أتكفل بالمصاريف كلها منذ زواجي والمشاكل لا تنتهي بيني وبين زوجي

2013-12-10 00:26:41 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

مشكلتي طويلة لكني بحاجة للحل، كنت في علاقة حب مع زوجي قبل الزواج وأثبت لي حبه وتقدم لخطبتي، وكانت من أسعد أيام حياتي، لكنــه من البداية أوضح أنه في بداية حياته لن يستطيع تحمل كافة المصاريف، سواء حفل الزواج أو إيجار المنزل وغيره، ووافقت مع أن حالتي المادية متوسطة ولست موظفة، وفعلا بحثت عن وظيفة براتب رمزي، وتمت الملكة والزواج وحفل الزواج كهدية من والدي.

اتفقت مع زوجي على أن أتكفل بدفع إيجار الشقة لمدة سنتين، مع مصاريف شهرية أخرى بطيب نفس مني لو تم الزواج.

مع الأسف فصل من عمله خلال شهرين فقط، والآن لنا 4 شهور بدون وظيفة، وأنا من يتكفل بكل شـيء، ومع هذا لست متضايقة كثيرا لأني أحبه.

علماً بأن النقود التي أصرفها تكون دينا وتعبت للحصول عليها، لكن مع الأيام بدأ يفرض هذا الشيء عليّ، ويقول: التزمي بكلمتك معي. وعندما تأتيه نقود من أهله يوفرها لمتطلباته الشخصية.

لم يقدر شيئا أفعله له، الآن لنا 6 أشهر من الزواج وسنة من علاقتنا وكل يوم مشاكل على أتفه الأمور، أنا أعترف أني عصبية وحساسة، وأرفع صوتي على أي شيء، لكن بالمقابل هو يتعمد إثارتي واستفزازي ويقابلني بالبرود والضحك أثناء بكائي، وبعدها يأتي للاعتذار ويعود ويفعلها ثانية! ويقول لي: أنت تحبينني أكثر مما أحبك.

أحبه كثيرا لكن أريد تقدير ما أفعله، ولم أجد غير السب والشتم واعتذرا يأتيني بعد مليون دمعة، أنا متعلقة به ولهذا أخاف أن أخسره إن وضعت له حدا وذهبت لأهلي، أريد أن أكون كبقيه النسـاء!

تعبت لم أعد أعلم كيف أتعامل معه، تغيرت كثيرا من ناحية العصبية، مع أني كنت أعاني من ضغط نفسيتي بسبب والدتي المريضة ولا زلت، وحلفت له على القرآن وفعلا تغيرت -ولله الحمد-، لكنه بدأ يذكرني بعيوبي السابقة بكل مشكلة، كما أنه يتعمد أن يجلس وحده ليتفرج على الأفلام الإباحية، وعندما واجهته ثار علي وضربني لأني فتشت كمبيوتره الشخصي، كما أنه يرفض أن أحمل الآن بحجة أننا نريد أن نستمتع بحياتنا الآن بسبب والدته المتحكمة بحياتنا بحجه أننا صغار، علماً بأني بعمر 25 سنة، وزوجي 24 سنة.

زوجي لا يحترمني ويغضب على أتفه الأشياء، ولا يقدر ما أفعله له، وعندما أطلب التقدير يقول: إني أتمنن، علما بأني كأني الرجل في العلاقة، أنا من يفعل كل شيء ويتحمل مسؤولية كل شيء، تعبت فعلا، أرجو منكم حلا فعليا.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ najla حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونقدر المعاناة التي تعيشينها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، ونؤكد لك أن ما بين الزوج والزوجة أكبر من الدرهم والدينار، وأن المرأة ينبغي أن تتفهم نفسية زوجها، وإذا أراد أن يغيظها ويُحزنها فعليها أن تتفادى ذلك، ولا تكوني حساسة لهذه الدرجة حتى لا يستغل فيك هذا الجانب.

إذا كانت هناك إشكالات من ناحية والدته فقابليها بالاحترام وقدري المعنى الذي في نفسها، واعملي الصواب الذي يُرضي الله تبارك وتعالى، ولا ننصح بهدم هذه العلاقة التي قامت على الحب والمودة والرحمة والتفاهم، وشجعي زوجك ليبحث عن عمل حتى يقوم بوظائفه وواجباته، واعلمي أن هذه الأموال تذهب وتجيء، ولكن العلاقة أكبر من ذلك، ولذلك نتمنى ألا تحملي نفسك أولاً من الناحية المادية فوق طاقتها، وأن تقومي بما تستطيعين القيام به، وشجعيه على أن يبحث عن عمل ليقوم بدوره ورسالته.

ظهر لنا أن الأم لها دور كبير، عندما يكون الإشكال من طرف خارجي نحن نعتبر هذا نوعًا من المشاكل من النوع الخفيف، لأن العلاقة الأصلية هي بينك وبين زوجك، وإذا كان الزوج يعرف أنك حساسة ويحاول أن يغيظك ثم يسارع بالاعتذار، فمن السهولة أن تتفادي هذه الحالة بأن لا تثوري ولا تغضبي ولا تعصّبي، وإنما تحاولي مقابلته بالبرود، وعند ذلك سوف يتوقف من هذه الأشياء التي تشبه ما يفعله الصبيان والأطفال مع بعضهم.

نؤكد لك أننا لا نرضى ولا نشجع على هدم علاقة تقوم على الحب، وتقوم على هذه العلاقة التي امتدت لسنوات، وتقوم على هذا التفاهم الذي يبدو أنه كان حاصلاً من أسرتك، وكيف أن الأسرة كانت سعيدة، والوالد أيضًا قام بتكاليف الزواج، وكل هذا يدل على أن هذه الزيجة مرضيٌ عنها على الأقل من الطرفين بصورة عامة.

إن كلام والدته وتحكّمها فيه قد يكون له سبب، فأنت ترين أنه لم يبلغ ذلك النضج، ونعتقد أن عمره أيضًا ليس بذلك العمر الكبير، خاصة في زماننا بكل أسف، ونحب أن نؤكد أن المرأة هي التي تصنع من رجلها رجلاً، بأن تقدمه وأن تجعله يتحمل المسؤوليات ويقوم بواجباته، حتى وإن كانت هي التي تنفق عليه، أن تقدمه ليشتري هو، ليقوم بأدواره كرجل، يقرب البعيد ويحمي الدار ويقوم بواجباته كاملة، ونتمنى أيضًا ألا يشعر أنك تذكريه وأنك تمُنِّي عليه، وأنك تذكريه بأنك المنفقة المتفضلة التي يقوم بكافة الواجبات، ومثل هذه الأشياء أصلاً تجعل الرجل معقدًا من أي كلمة، ويفسر أي كلمة في غير اتجاهها.

أيضًا نحن لا نريد للإنفاق أن يستمر، فإن المرأة إذا أنفقت فإنها تتوقف فجأة، وهي ما هُيئت لهذا، لأن الإنفاق على الأسرة الأصل فيه هو من واجبات الرجل، {بما أنفقوا من أموالهم} كما قال الله تعالى: {الرجال قوامون على النساء} ما هي المؤهلات؟ هناك مؤهلات فطرية {بما فضل الله بعضهم على بعض} التحكم في الأمور، وعدم سرعة الغضب، النظر في عواقب الأمور ومآلتها، التركيز على النتائج، تقديم العقل، ثم قال: {وبما أنفقوا من أموالهم}.

المرأة عندما تنفق على زوجها ليس هذا من سبيل الواجب، وإنما هو لون من حسن المعاشرة، وينبغي أن يقدر الرجل هذا الجانب، ولكن أيضًا أرجو أن تعطيه فرصة حتى يقدم، يعني هذا الكلام كأنه يشعر أنك تخاصميه، وأنك ترفعين الصوت لأنك صاحبة الفضل ولأنك المنفقة، فأبعدي عنه هذا الشعور، وشجعيه على أن يقوم بالواجبات، وأن يتحرك، ففي كل حركة بركة.

نسأل الله لنا ولك وله التوفيق والسداد والهداية، ونتمنى أيضًا أن يحصل التفاهم والتعاون بينكم، ونكرر أن الحياة الزوجية قد تبدأ بمثل هذه الصعوبات، لكن التفاهم والتنازلات والتعاون، وفهم النفسيات والتأقلم مع الوضع، والتعاون على البر والتقوى والمشاركة في الطاعات، كما قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت ثم أيقظت زوجها، فإن أبى نضحت في وجهه الماء) والعكس، التعاون على مثل هذه الأعمال، لأن الله قال: {وأصلحنا له زوجه} ماذا كانوا يفعلون؟ {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبًا ورهبًا وكانوا لنا خاشعين}.

الاستمرار بالمراحل المذكورة أعلاه يوصل إلى التوافق، ثم يوصل إلى الصداقة، ثم تصبح الزوجة كأنها مستشارة لزوجها، وهو كأنه مستشار لزوجته، يتشاورون ويتحاورون، وتسير الحياة بطريقة طيبة، ونسأل الله أن يرزقكم الذرية الصالحة، هو ولي ذلك والقادر عليه.

www.islamweb.net