لم أتقدم خطوة في حياتي منذ عامين بعد أن تركني خطيبي

2015-05-27 22:42:49 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا فتاة كنت مخطوبة لشاب ثم تركني وعاد لحبيبته، أشعر بالنقص الشديد، مع العلم أنها تركته لأنها أحبت شخصاً غيره، وكنت أشعر بأنه يفكر فيها أثناء وجوده معي، أحسست أنها تملك أشياءً لا أملكها، فحاولت أكون مثلها في كل شيء، بل أكون هي ذاتها، فكنت أراقبها مثلما كان هو يراقبها، وأصبحت أفكر في أي شيء أفعله لو كانت هي مكاني ماذا ستفعل؟

أشعر بالفشل الشديد أمامهم، ولا أستطيع التقدم خطوة في حياتي، وأكرهها، وأكره نفسي بشدة، وأشعر بأنني فقدت نفسي، فأعاني أحياناً من صداع شديد، وأفقد الاتزان النفسي، ولا أرغب بفعل أي شيء سوى الجلوس في غرفتي وحيدة لساعات طويلة، وأشعر بأن شرايين يدي تؤلمني قليلاً، وأسعى لتدمير نفسي إذا أتيحت لي الفرصة، وأريد أن أنتقم منه.

ها أنا لم أتقدم خطوة في حياتي منذ عامين، ولا أعرف ما الذي أعاني منه، وماذا أريد؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ lina حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يوفقك لحبه ومرضاته، ويحقق الآمال.

أنت متميزة لأن الله ميزك، فكوني نفسك وحافظي على نكهتك، وسمتك وشخصيتك، واعلمي أن كل أنثى جميلة بإيمانها وحجابها وحيائها، لأن هناك من سوف يموت في حبها ويراها قمراً، ولولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع.

بنيتي: لا تحزني على من لا وفاء له، ولا تقبلي به إذا حاول الرجوع إلا إذا تاب وصدق في توبته، ولا تراقبي تلك الفتاة ولا غيرها من الفتيات، ومن ابتعد عنك شبراً فابتعدي عنه أمتاراً، واعلمي أن الإسلام أرادك مطلوبة عزيزة، لا طالبة ذليلة، وثقي بأن الرجل يجري وراء المرأة التي تهرب منه، وتلوذ بإيمانها وحيائها بعد استعانتها بربها، ولكنه يهرب ممن تجري خلفه، وتقدم له التنازلات.

وأرجو أن تعمري قلبك بحب ربك، وتشغلي نفسك بما يرضيه، وضعي نفسك في الموقع الذي هيأك الله له، واستمعي إلى قول ربنا: {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض}، وتأملي قوله سبحانه: {بعضكم على بعض}، فإن فيها ما يدل على أن كلٌ أفضل عن الآخرين بما ميزه الله به وخصه به، وقد صدق من قال: ربنا أعطى كل إنسان مائة بالمائة، ولكن الفرق في توزيع النعم، فهذه تأخذ ثمانين في المائة في الجمال، والثانية تعطى الثمانين ولكن في المال، وثالثة تأخذ ثمانين في المائة في العقل، والسعيدة هي من تشكر ما أعطاها الله لتنال بشكرها المزيد، فلا تحاولي الانتقام من أحد، ولا تحملي هم العداوات، فإنها أثقل ما يحمل، وعاملي الناس بقلب صافٍ، وبنفس طاهرة، فإن ظلموك فالله حسيبك، وإن أحسنوا لك فلأنفسهم يعملوا، وتذكري أنك خلقت للعبادة، وأن الخالق تكفل بالأرزاق ومنها الزوج، فاسألي الله أن يرزقك بالزوج الصالح المصلح، الذي يعفك ويعينك على الخير، وتتعاوني معه على البر والتقوى.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، واعرفي نعم الله عليك، وارصدي نقاط القوة لديك، ثم انطلقي في سبيل الخير، وادخلي في بحر الفضائل، ورددي قوله تعالى: {باسم الله مجريها ومرساها}، وتوكلي على الله، واستعيني به، وأبشري بالخير، واعلمي أن الكون ملك لله، ولن يحدث فيه إلا ما أراده الله، وما عند الله من توفيق وخير لا ينال إلا بطاعته.

أسال الله لنا ولك التوفيق والسعادة والسداد.

www.islamweb.net