الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي الكريم: الخوف من ركوب الطائرات هو واحد من المخاوف الشائعة جداً، وهذا الخوف له مكونات معينة:
أولاً: يوجد قلق توقعي استباقي، بمعنى: أن الإنسان يقلق ويتوتر حول مجرد ذكر اسم الطائرة.
الأمر الثاني: هو الضيق من أن يكون الإنسان عالقاً داخل الطائرة، وهذا ربما يكون فيه نوع من الخوف من الأماكن الضيقة، وأنه لا منفذ للإنسان أن يخرج من المكان الذي هو فيه.
المكون الثالث: هو الخوف من حوادث الطائرات.
أيها الفاضل الكريم: خير وسيلة لعلاج المخاوف هي: تحقيرها ومواجهتها، وأن يتيقن الإنسان أنه ليس بأقل من الآخرين، أو أضعف منهم، ويجب أن لا يكون هنالك قلق استباقي افتراضي.
لا تحاور نفسك حول الأمر، لا توجد لنفسك المبررات، القرار واضح: قل لنفسك: هذه مخاوف حقيرة لن أعطيها أي اهتمام، أنا سوف أسافر بالطائرة، أنا في حفظ الله، وفي رعاية الله، وهكذا، يجب أن تغذي نفسك بفكر مخالف تماماً للفكر السلبي الاستباقي، أنت ذكرت شيئًا بسيطًا، لكنه مهم، وهو: أنك حتى لا تريد أن تسمع عن الطائرات، وهذه إشكالية كبيرة، على العكس تماماً: أحد وسائل العلاج هي: ما نسميه بالتعرض أو التعريض التدريجي، ففي حالتك من المفترض أن تقرأ عن الطائرات؛ كيف بدأت هذه الطائرات، الاكتشاف العظيم الذي قام به الأخوان (رايت)، وتقرأ كثيراً عن عمل الطائرات، وكيف أنها من أعظم المخترعات الإنسانية والبشرية، وهكذا، وتكثر من الذهاب إلى المطارات، ومقابلة المسافرين من الأهل وخلافه.
إذاً هذا التعريض المستمر يجعلك أكثر ألفة لمصدر خوفك، هذا مهم جداً -أخي الكريم-، وأريدك أن تخطط للسفر بالطائرة، على أن تقوم بثلاث رحلات متوالية، هذا قد يكون صعبًا بعض الشيء من الناحية العملية، لكنك بما أنك تعيش في قطر، مثلاً: قرر أن تذهب إلى العمرة عن طريق الطائرة، ثم تقوم بزيارة لدولتي الإمارات والبحرين، فهذه الرحلات المتتابعة تؤدي في حد ذاتها إلى نوع من التعريض النفسي الإيجابي.
الأمر الثاني أخي الكريم: هو أن تطبق تمارين الاسترخاء، احرص على تمارين الاسترخاء حرصاً شديداً، هذه التمارين مفيدة، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم(
2136015)، إن طبقتها -أخي الكريم- بصورة إيجابية، هذا سوف يفيدك، عقار (سبرالكس) ممتاز، تناوله بجرعة 10 مليجرام كاف جداً، لكن أعتقد أنك لو دعمته بعقار مثل (إندرال)، هذا سوف يفيدك كثيراً، (الإندرال) علمًا أنه لا يُسمح به في حالات وجود ربو.
النقطة الأخرى: مهمة جداً، وهي أن تصرف انتباهك تماماً عن كل الذي تعاني منه، واستثمر وقتك بصورة صحيحة: فيما يخص مجالك العملي، فيما يخص التواصل الاجتماعي والاكتساب المعرفي، والحرص على العبادات، وتطوير الذات، هذا كله -أخي- نوع من صرف الانتباه عن مشكلة المخاوف، وإن قدمت نفسك لقسم الطب النفسي سوف تجد إن شاء الله تعالى- كل الاهتمام والرعاية المطلوبة.
أخي الكريم: حالتك لا علاقة لها بمرض الفصام أو الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، فأرجو ألا توسوس حول هذا الموضوع.
ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.