الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حكيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على كلماتك الطيبة ومشاعرك الجيّاشة حيال العاملين في إسلام ويب، ونسأل الله -تعالى- أن يتقبل من الجميع.
أيها الفاضل الكريم، لقد عرضت رسالتك بصورة واضحة وممتازة جدًّا، فالأعراض السبعة عشر التي أوردتها تدل وبما لا يدع مجالاً للشك أن مشكلتك الأساسية هي ما نسميه بـ (القلق الاستباقي) أو (القلق التوقعي)، وهذا أدخلَك في دائرة المخاوف، هنالك شيء من الخوف الاجتماعي، وهذا هو أساس علّتك، ودفعك بالطبع نحو التهرب وما أسميته بالتسويف، وسرعة الغضب، ثم سرعة الهدوء هي جزء من التذبذب الوجداني الذي يكون مصاحبًا للقلق.
فإذًا: قلقك هو قلق استباقي شديد، أدى إلى مخاوف، وأدى إلى ضعف في التركيز، وليست لديك مشكلة حقيقية في الذاكرة، لكن ما يأتيك من تشتّت ذهني هو ناتج من القلق وليس أكثر من ذلك.
إذًا: العلاج الأساسي يكون للقلق، وإن استطعتَ أن تذهبَ إلى طبيبٍ نفسي هذا هو الوضع المثالي، وإن لم تستطع فأقول لك: أنت محتاجٌ لأحد الأدوية المضادة للقلق بصفة عامة، وقلق المخاوف التوقعي بصفة خاصة، وعقار (سيرترالين) -والذي يعرف باسم (زولفت) أو (لسترال)- يعتبر هو الأمثل، والجرعة هي حبة واحدة، يتم تناولها ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم تجعلها حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء، وهو من الأدوية الفاعلة جدًّا، والممتازة والسليمة، ويمكن أن تدعمه بدواء آخر يعرف باسم (ديناكسيت)، والجرعة هي حبة واحدة في الصباح لمدة ثلاثة أشهر.
أضف إلى ذلك: أنت محتاج لتطبيق تمارين الاسترخاء، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم: (
2136015)، أرجو أن ترجع إليها وتطلع على ما بها من توجيهات وتلتزم بتطبيقها.
النقطة الثالثة والمهمة جدًّا: هي أن تجعل لنفسك جداولَ يومية مُلزمة تُدير من خلالها وقتك، فإدارة الوقت تُبعد الإنسان عن التراخي والتسويف، وتعلّمه الانضباط، وحين يُنجزُ الإنسان من خلال حسن إدارة الوقت يحسُّ بمردود إيجابي طيبٍ وجميل، وهذا يعود عليك بنفع كبيرٍ جدًّا، حيث إنه سوف يطوّر من ذاتك، ويجعلك أكثر ثقة بنفسك.
وسِّع شبكتك الاجتماعية -أيها الفاضل الكريم-؛ هذا -إن شاء الله تعالى- يؤدي إلى كثير من تطوير المهارات الاجتماعية والتفريغ النفسي المنشود.
إجراء الفحوصات الطبية العامة أعتقد أنه جيد أيضًا، فقم بإجرائها من خلال مقابلة الطبيب الباطني أو طبيب المركز الصحي، وتأكد من نسبة الدم ووظائف الغدة الدرقية والسكر في الدم.
تناول فيتامين (ب12) وشراب الـ (جنسينج) لا بأس به، لكن أعتقد أن مشكلة ضعف التركيز والنسيان التي تعاني منها ناشئة من القلق، وإذا عالجته بالوسائل التي ذكرناها أعتقد أن مستوى التركيز عندك سوف يتحسن.
أضف إلى ذلك أن النوم المبكر سيكون جيدًا جدًّا بالنسبة لك، ويحسِّنُ كثيرًا من التركيز، وقراءة القرآن بتدبر وبتمعنٍ أيضًا فيها خير كثير لتحسين التركيز.
ألاحظ أن وزنك قليل بعض الشيء؛ ولهذا لا بد أن تقابل الطبيب من أجل الفحوصات، ومستوى السكر لديك طبيعي، وهذا جيد.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.