أقوم دائما بلف شعري وتقشير شفتي حتى تنزف

2013-12-11 00:35:11 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أُشهد الله أني أحبكم في الله.

أنا في سن ال 18، أقوم دائما بتقشير شفتي بشكل لا إرادي، ولا أستطيع أن أتوقف عن ذلك لفترة كبيرة، وكذلك أقوم بقضم باطن فمي اليمين واليسار كثيرا، حتى تنزف للأسف، وأقوم أيضا بلف شعري بيدي كثيرا، هل كل هذا سببه التوتر أم ماذا؟

علما أني في الصف الثالث الثانوي، وأشعر دائما بالنعاس عند المذاكرة، وأشعر بالتعب والإجهاد، لا أعرف لماذا؟!


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تقشير الشفتين وقضمهما هو أحد السمات المكتسبة، والتي تكون ناتجة عن قلق نفسي، وينتهي الأمر بالإنسان إلى أن يُكرر هذه الحركة برتابة شديدة تصل للمرحلة الوسواسية.

الإنسان بقيامه بهذا الفعل بالضغط على شفتيه، والقيام بقضمها، يكون باحثًا عن استشعار نفسي داخلي، من خلال استشعار الجسد.

العادة لا شك أنها عادة مكتسبة، وهي عادة سخيفة، يجب أن تقتنع بذلك، والإنسان إذا اقتنع بسوء الشيء لا بد أن يسعى لإزالته.

موضوع القيام بلف الشعر أيضًا هو دليل على وجود القلق، هذه كلها تسمى بالسمات العُصابية، ومنها قضم الأظافر، ومص الأصابع كما نشاهده عند بعض الناس خاصة الصغار في السن، الحركة الرتيبة للرجلين، هذه أيضًا من العُصابيات.

العلاج -أيها الفاضل الكريم- يكون من خلال الاستشعار التام والعزيمة ألا تُكرر هذا الأمر، وبالنسبة لتقشير الشفتين وقضمهما: أريدك أن تجلس في مكان هادئ، وتفكر في أنك سوف تقوم بتقشير شفتيك، لكن لا تقم بذلك، بل قم بحركة مخالفة، وهي الضرب على يدك على جسم صلب كالطاولة (مثلاً) بقوة شديدة، حتى تحس بالألم، والهدف هو أن تربط ما بين الفعل الطقوسي الرتيب المتكرر وإيقاع الألم بنفسك.

إيقاع الألم لا شك أنه منفر، علماء السلوك سموا هذا الأمر بـ (فك الارتباط الشرطي) أي أن تفكَّ أو تقطع أواصر الصلة ما بين الفعل القلقي الوسواسي الرتيب وإيقاع الألم على النفس، كرر هذا التمرين البسيط عشر مرات بمعدل مرة صباحًا ومساءً لمدة أسبوعين مثلاً.

حاول أن تنظر إلى وجهك في المرآة وانظر إلى شفتيك، وقل لنفسك (لن أقوم بقضم شفتيَّ) أكثر من هذه المخاطبة الذاتية، انظر إلى شفتيك وقل (ها أنا لن أقضم شفتيَّ، ها أنا لن أقوم بلفِّ شعري) ضع يدك على شعرك ثم اسحبها، وهكذا، هذا نوع من العلاج السلوكي لا أقول التحايلي، لكن قطعًا فيه شيء من إقناع الذات بصورٍ تظهر في شكلها عبثية، لكنها علمية المنشأ ومهمة.

النقطة الثانية هي: أن تُكثر من ممارسة الرياضة بجد واجتهاد، وعليك أيضًا بتطبيق تمارين الاسترخاء، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) بها الكثير من التفاصيل التي نعتبرها جيدة ومفيدة، فأرجو أن تتخذها مرجعية لك وتطبقها حسب ما هو مطلوب.

بالنسبة لموضوع الشعور بالتعب والإجهاد: يفضل أن تُجري بعض الفحوصات الطبية للتأكد من مستوى الدم لديك، وكذلك وظائف الغدد، خاصة الغدة الدرقية، وإن شاء الله تعالى كلها تكون سليمة، وبعد ذلك قد يكون الأمر أيضًا تحت مسببات أخرى مثل عدم تنظيم الوقت، عدم أخذ قسط كاف من الراحة، عدم ممارسة الرياضة، عدم الاهتمام بالتغذية المتوازنة، هذه كلها نراها أمورًا مهمة وضرورية، فأرجو أن تكون حريصًا عليها.

أنت لست في حاجة لعلاج دوائي، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

www.islamweb.net