كيفية الخلاص من حساسية الأرتيكاريا؟

2015-06-06 23:59:08 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

لدي حساسية وحكة شديدة في الجسم، تسمى علميا بـ (أرتيكاريا) تقريباً، وهي حساسية ينتابك شعور بالحكة مزعجة جدا، وعندما تحك جسمك يظهر انتفاخ في مكان الحك، وبعد قليل يختفي الانتفاخ، ولا يظهر أي حبوب على الجسم.

أخذت بعض الأدوية، ولكنها تعتبر مهدئة وفور انتهائي من الحبوب ترجع الحكة والمعاناة من جديد، والله شعور لا يعرفه إلا من هو فيه.

أيضاً أحب أن أعلمك أني مصاب بالتهاب الكبد (ب) مند فترة طويلة، وآخر مرة عملت فحصاً قبل شهرين، وكانت وظائف الكبد طبيعية، والسونار طبيعي، وPCR 15000، والدكتور الذي عملت عنده الفحص قال: لا علاقة بين الكبد (ب) والحساسية (أرتيكاريا) مادامت وظائف الكبد طبيعية.

فهل توجد طريقة للشفاء أو أدوية تخلصني من هذا الشيء نهائياً؟ وأتمنى الشفاء لجميع المرضى، والعافية والصحة للجميع.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المهندس أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتصور أن ما تعانى منه هو ما يعرف بمرض الأرتيكاريا أو الشرى كما ذكرت، وهو في العادة يظهر في صورة طفح جلدي مرتفع عن الجلد، وانتفاخات، واحمرار، وحكة، أو وخز، وببعض الأشكال الإكلينيكية المختلفة الأخرى، وفي الحالات الشديدة يكون الطفح الجلدي مصحوبا بانتفاخ في الأنسجة المبطنة للحنجرة والأمعاء، ويشتكي المريض من ضيق بالتنفس، واضطرابات، وألم بالبطن، ويوجد نوعان رئيسان من الأرتيكاريا التقليدية:

النوع الحاد: والذي يلازم المريض لفترة قصيرة أقل من 6 أسابيع، وفي الغالب يكون سببه حدوث عدوى ميكروبية، أو تناول بعض المأكولات، أو الأغذية المحفوظة (مثل السمك والبيض والمكسرات والكيوي و...)، أو تناول بعض العلاجات؛ ومن أهمها المضادات الحيوية، والتطعيمات، أو بسبب لدغ الحشرات، وبالأخص النحل والدبابير.

النوع المزمن: يلازم المريض فترات طويلة، ولا يوجد سبب واضح لحدوثه، وفي الغالب يكون هناك خلل مناعي يؤدي إلى زيادة إفراز المادة الكيميائية الهستامين في الجلد، وربما الأنسجة الأخرى، والتي تسبب الأعراض المذكورة سابقا.

في بعض الحالات تكون الأرتيكاريا عرضا أو جزءاً من أعراض بعض الأمراض المناعية، مثل الذئبة الحمراء، أو نتيجة للإصابة ببعض الأمراض العضوية المناعية، مثل أمراض الغدة الدرقية.

وتوجد بعض أنواع الأرتيكاريا أو الشرى غير التقليدية، أو ما يعرف بالأرتيكاريا المادية أو الفيزيائية، مثل تلك المرتبطة بالتعرض للماء أو الضعظ على الجلد، أو بداية التعرق، وتغير درجة حرارة الجسم، أو التعرض للشمس، وفي العادة تلك الأنواع من الأرتيكاريا الفيزيائية تحدث بعد حوالي 5 دقائق من التعرض للمسبب، وتستغرق من 15 دقيقة إلى ساعة حتى تختفي، ومن الممكن أن تقل الأرتيكاريا في الشدة أو تختفي مع مرور الوقت.

قد يصاب المريض بأنواع مختلفة من الأرتيكاريا في آن واحد، ولكني أتصور من الوصف المذكور أنك تعاني من النوع المزمن، وفي أحوال كثيرة لا يكون لها سبب واضح، والإصابة بالفيروس (ب) قد يكون له علاقة بالإصابة بالأرتيكاريا، وبالأخص النوع الحاد منها كما ذكرت سابقا، والذي يلازم الشخص فترة قصيرة نسبياً، ولابد من علاج ذلك الالتهاب الفيروسي للكبد بفاعلية، ويجب أن تلتزم بالعلاج والمتابعة مع طبيب مشهود له بالكفاءة والعلم، ومن الممكن أن تختفي الأرتيكاريا المزمنة بعد فترة زمنية لا يمكن التنبؤ بها، فلا تقلق وتفاءل خيرا –إن شاء الله-.

علاج الشرى أو الأرتيكاريا؛ يكون بوصف بعض مضادات الهستامين من الجيل الحديث، ويكون ذلك كاف في أحوال كثيرة، ويمكن زيادة جرعة تلك المضادات أو إضافة أحد مضادات الهستامين التقليدية مرة واحدة مساء مثل: إذا كانت الحالة لم تستجب بشكل كامل، أو مرضٍ، رغم استخدام الأنواع الحديثة بمفردها، ومن الممكن أن يغير الطبيب المعالج الجرعات المستخدمة للسيطرة على الحالة.

لا يوجد علاج يقضي نهائيا علي المشكلة ويجعلها لا تعود بصورة أكيدة، وبالأخص إن لم يكن هناك سبب واضح لها، ويجب المتابعة مع طبيبك المعالج للالتهاب الكبدي بصورة منتظمة والالتزام بالعلاج الموصوف لك، وفكرة علاج الأريكتاريا في أغلب الأحوال هي السيطرة على الأعراض المصاحبة لها إلى حين اختفائها إن شاء الله، ونحمد الله أنه يستجيب بشكل جيد مع مضادات الهسيتامين.

وأنصح أن يكون علاج الأرتيكاريا تحت إشراف طبيب أمراض جلدية متخصص، وأن يتواصل مع طبيب مشهود له بالكفاءة والعلم، وذلك للتأكد من التشخيص في المقام الأول، وسبب حدوثه، وذلك بأخذ التاريخ المرضي للمشكلة بدقة، وفحص الجلد، وطلب بعض الفحوصات المعملية، أو الإجراءات الأخرى اللازمة، والوقوف على مقدار التحسن مع العلاجات المستخدمة، وتحديد الفترات الزمنية اللازمة للعلاج، وتوجد بعض العلاجات الأخرى بخلاف مضادات الهسيتامين من الممكن استعمالها على حسب استجابة المريض.

وفقكم الله، وحفظكم من كل سوءٍ.

www.islamweb.net