غضب أمي ودعواتها عليّ عطلت حياتي، فما السبيل للنجاة؟

2014-02-25 03:54:54 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة، في مرحلة الثانوية، عندما كان عمري 18 سنة أغرمت بحب شاب عن طريق التلفون، وأصبحت أكلمه، علمت أمي فحرمتني من التلفون، وبعد شهر أمسكت أمي بي وأنا أكلمه بالتلفون فحرمتني، وأخذته منها دون علمها، فسمعتني وأنا أكلمه، فبكت ودعت علي أن لا أجد رجلا يحبني، وكان ما بين الآذان والإقامة من صلاة العصر، وكررتها ودعت أدعية جدا سيئة.

بعد ذلك -الحمد لله- هداني الله، وتقدم لي شاب، والآن سأتطلق بسبب أمور جدا بسيطة، وبسبب كلام والدته وبسبب غيرتها مني، جعلته يكرهني، أنا قررت أن لا أتزوج خوفا من دعوة أمي التي دعتها من قلبها وهي تبكي بحرقة.

كيف يتغير دعاء أمي؟ هل سأمضي في الدنيا وأنا لا أحد يحبني؟ هل العمر يطول بالدعاء؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الكريمة- في الموقع، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونتمنى أن تجتهدي في بر الوالدة حتى تدعو لك كما دعت عليك، فإن دعوتها أقرب للإجابة، والوالدة التي دعت عليك بالأمس تستطيع أن تدعو الله لك بالخيرات اليوم، والله -تبارك وتعالى- هو الرحمن الرحيم الذي يُجيب دعاء المضطر إذا دعاه، فالجئي إلى الله -تبارك وتعالى-، واعلمي أن ما عند الله من الخيرات لا يُنال إلا بطاعته، وإذا كنت ولله الحمد قد تبت فإن الله هو التواب، وإذا كنت قد رجعت فإن الله هو الرحيم الغفار، وما من إنسان رجع شبرًا إلا جاءه من الله ما هو أكثر وما هو أعظم، كما جاء في الحديث القدسي: (ومن تقرب إليَّ ذراعًا تقربتُ إليه باعًا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة).

أقبلي على الله -تبارك وتعالى-، وازدادي من الله قُربًا، واعلمي أن فشلك في زيجة اليوم لا يعني الفشل مستمرًا، فتعوذي بالله من هذه الوساوس السالبة، واعلمي أن الله -تبارك وتعالى- على كل شيء قدير، وأن أقدار الله تعالج بأقدار الله، وإذا كان هناك دعاء فإن البلاء النازل يرفع بالدعاء، إذا كان الداعي واثقًا وموقنًا وصادقًا في دعائه، وقد يتعالج الدعاء والقضاء بين السماء والأرض، أما إذا كان الداعي ضعيف إن الدعاء واللجوء إلى الله يخفف من وقوع البلاء عليه.

نسأل الله أن يعينك على الخير، ونتمنى أن تتجنبي التفكير بهذه الطريقة، ولا تترددي بالقبول بأي زوج صاحب دين وأخلاق يطرق الأبواب، وحاولي أيضًا أن تعطي هذا الرجل فرصة، لأن الفرق كبير بين تدخل الوالدة وبين الزوج، إذا كنت تحبينه وهو راغب في أن يكمل معك فننصحك بتحمل والدته وعدم الوقوف معها في الأمور الصغيرة، لأنها مثل الأم وهي كبيرة في سِنِّها، ونسأل الله أن يعينك على الخير، ونكرر ترحيبنا بك في الموقع.

نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

www.islamweb.net