أنا كثير التعرق برائحة كريهة رغم نظافتي الشديدة، ما الحل؟

2015-08-13 03:29:56 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا كثير التعرق برائحة كريهة, أستحم جيداً باستخدام لايف بوي بكثرة تحت الإبط، وأخرج من الحمام برائحة كريهة من تحت الإبط! ولا تحل المشكلة إلا باستخدام مضاد التعرق، فما هو الحل دون أدوية؟

أنا نظيف جداً! علماً أن ذقني به فراغات، فكيف أجعلها مليئة بالشعر؟ وهل حقاً استخدام الشفرة يفيد؟ وما حكم استخدام مضاد التعرق وبه كحول والصلاة فيه؟

وشكراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك أيها الأخ العزيز في استشارات إسلام ويب.

من الناحية الشرعية السؤال الأول: وهو السؤال عن اللحية واستخدام الشفرة إذا كان المقصود به حلق اللحية فالجواب أن حلق اللحية حرام عند جماهير العلماء، ولكن إذا كان العيب المذكور عيباً مشيناً ولم تكن ثم وسيلة لعلاجه إلا بحلق اللحية مرةً لتنبت بعد ذلك وقرر الأطباء الثقات ذلك فلا حرج -إن شاء الله- في ذلك؛ لأن إزالة العيب المشين جائز.

مع أننا نستبعد ذلك؛ أي نستبعد أن يكون وجود فراغات مشيناً وعيباً ظاهراً واضحاً، ولكننا أجبنا بهذا على فرضِ حصوله.

أما السؤال الثاني: وهو استخدام مضاد العرق الذي به كحول، فالعطورات والأطياب ونحوها المشتملة على كحول اختلف العلماء المعاصرون في طهارتها ونجاستها، ولا حرج على الشخص أن يفعل بأحد القولين، فإذا أخذت بقول من يقول بالطهارة فلا حرج عليك في ذلك، وإن كان الاحتياط دائماً والخروج من خلاف العلماء هو الأفضل والأولى.

أما ما بقي من استشارتك فيما يتعلق بالجانب الطبي فسيفيدك فيه الإخوة الأطباء الأفاضل.

+++++++++++
انتهت إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي. مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
وتليها إجابة د. محمد علام. استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية
+++++++++++

يوجد نوعان من الغدد العرقية بالجسم، نوع (Eccrine glands)، وتوجد في كل أنحاء الجسم المختلفة تقربياً، وتفرز العرق نتيجة زيادة درجة حرارة الجسم لتنظيمها، والنوع الثاني (Apocrine glands)، وتوجد في أماكن محددة مثل الإبطين وجلد الأماكن التناسلية والثديين، وتفرز الرائحة المميزة لكل إنسان، ولا توجد لها وظيفة في تنظيم درجة حرارة الجسم.

تنتج الرائحة الكريهة نتيجة تحلل العرق، وبالأخص في منطقة الإبطين-، بواسطة البكتيريا الموجودة في الجلد وإنتاج المواد، والأمونيا والأحماض الدهنية، ذات الرائحة اللاذعة أو النفاذة أو الزنجة.

لذلك فإن العلاج يعتمد في الأساس على إبقاء الجلد، وبالأخص تحت الإبطين جافاً، بالإضافة إلى تقليل البكتريا التي تقوم بتحليل العرق إلى الحد الأدنى من خلال اتباع التعليمات الآتية:

-الاستحمام المتكرر وغسل الإبطين بعد العرق باستخدام المنظفات أو الصابون المضاد للبكتيريا، والتجفيف بشكل جيد.

- تجنب زيادة التعرق بتجنب الجلوس في الأماكن الحارة، وتناول المأكولات الحارة.

- لبس الملابس القطنية أو الماصة أو المسهلة لتبخر العرق، وتغيير الملابس والاستحمام بعد ممارسة الرياضة، أو أي نشاط بدني يؤدي إلى التعرق.

- تجنب تناول المأكولات التي تفرز في العرق، ويكون لها رائحة نفاذة من الثوم والكاري.

- يجب إزالة الشعر من المنطقة تحت الإبطين باستمرار، لأن وجود الشعر يؤدي إلى زيادة الرطوبة، والاحتفاظ بالعرق، وكذلك زيادة عدد البكتيريا التي تحلل العرق بصورة كبيرة.

- لا تقلق من استخدام مزيلات العرق، وبالأخص إذا كانت هناك زيادة في العرق، ومن الممكن استخدام مضادات التعرق، (Antiperspirants)، وليس مزيلات العرق أو الروائح فقط (Deodorants)، ويجب ملاحظة ذلك عند شراء مزيلات العرق، بقراءة هل هي مزيلة للعرق، أو معطرة فقط؟ وذلك بمراجعة الكلمات الإنجليزية المكتوبة بين الأقواس.

وتوجد أنواع متداولة في المتاجر تحتوي على مزيل العرق والمعطر في عبوة واحدة، وتوجد شركات مهتمة بإنتاج مستحضرات العناية بالجلد، لها مستحضرات موضعية تحتوى على مركبات مضادة للعرق بتركيزات علاجية للتقليل من إفرازه، مثل (Drichor) أو Spirial) (وتوجد على عدة هيئات منها الكريم إذا رغبت في ذلك، ويمكن مناقشة الطبيب المعالج أو الصيدلي لمعرفة الأنواع المتاحة في البلد الذي تقطن به.

أنصح أيضاً بزيارة طبيب أمراض جلدية وباطنية، لتوقيع الكشف الطبي عليك، وأخذ التاريخ المرضي، وطلب بعض الفحوصات المعملية، لأن هناك بعض الأمراض تكون مصحوبة بزيادة في التعرق، مثل زيادة نشاط الغدة الدرقية وغيرها.

أما إذا كانت المشكلة ليست لها علاقة مباشرة بالتعرق والرطوبة بثنايات الجلد، فتوجد حالات نادرة يكون سبب الرائحة الكريهة فيها، هو خلل في عملية الأيض لبعض الأحماض الأمينية الموجودة في عدد من الأغذية، وأهمها الأسماك البحرية.

ويجب للتأكد من التشخيص عمل بعض الفحوصات، أهمها عمل تحليل للبول المجمع لمدة 24 ساعة، للقياس والتأكد من وجود ناتج الأيض، الذي يسبب الرائحة الكريهة، وفي هذه الحالة يكون العلاج بتنظيم تناول الأغذية المختلفة، وينصح طبيبك وطبيب التغذية، بتجنب تناول بعض الأغذية مطلقا، مثل الأسماك البحرية -يمكن تناول أسماك المياه العذبة-، وينصحون أيضا بالتقليل من تناول أغذية أخرى، وهكذا.

ويمكن إعطاء بعض المضادات الحيوية التي تغير أنواع البكتيريا الموجودة في الأمعاء، بالإضافة إلى النصيحة باستخدام صابون منخفض في الرقم الهيدروجيني؛ لأنه يساعد في إزالة هذا الناتج الأيضي من على سطح الجلد.

في بعض الأحوال إذا لم يلاحظ الطبيب رائحة كريهة حقيقة عند المريض، ربما يكون ذلك علامة مبكرة لبعض الأمراض النفسية.

أما بالنسبة لمشكلة شعر اللحية، فتختلف كثافة الشعر ومعدل نموه بشكل نسبي من شخص لآخر، ومن عرق لآخر، وقد تختلف كثافة الشعر في المكان الواحد كما ذكرت في استشارتك بوجود أماكن أقل كثافة في الشعر باللحية، وهذا ليس بالضرورة علامة على نقص الذكورة، ولكن إذا كان هناك شك في وجود مشكلات في ملامح الذكورة الأخرى، فيمكنك الذهاب إلى طبيب أمراض الذكورة لفحصك إكلينيكياً، وطلب الفحوصات المعملية والإجراءات الأخرى اللازمة؛ للتأكد من عدم وجود مشكلات هرمونية -أو غيرها- تؤثر على نمو الشعر في الأماكن الذكورية المتعارف عليها عند الرجال، أو ملامح الذكورة الأخرى، ولمتابعة حالتك وعلاجها إن لزم الأمر وكان هناك داع إلى ذلك.

لا يوجد علاج فعال لإنبات شعر اللحية إذا لم تكن هناك مشكلة مرضية يمكن تداركها؛ لأن ذلك مرتبط بالتكوين الجيني للشخص، ولا أتصور أن الحلاقة بالشفرة سيكون لها أثر في إنبات الشعر.

نشكركم على تواصكم مع الشبكة الإسلامية، وحفظكم الله من كل سوء.

www.islamweb.net