هل يقبل الله توبتي بعد علاقتي المحرمة بمن توفى؟

2014-10-27 04:59:07 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل تقبل توبة الفتاة بعد علاقة أقامتها مع رجل متزوج، كانت ترسل له صوراً لجسدها وصوراً لها حتى فتنته، ثم تابت بعد ذلك؛ خوفاً من الله، المشكلة هي أن هذا الرجل لم يتمكن من نسيانها، وفُتن بها، ومازال يتذكرها ويتذكر صورها، بعد التوبة بسنتين عادت الفتاة لتسأل عن أحوال الرجل وأهله، فصارحها بأنه لم يتمكن من نسيانها، ولم يتمكن من حب فتاة غيرها، وبعد شهرين من كلامها معه علمت بأنه توفي في حادث أليم.

هل لهذا الرجل حق عنده الفتاة؟ هل تؤثم هذه الفتاة لأنها فتنته وأثرت على حياته؟ على الرغم من توبتها قبل وفاته وقطع علاقته به، خوفاً وإرضاء لله.

أشعر بالحزن الشديد بعد سماعي بخبر الوفاة، وأخشى أن لا يغفر الله لي؛ لأنني فتنته؟ هل صيامي واستغفاري عنه جائز؟ وهل يصله دعائي بالقبر؟
لقد فقدت لذة الحياة، ولا أعلم ماذا أفعل؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Amani حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يغفر له ولأموات المسلمين، وأن يتوب علينا وعليك إنه التواب الرحيم.

لاشك إن الذي حصل منك خطأ كبير، وليس لك دخل فيما حصل له، بل هو درس لك ولنا، - وكفى بالموت واعظاً - ونتمنى أن تتوبي لله توبة نصوحاً، وتعزمي على عدم العود للخطيئة، وننصحك بالستر على نفسك، وإذا أردت الدعاء له، فليكن ذلك في السر، وجددي التوبة والاستغفار، ولا شك إنك أثرت عليه، ولكن المهم هو التوبة النصوح، وهو أيضاً كان شريكًا في الخطأ، وسوف يحاسب الله كل فرد وحده، ولا تزر وازرة وزر أخرى.

وكم هي قصيرة هذه الدنيا، فلماذا لا نتعظ ونعتبر، والسعيد من وعظ بغيره، والشقي هو من يجعله الله عظة لغيره.

وأرجو أن تعلمي أن جمال الجسد نعمه من الله، وإن استخدام النعم في ما يغضب الله سبب لسلبها، قال تعالى: {ولئن كفرتم ان عذابي لشديد] قيل بسلبها وبتعذيبكم بها.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بالتوبة إليه، ونبشرك بأنه سبحانه غفار لمن تاب وآمن، وعمل صالحا، ثم اهتدى، ولن يصله صيامك، ولا صلاتك، وأرجو أن يصله استغفارك.

لا تفقدي لذة الحياة، ولكن اعلمي إن اللذة في الطاعة لله، والاستجابة لأحكام شرعه.

نسعد بتواصلك مع موقعك، ونسأل الله أن يوفقك، ونتمنى أن تتوقفي عن جلب الفتنه لنفسك وللآخرين، وراقبي رب العالمين في سرك وعلانيتك، وتذكري إنه يمهل لكنه لا يهمل، فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة، أو يصيبهم عذاب أليم، نسأل الله لنا ولك التوفيق، والقبول، والثبات، والسداد.

www.islamweb.net