أرغب في الزواج، وأخشى من معارضة الوالد!

2015-02-01 23:30:14 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا صاحب الاستشارة رقم: (2252376)، أنا أخجل أنا أقول لأحد: إني أريد الزواج، كما أني أخاف أن يرفض أبي، ويقول لي: إنك ما زلت صغيرًا، وأني لا أستطيع أن أصرف على بيت، فأنا ما زلت أتعلم، ومع العلم سأعمل في الإجازة المدرسية، مع أن أمّي غير معارضة لهذه الفكرة، فهي تلمّح لي من حين لآخر، وأنا أخجل وأتهرب من الموضوع.

أما أبي فسيقول لي: اكمل مرحلة التعليم الحالية، وسأزوجك، ولكني دائمًا أشعر أن أبي يبالغ قليلًا؛ لأني -كما قلت لحضرتكم- إذا قلت لأبي، سيقول لي: أنت صغير، ولن تستطيع أن تصرف على بيت، أريد طريقة لأفاتح بها أبي مباشرة، وكيف أقنعه بذلك؟

أرجو الإفادة، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يقدّر لك الخير وأن يصلح الأحوال، وأن يغنيك بالحلال، وأن يوفقنا وإياك لطاعته؛ إنه الكريم المتعال، وأن يحقق لنا ولكم الآمال.

من الطبيعي أن يرغب الشاب السوي في الزواج؛ فللرجال خلقت النساء، ولهن خلق الله الرجال، والزواج هدي الأنبياء الذين جعل الله لهم أزواجًا وذرية، وللزواج أهداف عظيمة، وثمار يانعة، وبالزواج يكتمل نصف الدين، واليسر والبساطة فيه، هو هدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويؤسفنا أن يكون في أعراس الناس اليوم إسراف ومباهاة، ولو كان في ذلك مكرمة، لسبقنا إليها الكرام، وقد تزوج النبي باليسير، ويسّر مهر بناته، وزوج بعض أصحابه بخاتم الحديد، وبعضهم بما يحفظ من كتاب الله المجيد.

إذا كانت الوالدة متفهمة ومتفاهمة، فنحن نقترح أن تكون هي من تكلم الأب، وحاجة الشباب إلى العفة مما لا يحتمل التأجيل؛ لانتشار التبرج والفتن، ولا عاصم إلا من رحم الله.

أرجو أن تبدأ الوالدة مع والدك بإعلان رغبتها في أن ترى أحفادًا، ثم تبين له خطورة ما يتعرض له الشباب، ثم تطرح رغبتها ورغبتك في أن يكون أمر الزواج عاجلًا، وكن واثقًا من أن الأب سوف يتفهم، ومن الممكن أيضًا أن تتواصل مع إمام المسجد ليتحدث عن أهمية تحصين الشباب بالزواج، وإذا كانت علاقته بالوالد جيدة، فيمكن أن يكلمه في الموضوع، ويشجع عنده فكرة الزواج المبكر، ونحن لم نعرف هذا التأخير والتعقيد إلا بعد فترة المستعمِر البغيض، وكان الفرق بين عمرو بن العاص وابنه عبد الله -رضي الله عنهما- 11 سنة.

كم تمنينا أن يدرك الجميع أن الرزق تكفّل به العظيم القائل: {إن يكونوا فقراء يغنهم الله}، وفي الحديث: (وطعام الاثنين يكفي الأربعة)، والزوجة تأتي برزقها، وكذلك الأطفال، وأرجو أن تُثْبِتَ بتصرفاتك أنك ناضج وقادر على تحمل المسؤوليات، وأشركْ أسرتك في الاختيار، وقدّم صاحبة الدين، كما هي وصية رسولنا الأمين.

وصيتنا لك ولأنفسنا بتقوى الله، وكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

www.islamweb.net