ما الحل الأمثل لصرف وساوس الشيطان وإصلاح القلوب؟

2015-11-16 03:32:45 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

ما الحل الأمثل لصرف وساوس الشيطان وإصلاح القلوب؟

أرجو سرعة الرد، ولكم الشكر.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الوسواس من الشرور التي أمر الله نبيّه -صلى الله عليه وسلم- وأتباعه أن يستعيذوا بالله من شرها ومن شر مصدرها، فقال تعالى: {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}.

والوسواس يعرض لكل من توجه إلى الله –تعالى- بذكر أو غيره؛ لا بد له من ذلك، فينبغي للعبد أن يثبت ويصبر، ويلازم ما هو فيه من الذكر والصلاة، ولا يضجر، فإنه بملازمة ذلك ينصرف عنه كيد الشيطان {إن كيد الشيطان كان ضعيفًا}، وكلما أراد العبد توجهًا إلى الله –تعالى- بقلبه، جاءت من الوسواس أمور أخرى، فإن الشيطان بمنزلة قاطع الطريق؛ كلما أراد العبد أن يسير إلى الله –تعالى-، أراد قطع الطريق عليه.

وأما من قعد عن السير إلى الله، فماذا يفعل الشيطان به؟! فهو من أعوانه؛ ولهذا قيل لابن عباس -رضي الله عنهما-: إن اليهود تزعم أنها لا توسوس في صلاتها، فقال: "وما يصنع الشيطان بالقلب الخرب؟!"

وإن من أعظم ما يعصم من الوسواس: الالتجاء إلى الله، والاحتماء به –سبحانه-، والاستعاذة بالله من الوسواس ومصدره، قال تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.

ومن أهم وسائل علاج الوسواس: امتلاء القلب من محبة الله، والتفكر في كثرة نعمه وعطائه، ﻭﻫﻴﻬﺎﺕ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ اﻟﻤﺤﺐ اﻟﺼﺎﺩﻕ ﻓﺮاﻏًﺎ ﻟﻮﺳﻮاﺱٍ يشغله عن محبوبه.

ومما يعينك –أيضًا- على الوسواس وطرده عن نفسك ما يلي:

1- الدعاء، مع حسن الظن بالله أنه لا محالة كافيك ومنجيك، واللجوء إليه، وكثرة التضرع في صرف البلاء عن نفسك.

2- أن تنتهي عن الفكرة، وتقطع الاسترسال فيما يوسوس لك به، فإنْ عرض لك في شيء، فقل: هل يمكن أن أقسم؟ كأن يقول لك لم تفعل كذا، فقل لنفسك: هل تقسمين بالله أنك لم تفعلي؟ فإن لم تقسم، فلا تصغِ له، فاليقين ما أقسمت عليه.

3- زيادة الإيمان بالعمل الصالح: كقيام الليل، والصيام، وتلاوة القرآن، وملازمة الذكر مع مواطأة القلب للسان، خاصة التهليل والأذكار الحافظة.

4- حسن التوكل على الله، وامتلاء القلب من محبته، قال تعالى: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}.

5- الإخلاص في القول والعمل، وإرادة وجه الله، قال تعالى: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}.

6- تحقيق العبودية، قال تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ}.

7- البعد عن العزلة، وأكثرْ من مجالسة الصالحين، "فالذئب يأكل من الغنم القاصية".

فرّج الله كربك، وصرف عنك كل سوء، ووقاك شر نفسك وشيطانك.

www.islamweb.net