هل عدم رؤية المنامات سببها نقص في دين المرء؟

2014-07-13 03:55:56 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أوﻻ: أحب أن أشكر هذا الموقع الرائع, وكل من هو قائم عليه, وأسأل الله أن يجعل ذلك في موازين حسناتكم لما تنفعون به الكثير من الناس, وتفيدونهم في أمور دينهم ودنياهم.

أنا شاب أبلغ من العمر 23 عاما, غير متزوج, ولدي عدة استفسارات, وأتمنى أن أحصل على الجواب الشافي الكافي منكم إن شاء الله.

استفساري الأول هو عن الرؤى: فأنا شاب ﻻ أزكي نفسي, وﻻ أدعي بأني صالح, ولكن أقول بأنني محافظ على صلواتي والأذكار بما أستطيع, ولله الحمد والمنة.

ولكن ما يجعلني مستغربا أنني ﻻ أرى رؤى وﻻ أحلاما, فما هي المشكلة؟ هل يدل ذلك على خلل مني أم أنه أمر طبيعي؟ مع العلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد ذكر بأن أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا, وأنا ولله الحمد ﻻ أحدث بالكذب, ومع هذا ﻻ أرى رؤى أو أحلاما.

علما أن ما يرى في المنام أحد ثلاثة أقسام: إما رؤية من الله, أو حلما من الشيطان, أو حديث نفس, فلهذا أنا أرى بعض الأحيان ما يسمى بحديث النفس, ولكنني أشعر وكأنني قادر على التحكم في رؤياي حينئذ, فلا أعلم إذا كانت حديث نفس أو أضغاث أحلام, أو غير ذلك.

استفساري الثاني: هل الصلاة -فرد أو جماعة- في المنزل جائزة وصحيحة مع وجود الجماعة في مسجد بالقرب من المنزل؟

أحب أن تكون صلاتي بالمسجد دائما, وكل الفروض, ولكن ما يمنعني غالبا هو أن المسجد في منطقة مرتفعة, بالرغم من أنه يبعد عن المنزل قرابة 300 متر, ولكن يصعب علي الصعود مشيا بسبب ضعفي في اللياقة البدنية, فأنا أشعر بتعب وإرهاق شديد عندما أدخل المسجد, وبتسارع في نبضات القلب؛ مما يفقدني الخشوع في الصلاة, ويجعلني أنتظر نهاية الصلاة بسرعة من أجل الجلوس.

أرجو منكم التوضيح لاستفساراتي.

ولكم جزيل الشكر والتقدير.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بدر صبري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك أيها الولد الحبيب في استشارات إسلام ويب، نشكر لك تواصلك معنا، كما نشكر لك حسن ثنائك وحسن أدبك، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا عند حسن ظنك.

أما ما سألت عنه أيها الحبيب: فعدم حصول رؤى منامية لك لا يعني شيئًا، لا يعني نقصًا في صلاحك، كما أن الرؤيا إذا رآها شخصٌ لا تعني زيادة في صلاحه، والحديث الذي أشرت إليه إنما تحدث فيه النبي –صلى الله عليه وسلم– عن صدق الرؤيا أو كذبها، فأصدق الناس حديثًا هو أصدقهم رؤية، وكلما كثر الكذب في حديث الشخص كثر الخطأ والكذب في رؤاه المنامية أيضًا.

والخلاصة أن هذا الأمر لا ينبغي أن تهتم له كثيرًا، والإنسان مطالب بأن يُحسن عمله حال اليقظة، فيتقي الله تعالى ويؤدي ما فرض الله تعالى عليه، ويجتنب ما نهاه عنه، ويحاول بعد ذلك أن يكثر من النوافل ما استطاع، وبسلوكه لذلك الطريق يصل بإذن الله تعالى إلى رضوان الله تعالى ومحبته.

وأما ما سألت عنه في شأن صلاة الجماعة، فالجماعة واجبة على الأعيان، على الرجال غير المعذورين، والأدلة الدالة على وجوب الجماعة كثيرة، ومن أوضحها دلالة أن أوجب الله سبحانه وتعالى صلاة الجماعة على الناس حال الخوف وهم على أرض المعركة، فقال الله سبحانه وتعالى: {وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فيكونوا من ورائكم ولتأتِ طائفة أخرى لم يصلوا فليصوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم} إلى آخر الآية، والأحاديث الدالة على وجوب الجماعة كثيرة أيضًا.

ولكن هل يلزم أن تكون الجماعة في المسجد أو يمكن أن يتأدى الفرض بالجماعة خارج المسجد؟
هذا محل خلاف بين العلماء، الذي ننصحك به أيها الحبيب –وهي نصيحة من يريد لك الخير ويتمنى لك السعادة والفلاح– أن تحرص على الجماعة في مساجد المسلمين، فإن ذلك من سُنن الهدى التي جاء بها النبي –صلى الله عليه وسلم– كما قال عبد الله بن مسعود: (من سرَّه أن يلقى الله غدًا مسلمًا فليحافظ على هذه الصلوات حيث يُنادى بهنَّ) والنبي –صلى الله عليه وسلم– خرج في مرض موته حين وجد خِفَّة ورجاله تَخُطَّان في الأرض وهو معتمدٍ على رجلين عن يمينه وعن شماله، ومع ذلك رجله تخُطُّ في الأرض، والذهاب إلى المسجد فيه فضائل عديدة وحسنات كثيرة يعدمها المسلم إذا صلَّى جماعة في غير المسجد.

وقد ذهب جمهور كثير من المسلمين من علماء المسلمين إلى أن مضاعفة الصلاة خاصة بالجماعة في المسجد، واجعل من الحديث الذي ورد في شأن الرجل الذي كان يحرص على الجماعة مع بُعده عنها، فقصته عظيمة، رواها الإمام مسلم –رحمه الله تعالى– من حديث أُبي ابن كعب، قال: (كان رجلاً لا أعلم رجلاً أبعد من المسجد منه وكان لا تُخطئه صلاة –يعني لا تفوته الجماعة– فقيل له: لو اشتريت حِمارًا تركبه في الظلماء وفي الرمضاء، فقال: ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد، إني أريد أن يُكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد جمع الله لك ذلك كله).

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يوفقك لكل خير.

www.islamweb.net