ابني عنيد وعصبي ولا يبالي بكلامي.. كيف أتعامل معه؟

2015-02-07 06:24:04 | إسلام ويب

السؤال:
ابني يتعبني جدًا لا يسمع الكلام، وعنيد وعصبي، وأكلمه أو أنادي عليه فلا يرد عليّ إلا لو قلت له: سأضربك، حينها يعمل الشيء، وأحيانًا لا يبالي، كيف أتعامل معه، علمًا أن عمره 3 سنين.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ moha mahmoud حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على الكتابة إلينا على هذا الموقع.
بالنسبة لعناد الطفل وسلوكه، فالطفل الصغير في هذا العمر من الثلاث سنوات يحتاج إلى حدود واضحة للسلوك، وأن يعرف وبكل وضوح ما هو مسموح، وما هو غير مسموح، ووضوح هذا الأمر، ومن دون أي التباس أو شك أو تردد، لا يعني العنف أو الضرب، وإنما أن يقال له وبهدوء ووضوح ماذا تريدين منه، وأن يعلم وهو يستمع إليك، ومن خلال نبرة صوتك ونظرة عينيك في عينيه، ومن دون ابتسام، أنك جادة تمامًا فيما تقولين له.

وسأشرح هنا شيئًا أساسيًا هنا يمكن أن يكون نقطة تحول في طريقة تربيتك لطفلك.

إن من أكثر أسباب السلوك المتعب عند الأطفال، وينطبق هذا على ما ذكرته في سؤالك عن سلوك طفلك، هو الرغبة في جذب الانتباه لنفسه، ومن المعروف أن الطفل يحتاج لانتباه من حوله كما يحتاج للهواء والطعام والماء، وإذا لم يحصّل الطفل هذا الانتباه على سلوكه الحسن، فإنه سيخترع طرقًا سلوكية كثيرة لجذب هذا الانتباه، والغالب أن يكون عن طريق السلوكيات السلبية، ومنها عدم الاستماع إلينا عندما نطلب منه عملاً ما.

ولماذا السلوكيات السلبية؟
ببساطة لأننا نحن الآباء والأمهات، لا ننتبه للسوك الإيجابي، وكما قال أحدهم: "عندما أحسن العمل، لا أحد ينتبه، وعندما أسيء العمل، لا أحد ينسى"!

وماذا يمكنك عمله مع طفلك، عدة أمور ومنها:
1- أن تلاحظي أي سلوك إيجابي يقوم به طفلك، مثلا عندما يستمع ويستجيب لطلبك، وأن تـُشعريه بأنك قد لاحظت هذا السلوك الإيجابي، ومن ثم تشكريه عليه.

2- أن تحاولي تجاهل بعض السلوك السلبي الذي يمكن أن يقوم به طفلك، إلا السلوك الذي يعرضه أو يعرض غيره للخطر، فعندها من الواجب عدم تجاهل الأمر، وإنما العمل على تحقيق سلامة الطفل والآخرين مباشرة.

وأما بالنسبة لعناد طفلك، فربما كثير من هذا أيضًا هو سلوك لجذب انتباهك وانتباه من حوله، فحاولي التعامل معه كمجرد سلوك لجذب الانتباه، ويمكنك توجيه انتباهك إليه عندما يتجاوب معك ومن دون عناد، وحاولي صرف انتباهك عنه عندما يصل عناده لحدّ لا ترتاحين له.

وبشكل عام فإن الصفة التي تُتعِبُنا في الطفل، وهو صغير قد تكون هي نفسها الصفة التي ستكون وراء نجاحه وتفوقه في قابلات الأيام، ومنها العناد، فنحن لا نهدف إلى تحطيم هذه الثقة وهذا العناد، وإنما تطويعها لمصلحة الطفل ومصلحة من حوله.

وأنصح بدراسة كتابي في تربية الأطفال، فهذا مما يعين الكثير من الآباء، ويعلمهم الصيد، بدلا من أن نعطيهم سمكة، والكتاب هو "أولادنا من الطفولة إلى الشباب" وسيعينك على تربية طفلك، ويمكنك الحصول عليه في القاهرة من مكتبة دار السلام عند الأزهر، أو شارع عباس العقاد مدينة نصر، أو من موقع نيل وفرات دوت كوم.

وفقكم الله، وحفظ طفلك من كل مكروه.

www.islamweb.net