أصاب بنوبة خجل شديدة ليس من الغرباء بل من زوجي وأهلي ومن يعرفني

2015-08-09 05:22:56 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا متزوجة وعندي طفل، كنت في طفولتي جريئة واجتماعية ولا أخجل، ولكن عندما كنت بعمر 14 سنة حدث لي موقف طبيعي جداً مع إحدى قريباتي، وحينها أحسست باحمرار وجهي وسرعة نبضات قلبي، أي أحسست بالخجل الشديد، ومن بعد هذا الموقف صرت أخجل من كل شيء، بمجرد أن تتكلم معي هذه الإنسانة أو أي شخص آخر أخجل، وأصاب بهذه الحالة في المناسبات إذا وجه الكلام لي، ولكن توقفت الحالة أيام زواجي واستمرت متوقفة تقريباً 3 سنوات، ثم عادت الآن، ولي الآن قرابة السنه أعاني منها، حيث إني أخجل من أي أحد يكلمني فجأة أو يوجه لي سؤالاً حتى زوجي وأهلي، وأحس باحمرار وجهي وأذني والخجل الشديد، حيث أصبحت أكره الخروج ومقابلة أهلي والناس، أصبحت أخاف أن يحمر وجهي وأرتبك.

علماً بأني لا أخجل من الغرباء بل أخجل من أهلي وزوجي ومن يعرفني.

سؤالي: ما هو الحل؟

علماً بأني لا أستطيع زيارة طبيب نفسي، وهل الاسترخاء مفيد لحالتي؟ واذا كان يجدي كيف هي طريقته؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على الكتابة إلينا، وعلى السؤال.
إن فيما وصفت هي حالة من الخوف أو الارتباك أو ما يمكن أن نسميه "نوبات الذعر" أو الهلع، وهي التي أتتك أول مرة، ومن ثم تكررت، وهي مشكلة نفسية معروفة جداً، ولها توصيف واضح، وتشخيص دقيق، وعلاج مفصّل.

العادة أن تأتي نوبة الذعر ومن دون مقدمات، حيث يسترع القلب ويشعر الشخص بعدم انتظام ضربات القلب وربما التعرق وجفاف الشفاه والفم، والشعور وكأن الشخص سيغمى عليه، والعادة أن تكون نتائج كل الفحوص والاختبارات طبيعية من تخطيط القلب وغيره، وبعد دقائق يهدأ الشخص، ويعود لحالته العادية والطبيعية.

الغالب أن تأتي هذه النوبة والشخص في مكان ضيق أو مغلق، أو في وضعية قريبة من الناس الآخرين، مما يسبب له الحرج من الجلوس مع الناس الآخرين، والغالب أن لا يعرف الشخص لماذا حصلت هذه النوبة، ومن ثم يبدأ الشخص يتجنب الأماكن التي تحدث فيها مثل هذه النوبات.

يمكن علاج هذه الحالة بعدة طرق كالعلاج النفسي عن طريق الكلام، والاسترخاء الذي سألت عنه، وهناك أحيانا بعض الأدوية المختلفة لعلاج مثل هذه الحالات، والأفضل مرافقة العلاج الدوائي للعلاج النفسي، والذي يأخذ عادة شكل العلاج المعرفي السلوكي، وهو بكل بساطة محاولة عدم تجنب الأماكن والأوضاع التي تسبب عادة هذا الارتباك، ولا بد في الحالات الشديدة من مراجعة طبيب نفسي ليتأكد من دقة التشخيص والعلاج، ومن ثم الإشراف على العلاج الدوائي، وتقديم العلاج النفسي.

نصيحتي أن تحاولي أولا التكيف مع الأمر من نفسك، ولكن إن طالت المعاناة أو كانت شديدة فأرجو أن لا تترددي بمراجعة الطبيب النفسي.

عافاك الله، وكتب لك العافية.

www.islamweb.net