أحلف كثيرًا، ثم أرجع في حلفي.. ما الحل لهذه الحالة؟

2014-12-20 23:28:13 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي أني أحلف كثيرًا، وأرجع في حلفي، آخر مرة أمس حصل موقف بيني وبين أمي، ورجعت من عند أمي وأنا خائفة أن تغضب عليّ، ما الحل؟

وجزيتم خيرًا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ queen m b حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - أختنا العزيزة – في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا، كما نشكر لك حرصك على تجنب إغضاب أمك، وهذا من البر المطلوب منك، فإن الله تعالى أمر ببر الوالدين، والبر معنىً واسع، منه تجنب إغضابهما، والإحسان إليهما بكل قولٍ أو فعلٍ يُدخل السرور على قلبيهما.

أما بالنسبة للأيمان: فكل يمين يعقده القلب – أي لم يجري على اللسان من غير قصد – فهذا يمين يلزم الوفاء به، أو التكفير عنه إذا خالفه الإنسان، وأنت إذا حلفت على شيءٍ ثم رأيت أن الخير في خلافه، فالأفضل لك أن تُكفري عن هذه اليمين وتخالفيها، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم – كان لا يحلف على يمين ثم يرى غيرها خيرًا منها إلا كفَّر عن يمينه، وأتى الذي هو خير، كما صحَّ بذلك عنه الحديث - صلى الله عليه وسلم -.

ومع هذا ينبغي لك أن تتجنبي كثرة الحلف، فإن هذه الخصلة مما ذمَّها الله تعالى في كتابه، كما قال سبحانه: { ولا تُطع كلَّ حلَّاف مهين }، كما نهانا الله سبحانه وتعالى من الإكثار من الحلف، وأمرنا بحفظها، فقال سبحانه: { واحفظوا أيمانكم }.

فالخلاصة أنك إذا حلفت يمينًا تقصدين الحلف – أي لم يكن لفظًا جرى على اللسان من غير قصد – ففي هذه الحالة إذا خالفت فإن عليك كفَّارةُ يمين.

والكفَّارة كما هو معلوم إطعام عشرة مساكين، لكل مسكينٍ كيلو إلا ربع من الرز تقريبًا، أو كسوتهم، أي إعطاؤهم لباسًا يستر العورة التي يُصلي بها الإنسان، أو ما يُسمى لباسًا في عرف الناس عند بعض الفقهاء، أو تحرير رقبة، فمن لم يستطع واحدة من هذه الخصال الثلاث ينتقل إلى الصيام فيصوم ثلاثة أيام، والأفضل أن تكون الأيام متتابعة، ولكن لا يلزم ذلك، يمكن أن يصومها متفرقة، لكن الأفضل أن تكون متتابعةً، وإذا شككت في عدد الأيمان التي عليك هل هي خمسة أو عشرة، فإنك تكفّرين عن خمسة فقط؛ لأن الأصل براءة ذمتك مما زاد على ذلك.

نسأل الله تعالى لك التوفيق.

www.islamweb.net