العادة السرية بين الراحة المؤقتة والشعور بالندم

2015-06-19 10:23:26 | إسلام ويب

السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم

أحب أن أتكلم عن مشكلة واجهتني منذ 3 أو 4 سنوات، وهي العادة السرية، أنا فتاة عمري 17، وكل مرة أحاول أن أتوب منها، وحقيقة أتوب منها ولكن أرجع، وإذا رجعت إليها ليس لشهوة، ﻻ، لكن أحس إحساسا بداخلي كالمشاعر أني إذا فعلتها سأرتاح، وكأنه شيء أو شعور داخلي يزول، وأرتاح جدا.

ومثلا إذا جاءتني مشكلة أو شيء ضايقني ومارستها؛ أرتاح وأحس أني أرحت نفسي، ولكن بعد ذلك يحصل العكس تماما، أني أندم؛ لأني عصيت ربي، وأنا عارفة أن هذا الشيء حرام، ويضيق صدري، لكنني للأسف أرتاح إذا عملتها، فياليتكم تساعدوني لحل مشكلتي.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أحلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم مشاعرك -يا ابنتي- وأشكر لك صدقك وصراحتك في طرح مشكلتك, والحقيقة هي أن ما تشتكين منه هو مثال عما نقوله دائما, بأن أغلب من يمارسن العادة السرية هن فتيات نقيات وطاهرات, ولا يمارسنها بسبب وجود شهوة عارمة لا يمكنهن السيطرة عليها, بل يمارسنها كنوع من التعويض النفسي والعاطفي لمعاناة أو لشدة، وقد لا يكن مدركات لها, ويمكن تشبيه الأمر بمن يلجأ لتناول الطعام بنهم كلما تعرض لضغوط نفسية, وهو في الحقيقة ليس بجائع، أو بمن يلجأ إلى التسوق والشراء بكثرة بما لا يحتاج إليه للشعور بنوع من الرضا والسعادة, لكن المشكلة في كل هذه التصرفات ستتفاقم أكثر؛ لأن الشعور بالندم ونقص التقدير للذات يذهب مشاعر الرضا المؤقتة بسرعة, ويستبدلها بمشاعر الحزن, وتصبح الفتاة أسيرة في حلقة مفرغة من المعاناة.

لذلك -يا ابنتي- أنصحك بالتعرف على الظرف الذي يدفعك إلى ممارسة هذه العادة القبيحة, ثم العمل على تغييره, فلو أنك دققت في الزمان أو المكان الذي تكثر فيه ممارستك للعادة السرية, فقد تجدين رابطا أو شيئا ما يذكرك أو يدفعك إلى ممارستها, ومن هنا ابدئي بتغيير هذا الظرف, وسأضرب لك مثالا: إذا كنت تمارسينها عندما تكونين وحيدة في غرفتك, وينتابك شعور بالوحدة والحزن, فهنا عليك مغادرة الغرفة بسرعة بمجرد مراودة فكرة الممارسة لذهنك, ثم أشغلي نفسك بأي عمل آخر تحبينه, كتحضير كوب عصير، أو وجبة طعام, أو التحدث مع صديقة تحبينها... وهكذا، قومي بتحديد أكثر الأوقات التي تشعرين معها بأنك ضعيفة, ويسهل وقوعك في تلك المعصية, ثم اعملي على ملء هذه الأوقات، أو تغيير المكان الذي أنت فيه, والنجاح لمرة سيقودك إلى نجاحات متعددة ومستمرة, إلى أن تتخلصي من هذه الممارسة, وإلى الأبد بإذن الله تعالى.

وللفائدة راجعي أضرار هذه العادة السيئة: (18501 - 234028 - 3509- 54712 - 260343 )، وكيفية التخلص منها: (3509 - 260768 - 54892 - 262132)، والحكم الشرعي للعادة السرية: (469- 261023 - 24312).

أسأله عز وجل أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائما.

www.islamweb.net