كيف أتعامل مع زوجي وبنته من زوجة سابقة؟

2014-03-09 05:17:33 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

متزوجة من رجل له أبناء من زوجة متوفاة، والمعضلة ابنته الصغرى البالغة 13سنة، فهو مغرم بها كثيرا كونه أبا وأما لها.

حاولت أن أقترب منها وأعوضها من جهة الأم، وأكسب ثواب الرب وحب الزوج، لكن للأسف هي تكرهني وترى أني أخذت مكان أمها، وشاطرتها في أبيها، تتصرف تصرفات صبيانية، لتحرك مشاعر أبيها، فيقضي كل وقته معها، حتى في الليل تمثل بأنها خائفة، أو تذكرت أمها فيحنو عليها.

سئمت وجودها، وفقدت حقوقي الزوجية معها، ووالدها لا يعتبر نفسه مقصرا ولا هي ملامة، كونه هو كل شيء بالنسبة لها، مللت الحياة، ودخلنا في مشاكل زوجية، والآن أريد الطلاق، وقد رزقت بطفلة.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نرجس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابنتنا الكريمة في الموقع، ونشكر لك المشاعر النبيلة والرغبة في الثواب والأجر بالإحسان لأولاد هذه المرأة التي تُوفيتْ – نسأل الله أن يرحمها وأموات المسلمين – ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونرفض الاستعجال بفكرة الطلاق، ونؤكد لك أن الأمور لن تسير على هذا الاتجاه، فهذه الفتاة لها عمر محدد، بعد ذلك ستذهب إلى بيت زوجها، وينبغي أن يعلم الأب أن ما يفعله معها وما يعطيها من الحماية الزائدة يُلحق بها أضرارًا كبيرة في مستقبل أيامها وحياتها، لأنها ينبغي أن تأخذ وضعها، فهي الآن في سن ليست صغيرة، وينبغي أن تكون الأمور بمقدار، ونحن بحاجة عندما نتعامل مع أيتام الأم أن يكون التعامل متزنًا، وألا يُعطي جرعات زائدة من العطف، فإنها لن تجد هذه الجرعات في مستقبل أيامها وحياتها عندما تخرج للحياة العامة وعندما تُصبح زوجة وأُمًّا للعيال، وهذا سيترتب عليه أضرار كبيرة لها.

ينبغي أن يعلم زوجك أنه لا يفيد هذه الفتاة بهذه الطريقة، وإنما يُلحق بها أضرارا كبيرة.

أما أنت فحاولي أن تتماسكي وأن تتمالكي، ورتبي وقتك، وتفاهمي مع الزوج، وحاولي تجنب الاحتكاكات معها، وحاولي أن تنشغلي أنت أيضًا بأطفالك وقت انشغاله بتلك الفتاة، وحاولي دائمًا أن تجعليه يقتنع، يعني لا ترفضي أن يعطيها حقها، ولكن بيّني له أن التوازن هو المطلوب، وأن الحقوق ينبغي أن تُؤتَى، وأن لها إخوانا آخرين، سواء كان منك أو من والدتها، وأن عليه أن يقيم الاعتدال، فإننا ينبغي أن نكون متزنين عاطفيين عادلين بين أبنائنا، وحقوق الأبناء مختلفة عن حق الزوجة، والزوجة ينبغي أن تأخذ حظها وحقها.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يُبصّرنا جميعًا للحقوق، وأن يلهمنا رشدنا، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا، وأن يعيننا قبل ذلك على أداء الواجبات، وينبغي ألا تستعجلي أمر الطلاق، لأن المسألة - إن شاء الله تعالى – نحن نعتقد أنها مربوطة بزمن محدد، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد.

www.islamweb.net