كيف نحفظ أبناءنا وبناتنا من الفساد ونصل بهم إلى بر الأمان؟

2015-08-18 04:25:22 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

بعد الإخفاق، ابنتي 18 سنة، لأول مرة في البكالوريوس، وتبين لي أن سبب الإخفاق مادة الرياضيات، بدأت من الآن في تحضير وتوفير كل ما أملك للعودة الحسنة والموفقة لدراستها، وبرفع معنوياتها، وجعل هدفها بعد التوفيق من الله النجاح إن شاء الله.

لاحظت في الآونة الأخيرة إصرارها على إعطائي هاتفها، وهي معي في السيارة تخبرني بكل هدوء أن هناك شاباً يضايقها ويهددها لفظياً، وعلى الهاتف, ومن الوهلة الأولى كنت صارماً وعازماً على تخويفه بمتابعته قضائياً وأمنياً، وأن كل الإجراءات هي سارية، ولم أتركه يشرح حتى وصلت له الرسالة.

حاول أن يطمئنني وأنه ابن عائلة محترمة، وأنه ابن سوي، وهو غير ذلك, وآخر كلامي هو أني لا أتابعك بعدما وعدني بالابتعاد كلياً، وأن ينسى الموضوع من الآن، ولا يفكر أبداً في الاقتراب مني.

الآن وبعد التحريات الأولية تأكدت من هاتفه أنه قد أغلقه، ولم تأتينا ولا إشارة منه، وابنتي تحاول أن تغيّر المؤسسة وتذهب عند والدي لمواصلة الدراسة، وتبتعد عن هذه الأجواء المكهربة كما تقول.

أنا في تريث، والبحث في كل الاختيارات والمقترحات, وكيف تحولت اهتماماتنا من الدراسة والنجاح إلى تخوفات من تكرار هذه السلوكيات والتصرفات، وهدم مستقبل وحياة بناتنا، فالقضية ليس بالسهلة.

أعرف الصلاح والتوفيق بيد الله، ولكن كيف العمل والوصول إلى بر الأمان، وحفظ بناتنا وأولادنا في عالم أصبح مكشوفاً على كل الفساد.

نحن في حاجة ماسة لمن وكيف يزيل مخاوفنا وانزعاجنا من هذا الأمر وهذا الهاجس، وكلنا في حيرة وضيق وانزعاج كبير.

مجهوداتكم وسعيكم وإرشاداتكم لا تذهب، فالله يجازيكم.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وبك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يحفظ أعراضنا وأعراضكم، ويصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

أعجبنا اهتمامك بتحسين مستوى ابنتنا الأكاديمي، وأسعدنا قربها منك، وصراحتها معك، وهذا دليل على نجاح كبير، وهذا القرب والثقة التي بينك وبينها تعتبر أكبر الضمانات بعد توفيق رب الأرض والسموات.

أرجو أن لا يزيد انزعاجكم بعد أن وصلت الرسالة وتوقف الشاب، وأرجو أن تكون كل الخطوات مدروسة بالتفاهم معها، وقناعتنا أن الشاب سينصرف عنها في هدوء، لأنها أثبتت أنه من النوع الذي لا يجامل، وثبت للشاب أن وراءها رجال، وهذا يجعل الجميع يحترم الفتاة.

ننصحها بمزيد من الالتزام بالحشمة والحجاب حتى يبتعد عنها الذئاب، فالأمر كما جاء في كتاب الله: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين)، أجل يعرفن بأنهن العفيفات، وبأنهن الطاهرات، فيبتعد عنهن أهل الفسق والمنكرات.

نرجو أن لا تشغلوا ابنتنا إلا بالدراسة، وقربكم منها كافٍ في حمايتها بعد حفظ الله، ولها منا التحية على رفضها للإساءة، وعلى مصارحتكم بما يضايقها، ولو أن الناس فعلوا مثل الذي فعلت، لوصلنا مع أبنائنا وبناتنا لبر الأمان.

سرنا الأسلوب الرائع في التعامل مع المشكلة الأكاديمية؛ لأن شعور أبنائنا والبنات بأننا نهتم بدراستهم، ونخطط لنجاحاتهم، ونشاركهم الهموم، من أكبر عوامل رفع مستواهم الدراسي، وتقوية ثقتهم في أنفسهم.

هذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

www.islamweb.net