الوسواس والخوف من مرض السرطان أثر على حياتي ودراستي.

2015-01-21 03:50:12 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر جميع القائمين على هذا الموقع وأسأل الله القدير أن يجعله في ميزان حسناتهم.

أنا شاب أبلغ من العمر 29 سنة أعمل معلما وأدرس ماجستير في تخصصي وهو الرياضيات أعاني منذ أربع سنوات تقريبا من وسواس الخوف من مرض السرطان، أجارني الله وإياكم من هذا المرض.

بدايتي مع هذا الوسواس: كنت أتوهم أن عندي انتفاخا في رقبتي فذهبت إلى أكثر من دكتور، وعملت فحصا وأشعة وكلهم قالوا لي: سليم -ولله الحمد-، واستمر معي هذا الوسواس سنة ونصفا، وبعدها أتاني إسهال -أكرمكم الله- واستمر معي ثلاثة أسابيع، وذهبت إلى دكتور باطنية -سامحه الله- وقال: لا بد أن أعمل تحليل دم خفي بالبراز، وعملت التحليل، وأثناء انتظاري للنتيجة دخلت قوقل وكتبت اسم التحليل واتضح لي أنه يؤدي لمرض سرطان القولون، وأتاني خوف غير طبيعي، وجسمي صار يرتجف ويتعرق.

حاولت أن أدخل على الدكتور في المختبر ولكنه رفض، أبغى أطمئن على النتيجة، لأني أصبحت لا أستطيع الجلوس، وبعد ساعة ظهرت النتيجة وكانت سليمة -ولله الحمد-، ثم ذهبت إلى الطبيب وقال: ما فيك أي شيء، عندك قلق، وكتب لي دواء اسمه دوقماتيل 50 ملم، ومن بعدها زاد الوسواس وصرت أتابع برازي -أكرمكم الله- كل يوم؛ لكي أرى هل فيه دم أو لا؟ وأفحص برازي بشكل مستمر، وأحسب عدد مرات تبرزي -أكرمكم الله-، والله تعبت من هذا الوسواس، وبعدها قلت: لعل الدكتور لم يعمل التحليل بطريقة صحيحة، وذهبت وعملته مرة ثانية وكان سليما.

أريد أن أخفف القلق الذي عندي لكن لا أستطيع، والله إني عملت التحليل خمس مرات، وأنا إلى الآن على هذه الحالة لم أذق طعما للحياة، منطو أحب العزلة، أفكر في المرض حتى عملي ودراستي أهملتهما، كنت متميزاً منتجاً أحب العمل، ولكن الوسواس حرمني التميز ودمرني، -والحمد لله- على كل حال، علماً بأنني محافظ على الصلاة، وحتى أثناء اختباراتي أذاكر ساعة وأجلس على جوجل ساعتين أكتب أعراض مرض سرطان القولون، وأقرأ فيه أكثر من دراستي.

ضيعني هذا الوسواس، وأصابني بالهم -والعياذ بالله- فأنا أشكو إلى الله العلي القدير، وأطلب من الله أن أجد عندكم ما يخفف من هذا الوسواس عني.

اعذروني على طول الرسالة، وأرجو الرد في أسرع وقت.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد.

أتفق معك تمامًا أن هذا نوع من قلق المخاوف الوسواسي من النوع السخيف، والمتسلط والمستحوذ، والناس الآن تخاف من الأمراض لأنها كثرت، أو سهل اكتشافها على الأقل.

أيها -الفاضل الكريم-: الأمر يتطلب منك الآتي:

أولاً: القناعة التامة بأن الله خيرٌ حافظًا، وأن تكون قناعاتك صارمة وقوية جدًّا بالأذكار، والدعاء (اللهم إني أعوذ بك من الجِذام، وأعوذ بك من البرص، وأعوذ بك من الجنون، وأعوذ بك من سيئ الأسقام)، هذا ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وسيئ الأسقام يشمل السرطان وغيره. من يدعو بهذا الدعاء وهو على يقين وقناعة تامة -إن شاء الله تعالى- يكسوه سياج من الطمأنينة، ولا بد أن يُدرك الإنسان أن ما أصابه لم يكن ليُخطئه، وما أخطأه لم يكن ليُصيبه.

ثانيًا: يجب أن تقوم بعملية إزاحة كاملة لهذه الأفكار من خلال تفعيل نفسك ووجدانك وجسدك، وهذا لا يتم إلا من خلال حُسن إدارة الوقت، بالانشغال بالعمل، وبالتواصل الاجتماعي، وبممارسة الرياضة، والقراءة، والاطلاع، والترويح على النفس. هذا كله علاج مهم جدًّا، لأن الفكر المرضي حين يستحوذ على الإنسان يؤدي إلى إزاحة الفعالية في الإنسان، فإذًا العلاج يكون بالضد كما أوضحتُ لك.

ثالثًا: عليك أن تعيش حياة صحية، والحياة الصحية تعني: النوم المبكر، تنظيم الغذاء، ممارسة الرياضة، الحرص على العبادة، صلة الرحم، التطوير المهني والمهاراتي الاجتماعي. هذه هي الأسس التي تبعث في الإنسان الطمأنينة.

رابعًا: قاوم هذا الفكر وحقِّره من خلال الأسس التي ذكرناها لك سابقًا، وأقصد بذلك الفكر الوسواسي المرضي، وفي ذات الوقت قم بزيارة المريض مرة واحدة كل ستة أشهر من أجل إجراء الفحوصات الروتينية، قم بزيارة الطبيب الباطني، وابنِ معه علاقة علاجية جيدة من أجل إجراء الفحص الدوري، واذهب أيضًا إلى طبيب الأسنان مرة كل سنة مثلاً.

هذه النُّظم متبعة في كثير من البلدان الأوروبية، وهي مفيدة جدًّا لتُبعد الناس من المراء والوسواس المرضي.

النقطة الأخيرة: أنت تحتاج لعقار يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات Seroxat) ويسمى علميًا باسم (باروكستين Paroxetine) أو عقار يعرف تجاريًا باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) وهي أدوية فعّالة، مفيدة جدًّا، تحتاج لتناول أحد هذين الدوائين لمدة عام أو أكثر قليلاً.

تواصل مع الطبيب، يمكنه أن يصف لك أحد هذين الدوائين، ويجب أن تلتزم بجرعة الدواء، ولا مانع أن تُدعم الدواء بكبسولة واحدة من عقار يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride)، ويوجد بالمملكة العربية السعودية منتج متميز يعرف تجاريًا باسم (جنبريد genprid).

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net