أتحسَّر على سنوات عمري التي مضت وخاصة الطفولة!

2014-10-26 05:19:58 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

عندي مشكلة دمرت حياتي. منذ ولدت وأنا سمين، وطول عمري كنت منبوذًا ووحيدًا؛ بسبب جسمي، وحرمت من حاجات كثيرة عند ما كنت صغيرًا، كنت أتمنى أن ألبس ثياب العيد، وأجري وألعب، لكن -للأسف- جسمي- كان يمنعني؛ لأني إن خرجت، سيسْخر مني البعض، بسبب جسمي.

الخلاصة: أني حُرمت من طفولتي، وأنا الآن (خسّيت)، لكن بعد فوات الأوان، فأحلى أيامٍ كنتُ ممكن ألعب وأجري فيها مع أصحابي هي أيام الطفولة؛ لأنها يبقي لها طعم آخر، وهذا الموضوع مؤثّر في نفسيتى جدًّا، ولا يتركني أعيش.

لي 19 سنة، وأنا سمين، و(خسّيت) وعمري 21 سنة، يعني لم أعش إلا سنتين فقط! وكلما أكلّم أحدًا، يقول لي إجابة واحدة: انسَ الماضي، وفكر في المستقبل، وعشْ حياتك، فقط -للأسف- كل واحد منهم حافظ لهاتين الكلمتين ويقولهما لي.

أنا لا أعرف كيف أعيش، وأحيانًا أفكر أن أنتحر!

أريد حلًّا.

شكرًا لكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا على التواصل معنا.

لا شك أنها مرحلة صعبة جدًّا، عشتها في طفولتك، وعلى مدار 19 سنة، ومنذ ولادتك، واطمئن لا أقول لك: "انسَ الماضي، وفكر في المستقبل"؛ لأن هذا ليس بيدك، ولن تستطيعه، ولو أردت هذا.

صحيح أنها كانت مرحلة صعبة جدًّا، إلا أنها هي التي صنعتك، بالجوانب الإيجابية وليس فقط بالجوانب السلبية، وأنا متأكد أن تلك المرحلة قد جعلت منك شابًا يتحلى بالكثير من الصفات الإيجابية، كالتعاطف مع الناس، وتقدير مشاعرهم، وربما الكرم والخلق وعدم نكران الجميل، وصفات أخرى كثيرة موجودة عندك. وقد لاحظت الصفات الجميلة عندك، والتي هي ربما من هذه التجربة السابقة المؤلمة، إنك سألتني: "كيف حالكم؟"، فهذا لا شك يشير إلى مدى تعاطفك مع الآخرين.

إذًا كما أنك متألِّم غاية التألُّم من تلك المرحلة، فأنت أيضًا ممنون لتلك المرحلة؛ لأنها جعلت منك الشخصيّة التي أنت عليها، فاحمد الله على كل حال.

الله -تعالى- له حكمة فيما يفعل، وإن خَفِيَتْ عنا هذه الحكمة، فنحن قد لا نرى إلا ظاهر الأمور، فاستفد في تسخير دروس المرحلة السابقة، وهي لا شك كثيرة.

الآن أنت في سن 21 سنة من العمر، وفهمتُ من سؤالك أنك قد فقدت الكثير من الوقت، فلن أقول المزيد عن الماضي، ولن أطالبك أن تتطلع للمستقبل، ولكن أقول لك: عشْ الوقت الذي أنت فيه الآن، واحمد الله -تعالى- على ما أنعم وتفضل.

كنت أسأل نفسي: يا تُرى ماذا يدرس هذا الشاب أو يعمل؟

أرجو أن تكون سعيدًا في دراستك أو عملك الآن، وأدعوه تعالى أن يكتب لك التوفيق والنجاح فيما تدرس أو تعمل.

www.islamweb.net