تناولت أدوية نفسية كثيرة..لكن دون جدوى!

2015-05-07 00:57:43 | إسلام ويب

السؤال:
أنا بعمر 39 سنة، منذ ثلاث سنوات تقريبًا انتابتني حالة اكتئاب وقلق ورهاب اجتماعي، وكنت فاقد الإحساس بجميع متع الحياة، وبدأت أعراضي الجسدية تظهر في عدة أعراض نفسوجسدية، وذهبت تقريبًا للكشف على جميع التخصصات، وبفضل الله لا يوجد شيء عضوي.

استقر بداخلي أني أحتاج علاجًا نفسيًا، وذهبت إلى طبيب نفسي، وكتب لي زيروكسات والجرعة كالآتي 12.5 صباحًا و12.5 مساءً، وبعد شهر تم أخذ جرعة 25 صباحًا، و25 مساءً، وبعد مرور شهرين لا توجد نتيجة مرجوة، وتم إيقاف جرعة الـ25 مساءً، وآخذ مساءً قرص ميتوفال، وبعد مرور 4 شهور تقريبًا، تم تغيير العلاج إلى اديكسور جرعة 37 مساءً بعد العشاء، وصباحًا آخذ قرص زيروكسات 25، وبعد مرور 3 شهور لم أحس بالنتيجة المرجوة!

أيضًا تم تغيير الدواء إلى سيرباص 50 مساءً، ونصف ريميرون قبل النوم، وبعد مرور شهر تم ارتفاع الضغط عندي بشكل ملحوظ، فتم إيقاف دواء ريميرون، وتم تعديل خريطة العلاج مرة أخرى إلى أخذ قرص سيرباص 50 صباحًا بعد الإفطار بعد الغداء، وأخذ قرص بيدريمين 100 بعد العشاء، وقرص سيرباص 50م وأنا مستمر على هذه الوصفة منذ تقريبًا 10 أيام، فأرجو من سيادتكم إفادتي بالأدوية التي تم وصفها لي.

هل العيب في الأدوية، أو العيب فيّ أنا شخصيًا وعدم استجابتي للدواء؟ أتمنى أن تشرح لي عن كل دواء تم ذكر اسمه ماذا يفعل؟ وما درجة كفاءته العلاجية؟ ورأي سيادتكم الشخصي في هذا الشأن، هل أستمر بتغيير العلاجات مرة أخرى أم لا؟

وآسف على الإطالة.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخِي الكريم: أنت أحسنت بأنك ذهبت وقابلت الطبيب، والطبيب بعد أن قام بحفصك شخَّص حالتك، ومن ثمَّ وضع لك الخطة العلاجية.

أنت تحدثت عن الأدوية، لكنك لم تتحدث عن الجوانب العلاجية الأخرى، حيث إن المبدأ النفسي السليم يقول إن العلاج متعدد الأضلاع: هنالك العلاج النفسي، وهنالك العلاج الاجتماعي، وهنالك العلاج الإسلامي، وهنالك العلاج الدوائي، هذه الأربعة لا بد أن تسير مع بعضها البعض لتؤدي إلى النتيجة العلاجية.

أيها الفاضل الكريم:
- على النطاق الاجتماعي لا بد أن تُكثر من التواصل الاجتماعي، وأن تطور ذاتك.

- على النطاق النفسي لابد أن تكون إيجابيًا في تفكيرك، وتسعى دائمًا أن تكون شخصًا نافعًا لنفسك ولغيرك، وأن تمارس الرياضة، وأن تنام مبكرًا، وأن تطور نفسك مهنيًا.

- بالنسبة للعلاج الإسلامي: الحرص على الصلاة في وقتها، والدعاء، وصلة الرحم، وبر الوالدين، وتلاوة القرآن، لا شك أنها أسس معينة جدًّا لتهذيب النفس والارتقاء بها، وإدخال الراحة والرضا على نفس الإنسان.

هذه المقدمة مهمة جدًّا وضرورية جدًّا من وجهة نظري؛ لأن الكثير من الناس يُطبق جوانب معينة في العلاج ويتجاهل جوانب أخرى فيها.

بالنسبة للأدوية - أيها الفاضل الكريم – أنت ذكرت الأدوية التي تناولتها بأسمائها التجارية، والـ (زيروكسات Seroxat) معروف، وهو الـ (باروكستين Paroxetine)، وأنت تناولت جرعة خمسين مليجرامًا يوميًا، وهذه الجرعة عالية نسبيًا، لا أقول أنها قد وصلت مرحلة السُّمِّيَّة، لكنها قطعًا جرعة عالية وفي المحيط والنمط العلاجي.

الـ (اديكسور) أعتقد أنه (فنلافاكسين Venlafaxine)، والذي يعرف باسم (إفكسر Efexor)، والـ (ريمارون REMERON) معروف وهو الـ (ميرتازبين Mirtazapine).

عقار (سيرباص) غير معروف بالنسبة لي، وأقصد بذلك مسمَّاه التجاري، وكذلك الـ (بيدريمين)، هذه الأدوية يعرفها الإخوة الأطباء الذين يمارسون الطب في مصر.

أنا عمومًا لن أدخل في تفاصيل حول الأدوية؛ لأني حقيقة لا أعرف مكوناتها العلمية، لكن الذي أريد أن أؤكده لك هو أولاً: يجب أن تصبر على الأدوية، وألا تتنقل من دواء إلى دواء، وفعالية الأدوية كثيرًا ما تستغرق وقتًا طويلاً في بعض الأحيان؛ لأن الأدوية أيضًا تعمل من خلال التواؤم الكيميائي والبناء الفسيولوجي والجيني لدى الإنسان.

أخِي الكريم، هذا هو الذي أنصحك به: الاستمرار في الدواء، المتابعة مع الطبيب، الأخذ بالنواحي العلاجية الأخرى التي ذكرتها لك في صدر هذه الاستشارة، وهذه مهمة جدًّا، ولا تضع أي نوع من اللوم على نفسك، وأنصحك أن تكون شخصًا فعّالاً مهما كانت الأعراض، ولا تتحسَّر على الماضي، ولا تخف من المستقبل أبدًا، وعش الحاضر بكل قوة.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

www.islamweb.net