كيف أعمل على تقريب وجهات النظر بين أبي وخطيبي؟ ساعدوني

2015-01-01 04:29:54 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا فتاة مخطوبة لشاب ملتزم، وقد ساعدني كثيرا في التقرب إلى الله، وقد تعلقت به بسبب حسن خلقه وقربه من الله، ولكن من بداية الخطبة لا يوجد توافق بينه وبين أبي؛ لأن خطيبي شديد الحساسية، وأبي غليظ الكلام، وشديد الغيرة علي.

وخطيبي يفكر كثيرا في ارتباطنا بسبب أبي، وكنت أقول له: هذا بسبب الغيرة، وسوف يتغير بعد الزواج، لكنه في آخر مشكلة، قال لي: أحتاج أن أفكر مرة أخرى في خطبتنا وزواجنا، وأن مشاعره تجاهي متذبذة، وأنا منهارة لأنني تعلقت به، فهو السبب في تقربي من الله، والتزامي بالزي الذي يريده الله، وبسبب حسن خلقه -كما قلت- لكنه كثير التردد في موضوع زواجنا، ماذا أفعل؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ merna حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.
وبخصوص ما سألت عنه فاعلمي يرعاك الله:
أولا: أول ما نحب أن نذكرك به وأن نجعله نصب عينيك، أن والدك لا يريد لك إلا الخير، وأن الإنسان تحكمه عاطفة وعقل، فمن غلبت عاطفته عقله ضل تفكيره، واتخذ القرار الأسوأ، ومن غلب عقله عاطفته اتخذ في الغالب القرار الموفق، وقد تداخلت عواطفك -أختنا الكريمة- مع رغبتك في إتمام الزواج، فشعرت بذلك، وعليه فينبغي هنا تحكيم العقل مع عدم إغفال العاطفة، والعقل يقضي بأن من ربي وكبر وأنفق وتعب وسهر لأجل راحتك هو والدك، ثقي في محبته لك، ولا تجعلي أي شيء يهز تلك المحبة والاحترام، وتذكري أن وصية الله لك ببره، وأن أدنى العقوق بكلمة (أف) هو أمر محرم.

ثانيا: اهدئي ولا تخافي، وثقي ولا تضطربي، واطمئني ولا تقلقي، وأبشري بالخير، ولا تظني أن الأمر عسير، الأمور بيد الله عز وجل، والله قد قدر الأمر من قبل أن يخلق السموات والأرض، فهوني على نفسك، وطيبي مقاما وموطنا، فكل شيء مكتوب ومقدر، وتذكري كلما أهمك الأمر وأقلقك حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-: كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة قال: وعرشه على الماء" فتقدير الله نافذ، والله يقضى الأمر على ما يريد، ولا يكون إلا ما يريد الله عز وجل، كوني واثقة -أختنا الفاضلة- أنه إن كان في علم الله زوجك، فسيكون لك قطعا، وإن سبق في علم الله أنه ليس لك، فلن يكون وإن بلغ حرصك عنان السماء.

ثالثا: الخير والشر أو الحسن والقبح، أو النفع والضر، أمور لا نستطيع أن نحيط بها إحاطة تامة، ولك أن تعلمي أن المرء قد يتمنى الخير يراه خيرا وهو شر، وقد يرى الشيء شرا وهو خير ولا يدري، وقد قال الله عز وجل: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.

رابعا: قد ذكرت أن الرجل قربك من الله وهذا أمر خير -والحمد لله على ذلك- ولعل هذا امتحان واختبار من الله لك، هل ذهبت إلى الله حبا في الخالق أم طمعا في المخلوق، فإن كانت الأولى فقد فزت وربحت، وإن كانت الأخرى فاعلمي انه استدراج من الله، فاحذري ولا تقدمي على فعل أردت به غير ذات الله عز وجل.

خامسا: اتركي الشاب يقرر الأمر بلا ضغط منك، فإنه إن أتى مكرها أو مرغما أو مذبذبا فإننا نخشى أن تكون حياة مضطربة الأسس، غير مستقرة الملامح، أقصى ما تتمناه المرأة ساعتها أن تتطلق لتعيش عانسا في بيت أبيها، فلا زوجا يتقدم بعد أن صارت ثيبا ولا حياة مستقرة ربحت، لذلك اتركيه ودعي الأمر على ما يريد الله، لأنه في النهاية لن يكون إلا ما قدر الله ورضى.

نسأل الله أن ييسر لك الزوج الصالح، والله ولي التوفيق.

www.islamweb.net