كيف يجعل الإنسان همه الآخرة؟

2015-09-01 03:00:39 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

كيف يجعل الإنسان همه الآخرة؟

وجزاكم الله خيراً على هذا الموقع الرائع، الذي كان وما زال في خدمة جميع المسلمين في العالم الإسلامي.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

فنسأل الله أن يفرج الكرب، وأن ينفس ما تعسر على البشر تنفيسه، وأن ييسر بقدرته ما كان عسيرا على خلقه، وأن يلهمك طريق الصواب، وأن يرشدك إلى الحق، وأن يأخذ بناصيتك إليه.

وأما بخصوص ما تفضلت به؛ فإنا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولاً: لقد وفقت أخي الكريم إلى مثل هذا السؤال، ونسأل الله كما وفقك للسؤال أن يوفقك للعمل الصالح حتى تلقاه.

ثانياً: السعادة الحقة، والغنى الحقيقي، والراحة النفسية، والرزق الوفير، ثمن لمن كانت الآخرة همه، يقول صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ؛ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ؛ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلا مَا قُدِّرَ لَهُ".

ثالثاً: الإنسان أسير لما يعظمه في قلبه، ولذا ننصحك أخي الحبيب أن تستصغر أمر الدنيا وما فيها، وأن تستحضر مع التعظيم أمر الآخرة وما فيها من نعيم لأهل الطاعة وعذاب وحسرة لأهل المعصية.

رابعاً: الاستعانة بالله عز وجل والاحتماء به، وكثرة الدعاء والتضرع أن يصرف عنك شر التعلق بالدنيا على حساب الآخرة، والدعاء أخي سهم صائب متى ما رمى به رام صادق، وهو وسيلة فعالة إلى ما تصبو إليه، وقد ذكر ابن الجوزي رحمه الله عن بعض السلف أنه قَالَ لتلميذه: "مَا تصنع بالشيطان إذا سوّل لك الخطايا؟ قَالَ: أجاهده. قَالَ: فَإِن عاد؟ قَالَ: أجاهده. قَالَ: فَإِن عاد؟ قَالَ: أجاهده. قَالَ: هَذَا يطول، أرأيت إن مررت بغنم فنبحك كلبها أَوْ منعك من العبور مَا تصنع؟ قَالَ: أكابده وأرده جهدي. قَالَ: هَذَا يطول عليك، ولكن استعن بصاحب الغنم يكفه عنك".

خامساً: كثرة القراءة في كتب العقيدة، وخاصة باب الإيمان بالقضاء والقدر، فإن هذا مما يهوّن عليك أمر الدنيا.

سادساً: المحافظة مع الفرائض على النوافل والأذكار، وتذكر حديث رسول الله فيما روى عن رب العزة: (مَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ).

سابعاً: الصحبة الصالحة، فالمرء بإخوانه، فاجتهد في أن تتخير من تصاحب من أهل الدين والصلاح، وتعاهدهم على الخير، واجتهد معهم في السير إلى الله، فإن هذا أسلم، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية).

هذه بعض الإشارات، ونسأل الله لك دوام التوفيق والسداد.

والله المستعان.

www.islamweb.net