زوجتي مصابة بالغدة الدرقية، فهل يؤثر مرضها قبل الحمل على صحة الجنين؟

2015-01-26 04:53:48 | إسلام ويب

السؤال:
أبلغ من العمر حالياً 41 عاماً، وتبلغ زوجتي من العمر 35 عاماً، لدينا من الأطفال ولد عمره 11 عاماً، وبنت عمرها 8 أعوام، ومنذ ثلاثة أعوام تطلعت أنفسنا شوقًا لإنجاب أخ أو أخت لأبنائنا.

بمتابعة طبيبة النساء اكتشفت مرض زوجتي بالنشاط الزائد للغدة الدرقية، وقد انعكس ذلك بالسلب على إصابتها بارتفاع في ضغط الدم ( لم تتجاوز القراءة في كافة الأحوال 135/95 )، تناولت خلال تلك المدة عدة أنواع من الأدوية الخاصة بعلاج النشاط الزائد للغدة الدرقية، وكذا لارتفاع ضغط الدم، واستقرت على نوعين منذ نحو عام ( ثيروثيل 50 مجم لعلاج الغدة )، ( ألدوميت لعلاج الضغط)، -وبحمد الله تعالى- حدث استقرار في نشاط الغدة، واستقرار في قراءة ضغط الدم منذ عدة أشهر.

وسؤالي: هل مرض زوجتي قبل الحمل أو استمرارها في تناول الأدوية خلال فترة الحمل من الممكن أن يؤثر على صحة الجنين – لا قدر الله تعالى؟

وفي حالة إمكان حدوث ذلك - لا قدر الله تعالى - فما هو هذا التأثير؟ وهل توجد أدوية يتناولها الطفل منذ ميلاده تعالج هذا التأثير ليشفى منه بفضل من الله تعالى؟

وما تأثير ذلك على الجنين مستقبلاً بشكل عام ( في مرحلة طفولته وصباه وشبابه ورجولته )؟

ملحوظة: لم يحدث حمل حتى الآن لوجود قلة في عدد الحيوانات المنوية لدي، ويتم تناول الأدوية الخاصة بها.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عندما ترغب السيدة في حدوث الحمل, وهي تعاني من مرض، أو مشكلة طبية, فإنها تنصح بأن تعالج هذا المرض بشكل جيد, وذلك قبل حدوث الحمل؛ لأن هذا سيقلل كثيرًا من أية اختلاطات قد تحدث خلال الحمل بسبب هذا المرض.

وبالنسبة لفرط نشاط الغدة الدرقية فإن شدة المرض تتغير حسب مراحل الحمل, والجرعة التي تتناولها زوجتك الآن قد لا تبقى كما هي طوال فترة الحمل, فمثلا: في الثلث الأول من الحمل ( الثلاثة الأشهر الأولى) غالبًا ما يتم خفض جرعة الدواء, وفي الأشهر المتبقية قد تتم زيادتها, وبعد أيضًا الولادة قد تحتاج إلى زيادة.

وبالطبع نحن لا نحبذ تناول الأدوية في الحمل, لكن إن كان هنالك ضرورة قصوى لذلك كأن يكون لدى السيدة مرض مزمن, يحتاج إلى تناول العلاج بشكل مستمر, فهنا سيختلف الأمر, حيث تتم الموازنة بين الفائدة التي سيقدمها تناول الدواء, وبين الأضرار المحتملة له, فإن كانت الفائدة أكبر فهنا يجب إعطاء الدواء.

وبالنسبة لزوجتك؛ فإن ترك الحالة عندها بدون علاج، أو عدم إعطاء الجرعة الكافية منه سيضر بالجنين أكثر بكثير من الدواء نفسه ( وسيضر بصحة الأم أيضًا ), لذلك فلا مجال أبدًا للتردد, بل يجب عليها تناول العلاج باستمرار إن حدث حمل, -إن شاء الله تعالى-.

وعلى كل حال إن دواء (الثيروسيل ) يعتبر من أفضل الأدوية التي تعالج فرط الغدة الدرقية, وأقلها ضررًا على الجنين, وهو المفضل في الحمل, وإن كانت الجرعة التي ستتناولها زوجتك هي 200 ملغ، أو أقل, من المستبعد جدا أن يسبب هذا الدواء تأثيرات ضارة للجنين.

إن أكثر تأثير ضار يمكن أن يسببه تناول هذا الدواء, هو أن يصاب الجنين بضخامة وقصور في الغدة الدرقية, وهذا إن حدث -لا قدر الله- يمكن علاجه بسهولة بعد الولادة -بإذن الله تعالى-.

بالطبع هنالك بعض التأثيرات أو التشوهات الخلقية التي من الممكن أن تحدث عند الجنين، لكن نسبة حدوثها قليلة جدًا, وقد تحدث حتى عند من لم يتناول هذا الدواء.

نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بما تقر به عينك عما قريب.

www.islamweb.net