ساعدوني كيف أنسى خداع رجل أحببته؟

2013-12-23 03:54:12 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم..

في البداية أوجه شكري لكم على هذا الموقع القيم..

أنا على علاقة مع شاب منذ 5 سنوات، أحببته وكنت أظن بأنه يحبني، صبرت معه في شدته، وكنت له الأم والأخت والزوجة، فأراد أن يتقدم لخطبتي، ولكن أمه رفضت، فقام بمصارحتي، تقبلت الموضوع وانسحبت، ولكنه بعد عدة أشهر عاد يتوسل إلي بأنه لا يستطيع العيش من دوني، مع أنه لم يدافع عني حتى بكلمة، فعدت إليه وصبرت مرة أخرى، ولكن في الشهر الفائت تركته، بعد ذلك بأسبوع واحد اكتشفت بأنه خرج مع بنت أخرى، تألمت كثيرا، وبعدها أرسل لي رسائل ليسلم علي فلم أرد عليه، بعدها اتصل بي بالهاتف، وصار يكلمني بكلام معسول، وأنه يحبني، إلى آخره، وبعدها قال لي: أنا أحبك، ولكن لا أستطيع أن أكمل معك، فانهرت لأنه خدعني، وعلق قلبي، وتركني (حسبي الله ونعم الوكيل).

أريد مساعدتكم بعد الله، أنا متعبة، ولا أستطيع الأكل، وملازمة لغرفتي طوال اليوم، حتى أن أمي تعبت معي، وقالت لي: لن أسامحك إذا تحدثت معه مرة أخرى، مع أنني -والحمد لله- أصلي وأسمع القرآن، ولكن عندما أجلس وأقرر نسيان هذا الشخص، فجأة يعود شريط الذكريات في رأسي من بدايته، ساعدوني أرجوكم.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في موقعك، ونشكر لك هذه التواصل، وحسن العرض للاستشارة، وندعوك لطاعة الوالدة، فإنها أمرتك بالخير، ومثل هذا الشاب المتقلب لا يستحق الوفاء، ولا يستحق البكاء والحزن عليه، وهو رجل لا يستحقك مرتين:

المرة الأولى: لأنه لا يملك قراره، فهو ضعيف أمام أهله، ولم يدافع عنك كما أشرت.
والمرة الثانية: أنه لا يتقيد بأحكام الشرع الحنيف الذي شرفنا به.

والأمر الثاني: هو أنه متقلب، ويحاول أن يعود ويريد المصلحة، ولم يقدر مواقفك معه، فاحمدي الله أن هذا الخلل وهذه الصورة اتضحت لك منذ البداية، وقبل أن تتورطي، وهذه نعمة اشكري الله تعالى عليها، بل ينبغي أن تقابلي الله تعالى عليها بالفرح؛ لأن الله أنقذك من هذا الشر.

ولا خير في ود امرئ متقلب **** ولا خير في ود يجيء تكلفا

لا خير في المشاعر إذا لم تكن صادقة ولم تكن فيها تضحيات، وهذا ليس عنده استعداد للتضحية، بل هو يدور حول مصلحته، ولذلك أرجو أن تحمد الله الذي خلصك منه، وبشري الوالدة بأنك ستطيعينها ولن تتواصلي معه، ولأن كلامها هو الحق.

رغم مرارة الموقف؛ إلا أن المرارة الكبرى والشر المستطير يكمن في الاستمرار في علاقة كهذه، لا يقابل الوفاء فيها بالوفاء، ولا تقابل التضحيات بالتضحيات، ولا يقابل الالتزام بالشرع بالتزام، وإنما هو يدور مع شهواته ومع مصالحة، فاشكري الله تعالى أن خلصك منه، والذي بينك لك الأمور منذ البدايات، ورغم ما يحدث عندك من ألم إلا أن الألم الكبير كان في الاستمرار رغم وجود هذه المخالفات.

نسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية.

www.islamweb.net