هل التوتر والخوف الزائد يسببان الوفاة؟

2014-03-12 00:04:50 | إسلام ويب

السؤال:
سلام عليكم.

دكتور: أنا فتاة عمري 17 سنة، مشكلتي بدأت قبل 4 أشهر، بضيق تنفس ودقات قلب سريعة، وخوف من الموت، تغيرت حياتي بعدها، يومي كله تفكير في الموت وخوف وقلق، كل شيء يقول لي: ستموتين الآن، وكأنني أعلم بموتي، وأتذكر الماضي وخوفي على أهلي وعلى خطيبي، وخوفي من النوم، وكأني بغير عالمي، لا أهتم بشيء، فقط بالموت، وأحس شيئاً داخلي يقول لي: أنت تعلمين بمماتك، تعبت، أرجوك -دكتور- ساعدني، لماذا أتذكر الماضي وطفولتي؟ وكأن شريط حياتي يعاد؟ أخاف من مضادات الاكتئاب، أحس أنها تسبب الوفاة.

سؤالي الثاني: حالتي وقلقي وخوفي، هل هي خطيرة؟ لأن صديقتي تقول لي: التوتر والخوف الزائد يسببان الوفاة، وزاد الخوف عندي أكثر، ما الحل؟

جزاك لله كل خير.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ zina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا أحد يعرف متى يموت، لا وقته، ولا كيفيته، قال تعالى: {وما تدري نفس بأي أرضٍ تموت} والآجال محددة، {ولن يؤخر الله نفسًا إذا جاء أجلها} ونحن كمسلمين نؤمن بذلك، وأنا على قناعة تامة أنك تؤمنين بذلك، لكن القلق الذي أصابك – ويظهر أنه من نوع الفزع – أدخل فيك هذا الخوف من الموت.

العلاج هنا هو تحقير هذه الفكرة، ليست تحقيرًا لفكرة الموت، إنما لفكرة الموت بهذه الطريقة التي تتحدثين عنها، خوفك من الموت على أهلك وعلى خطيبك، وخوفك من الموت أثناء النوم، هذا كله تفكير مرضي، ومن المهم جدًّا أن يتدرب الإنسان ويتعلم بأن لا يستقبل ولا يقبل أي فكرة تأتيه، قولي لنفسك: (هذه فكرة حقيرة، الموت حق، ولا أحد يعلم وقت موته إلا الله تعالى) واعملي في الدنيا، واجتهدي لما بعد الموت، أنت صغيرة في سنك، عليك بالدراسة، عليك بالتجويد، عليك بالإجادة في كل شيء، استمتعي بحياتك، بالصلاة، بتلاوة القرآن، بمرافقة الصالحين من الفتيات، بالانخراط في أعمال الخير والأنشطة الثقافية الشبابية المنضبطة والمحترمة، هذا يصرف انتباهك تمامًا عن هذه المخاوف -إن شاء الله تعالى-.

حالة القلق والخوف التي تأتيك لا علاقة لها بالموت أبدًا، -كما ذكرت لك صديقتك-، الخوف والقلق لا يسببان الموت أبدًا، ليس هنالك علاقة بين الاثنين، الموت هو عالم خاص تمامًا، ونجد من الفلسفات الجميلة التي يقولها حتى بعض غير المسلمين، سمعتُ هذا في بريطانيا، يقول الواحد منهم: (أنا أستطيع أن أدير حياتي، لكن لا أستطيع أن أدير موتي، فلماذا لا أكون مستمتعًا وفاعلاً ومجتهدًا في حياتي) هذه فلسفة عظيمة مقبولة جدًّا.

خذي الأمور على هذه الشاكلة، واقطعي حبل هذا التفكير، وبالنسبة للماضي: لا مانع من أن يتذكر الإنسان ماضيه، لكن اعرفي أن الماضي لا يعود، الماضي قد انتهى، المهم هو الحاضر والمستقبل، والماضي نستفيد منه كخبرة وعبرة، وليس أكثر من ذلك.

بخصوص العلاج الدوائي: أنا لا أحبذ أن أعطي أدوية في مثل حالتك هذه وفي عمرك هذا، لكن إذا ازداد عليك الخوف فربما تحتاجين لعقار يسمى يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس) ويسمى علميًا باسم (إستالوبرام) لا تُقدمي على تناول الدواء أبدًا إلا إذا وصفه لك الطبيب، وذلك بعد أن تقومي بزيارة الطبيب النفسي.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا.

www.islamweb.net