هل التوتر وسرعة الغضب سبب في اضطراب الدورة الشهرية؟

2014-03-10 02:46:23 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم..

منذ طفولتي عشت في بيئة أسرية مفككة، حيث أن والدي يفرقان بين أولادهم، ولأنني الأخت الأكبر لم يهتم بي أحد، وكانت أمي قاسية علي بشدة، وتحملني أعباء المنزل، وإذا قصرت تضربني بشدة، ومع السنوات قام إخوتي الأكبر مني يفعلون مثلها! وأصبحت بلا سند يدافع عني.

قبل بلوغي كانت ترميني بالسب والشتم، وتقول بأني كبيرة، وأي خطأ يصدر من إخوتي تنهال علي أنا بالضرب، وكانوا يشترون لأخواتي الألعاب وأنا لا، بحجة أني كبيرة، مع أنه لا يفرق بيني وبين أخواتي إلا سنوات قليلة.

مرت السنوات وبدأت أكبر، وعندما بدأت ثدياي تكبر كنت أبكي بشدة، وكنت لا أريد أن أكبر، وألبس ملابس ثقيلة حتى أخفي ثديي عن أمي، وكنت أحاول إزالتهم بالضغط عليهم بشدة للداخل.

بسبب الخوف الذي زرعته أمي بداخلي تأخرت الدورة الشهرية، وعندما قاربت دخول ال 14 سنة جاءتني الدورة الشهرية، وحاولت إخفاء أمر بلوغي على أمي، وعن الكل خوفا إذا عرفت سوف تفضحني أمام أبي وإخوتي والناس، فأخفيت الأمر مدة 3 سنوات تقريبا، حتى بلغت أختي الأصغر مني، وأخبرتها ثم تظاهرت بأني بلغت في ذلك الوقت.

الدورة الشهرية لدي بدأت معي غير منتظمة، فقد نزلت أول مرة ثم انقطعت شهرا ثم شهرين، ويزيد انقطاعها حتى وصل 9 أشهر، ولم أعالج لأني كنت أرى هذا أنسب لوضعي، وبعد أن أنهيت دراستي والتحقت بمجال العمل أدركت بأن هذا أمر خطير على مستقبلي، وذهبت إلى المستشفى واتضح لدي أن الهرمون الذكوري مرتفع، ووصفت لي الطبيبة حبوبا لا أذكر نوعه، ولكن إذا تناولته نزلت الدورة، وإذا توقفت عنه انقطعت الدورة، ثم وصفت لي الطبيبة بعد مدة طويلة من العلاج حبوب diane 35 ونفس الموضوع.

بعدما اتزن الهرمون الذكوري من الدواء ارتفع لدي هرمون الحليب، ووصفت لي حبوبا اسمها Parlodel-bromocriptin-(ut mesilic) 2.5 mg، وبعد أن اتزن أيضا قطعت عني الطبيبة الدواء، على أن تختبر نزول الدورة انقطعت، ولم تأت أشهر، علما بأن الأشعة للرحم والمبايض سليمة.

عندما تنقطع عني الدورة وزني يزداد، وعندما سألت الطبيبة هل هذه المشكلة هي سبب زيادة وزني؟ قالت لا، مع أني أراها مخطئة.

أكثر السبب الذي أراه لمرضي نفسي، والدليل ذهبت أمي وإخوتي، وكل من كان يضايقني من المنزل للعلاج، وغابوا مدة سنة في الفترة قبل لا أتلقى العلاج، وسبحان الله بدون أي دواء انتظمت الدورة الشهرية لدي تماما، وبعد سنة عندما عادوا للمنزل انقطعت!

في الوقت الحالي كبرت، وقويت شخصيتي، ولا أحد يستطيع أن يتجرأ علي في المنزل وخارج المنزل، وأكرمني ربي بالتوفيق، ورغم تغير معاملة كل من في المنزل نصرني الله على كل ظالم ظلمني، واستغل ضعفي وأخذ حقي، وبسبب قوة إيماني واستعانتي به لم أصب بمرض نفسي، ولله الحمد.
لدي مشكلة في المشية حيث مشيتي يتحرك فيها كتفاي قليلا، كأنها مشية رجل، حاولت تعديلها ولكن لا فائدة! هل هناك حل أو دواء؟

أنا وفية لكل شخص قريب لدي، وأعطي بسخاء، ولكن لدي مشكلة سرعة الغضب وضيق الصبر على عيوب الآخرين، وأركز في العيوب أكثر من الإيجابيات في الناس.

الدورة لا تنزل إلا بحبوب، هل تؤثر على الحمل في المستقبل هذه المشكلة؟ وكيف الحل لإنقاص وزني؟ خاصة منطقة البطن والأرداف، أمارس الرياضة ولكن لا فائدة، فكيف الحل لجميع هذه المشاكل؟

راجية منكم المساعدة، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم ظروفك -أيتها الابنة العزيزة- والحمد لله بأنك كنت قادرة على التعامل مع هذه الظروف بحكمة وتعقل, وها أنت تجنين ثمار صبرك إن شاء الله, وفقك الله عز وجل إلى ما فيه الخير.

أحب أن أؤكد لك- يا بنتي - بأن أهلك مهما كانت قسوتهم عليك, إلا أنهم بكل تأكيد يحبونك, ويتمنون لك كل الخير, وستبقين ابنتهم التي يعتزون بها ويفخرون بنجاحها, فلا تجعلي في قلبك إلا الحب والاحترام لهم, واجعلي صورتهم دوما في ذهنك صورة إيجابية.

بالنسبة لما تعانين منه من اضطراب في الدورة وارتفاع في هرمون الذكورة والحليب, فهذا أمر متوقع, لأن وزنك زائد جدا عن الحد الطبيعي, وهذا مما يسبب حدوث حالة نسميها (تكيس المبايض) وفي هذه الحالة فإن المبيض يتضخم، وتختل هرموناته, مما يؤدي إلى عدم قدرة البويضات بداخله على إكمال تطورها, فتبقى حبيسة على سطحه, على شكل تكيسات صغيرة, أي أن الإباضة لا تحدث, وبالتالي تتباعد الدورة, وقد تنقطع.

لكن يجب أن يتم عمل تحاليل هرمونية شاملة لك, للتأكد من عدم وجود سبب آخر لاضطراب الدورة, مثل قصور الغدة الدرقية أو قصور الغدة الكظرية أو غير ذلك لا قدر الله, لذلك يجب أولا التأكد من عمل التحاليل الآتية:
LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-TSH-FREE T3-T4- PROLACTIN-DHEAS-17 HYDROXYPROGESTERON

الحقيقة هي أن الحالة النفسية قد تزيد الأمور سوءا في تكيس المبايض, لكن الأساس يبقى هو في السمنة, وما تسببه من اضطراب في الهرمونات.

يجب عدم ترك الحالة بدون علاج, حتى لو كنت غير متزوجة, لأن بقاء الدورة بهذا الشكل يؤدي مع الوقت إلى تسمك بطانة الرحم, وقد يؤهب إلى حدوث الأورام فيها مستقبلا لا قدر الله, لذلك يجب علاج الحالة بشكل جيد، وأول خطوة في العلاج هي:

- انقاص الوزن مع الاستمرار في ممارسة الرياضة, ويمكنك إنقاص وزنك بالتدريج, فهذا أفضل, فإن تناولت مثلا 1600 وحدة حرارية في اليوم, فإن وزنك سينخفض نحو 4 كلغ في الشهر, أي نحو 48 كلغ في السنة، أي في خلال سنتين تقريبا يمكنك الوصول إلى الوزن المناسب لطولك بإذن الله تعالى.

إن أي نقصان في الوزن مهما كان قليلا سينعكس إيجابا على عمل المبيض, لذلك يجب عدم التقليل من شأن أي خسارة في الوزن حتى لو كانت بضعة كيلوغرامات فقط.

- يجب عليك تناول حبوب تسمى (غلكوفاج )عيار 500 ملغ, حبة واحدة يوميا في الأسبوع الأول, ثم حبتين يوميا في الأسبوع الثاني, ثم ثلاث حبات يوميا في الأسبوع الثالث, ثم الاستمرار على ثلاث حبات بعد ذلك.

- يجب البدء بتناول حبوب تسمى (ياسمين) وهذه الحبوب وبالرغم من أنها حبوب تستخدم لمنع الحمل, إلا أن لها استخدامات أخرى كثيرة في طب النساء, ومن أهم استخداماتها هو في علاج تكيس المبايض.

لذلك تناولي أول علبة ابتداء من اليوم الثاني لنزول الدورة الشهرية, ثم فيما بعد استخدميها في اليوم الخامس من الدورة الشهرية.

يجب عليك الاستمرار بالخطة العلاجية السابقة، لمدة لا تقل عن 9 أشهر إلى سنة, مع العمل بشتى الطرق لخفض وزنك، فهذا كله سينعكس إيجابا على عمل المبيض, وأيضا على نفسيتك بشكل عام, إن شاء الله تعالى.

أتمنى لك كل التوفيق في حاضرك ومستقبلك بإذن الله تعالى.

www.islamweb.net