أفكر بالطلاق بسبب كراهيتي لزوجي سيء العشرة، أرشدوني لحل مناسب!

2014-01-30 02:31:37 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله

جزاكم الله خيرا على ما تبذلون من جهود، وأرجو أن أجد لديكم ضالتي.

عمري 28 عاما، متزوجة منذ أقل من عامين ولدي طفل، في الحقيقة أنا لست سعيدة بزواجي إطلاقا، فقد تزوجت شابا من بيئة ريفية مختلفة جذريا عن البيئة التي نشأت فيها، وهذا ما تسبب لي بمشاكل لا حصر لها، فزوجي متمسك بالعادات التي تربى عليها، والتي تتمثل بالنظرة الدونية للمرأة وبمعاملتها كمخلوق لا يحق له الاحترام، أو إبداء الرأي أو اتخاذا القرار، فضلا عن مفهومه الخاطئ فيما يتعلق بالقوامة وطاعة الزوج.

والأسوأ من كل ذلك أنه لا يمتلك أدنى معرفة بأساليب التعامل مع المرأة، ولا يؤمن باحتياجاتها العاطفية ولا بحاجتها للحب والاهتمام، إضافة إلى كل ذلك هو أيضا حاد الطباع، سليط اللسان، سريع الغضب، متسلط وأناني، وعصبي المزاج إلى الحد اللامعقول، زد على ذلك أنه يصطنع المشاكل من لا شيء، ويحدث أحيانا أن يسيء إلي ويهينني ويجرح مشاعري لأتفه الأسباب.

أنا الآن تعيسة للغاية، ونادمة جدا على زواجي بهذا الرجل، ولا أحس تجاهه سوى بمشاعر الكراهية، وكثيرا ما أفكر بالطلاق بالرغم من مولودي القادم، أرجو أن ترشدوني للحل الأفضل لي.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك - ابنتنا الفاضلة - في الموقع، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونحب أن نؤكد لك أن الحياة هذه لا تخلو من الأكدار ، وقد قيل:

جُبلت على كدر وأنت تريدها *** صفوًا من الأكدار والأقذار
ومكلف الأيام فوق طباعها *** متطلب في النار جذوة نارٍ

فلا بد للإنسان أن يُحسن التعامل مع قضايا هذه الحياة التي نعيمها منغص، ولذلك ما رضيها الله جزاء لأوليائه، وهي لا تزن عند الله جناح بعوضة، ورغم ما استمعنا إليه من عيوب كبيرة ومؤثرة بلا شك، إلا أننا كنا نريد أن نسمع الجانب الآخر (الإيجابي)، فأكيد هذا البدوي لا يخلو من إيجابيات، وإلا فلماذا قبلت به؟! هناك جوانب إيجابية نتمنى أن تُظهريها، وتهتمي بها، وتحاولي أن تتأقلمي مع هذا الوضع، فإن كثيرًا من النساء تزوجنَ من البدو وسعدنَ، لأن الإنسان ما ينبغي أن يكون همه أن يغيّر، ليس همه أن يغيرك لتصحبي بدوية، ولا أن تغيّريه ليُصبح حضريًا متمدنًا متطورًا بين لحظة وأخرى، ولكن التعايش والتفاهم والنظر للحياة بأبعاد عميقة.

والحياة في بدايتها لا نستطيع الحكم عليها، لأن الحياة تبدأ بالتعارف، ثم بعد ذلك ينبغي أن يأتي التأقلم، ثم يأتي تقديم التنازلات في منتصف الطريق، ثم تأتي مرحلة الفهم والتفاهم، ثم تأتي مسألة التعاون على البر والتقوى، واستخدام القواسم المشتركة، ثم تأتي بعد ذلك مسألة التآلف، وصولاً إلى التوافق، وصولاً للانسجام التام فيُصبح الزوج كأنه صديق لزوجته ومحط أسرارها، وهي محط أسراره، ثم يصلوا إلى مرحلة تُصبح كأنها مستشارة له وكأنه مستشار لها، لا يستطيع أن يقضيَ أمرًا إلا بالرجوع إليها.

ونتمنى ألا تُشعريه بأنك بائسة وأنك غير راضية، وتحاولي أن تنقدي ما هو فيه من باديته، واعلمي أن في أهل البادية إيجابيات، كما أن لهم سلبيات، نتمنى أن تكون نظرتك للحياة الزوجية ومستقبل هؤلاء الأطفال، نظرة إيجابية شاملة، ولا نؤيد فكرة الاستعجال في أمر الطلاق، ولكن نتمنى أن تصلي إلى أنصاف حلول، ونعتقد أن الرجل يحتاج إلى تدريب برفق، فقد يصعب عليه في الأيام الأولى والسنوات الأولى أن يكون رومانسيًا، لكن بعد ذلك وبإصرارك وبحسن تعاملك وملاطفتك يمكن أن يتغير، وإذا كانت الدواب تتغير عندما يأتي المدرب ليدربها فكيف بالإنسان؟ فكوني أنت مؤثرة بحسن معاملتك، وبصبرك، وبالثناء على الإيجابيات، وسيأتيك المزيد من الخير.

ونتمنى أن تتواصلي معنا قبل أن تتخذي أي قرار، فأنت عندنا في مقام البنت الكريمة والأخت العزيزة، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يقدر لك الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد.

www.islamweb.net