأيضًا الصلاة، الصلاة المطمئنة الخاشعة هي وسيلة عظيمة من وسائل الاسترخاء، أن تكون في معية الله، أن تكون منتبهًا في صلاتك، وكما قال التابعي حاتم الأصم: " حين أدخل في صلاتي بعد أن أسبغ وضوئي أرى كأن عرش ربي أمامي، والجنة على يميني، والنار على يساري، وملَك الموت خلفي) نقلة عظيمة تنقل الإنسان إلى طمأنينة واسترخاء وراحة بال كبيرة جدًّا.

أمر آخر - أيها الفاضل الكريم – نحن نرى ولنا ثوابت عظيمة في هذا المجال أن بر الوالدين يدفع الإنسان دفع إيجابي، ويؤدي إلى طمأنينة كبيرة في نفسه، ومتى ما وجدت الطمأنينة وجدت راحة البال والراحة النفسية.

بصفة عامة: أريدك أن تحطم موضوع الرهاب، لا تقبله، ما الذي يُخيفك؟ أنت لست أقل ولا أضعف من الآخرين؟ اقتحم، ولا تضع تصورات سلبية حول ذاتك. إن شاء الله تعالى لديك الأشياء الجميلة والطيبة في حياتك، ويجب أن تكافئ ذاتك من خلال تذكر ما هو جميل في حياتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على التواصل مع استشارات إسلام ويب.

www.islamweb.net