تأخر زواجي.. وزواج قريباتي يسبب لي الضيق

2016-06-01 06:17:12 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في الحقيقة مشكلتي طويلة نوعا ما، ولم أجد أفضل من موقعكم الفاضل لطرح مشكلتي التي باتت تؤرقني بشكل كبير.

أنا فتاة غير متزوجة، عمري 25 عاما، جامعية، وبعد إنهاء دراستي ومثل أغلب الناس في الوطن العربي لم أحصل على وظيفة للعمل، مع العلم أنني بحثت كثيرا لكن دون جدوى، أصبت بالملل، وعانيت من الفراغ والإحباط، وقضيت معظم أوقاتي على الإنترنت، تأثرت كثيرا حتى أنني انقطعت عن الصلاة، والحمد لله الذي هداني وعدت إلى صلاتي والتزمت مجددا.

مشكلتي هي قلة توفيق الله لي، فلم أوفق بأي شيء أبدا، لم أوفق في الوظيفة، ولا في الزواج، فكل خاطب يأتي لا يعود بعد رؤيتي من دون إبداء سبب واضح للرفض، مع العلم أنني من عائلة محترمة، ومتدينة، وأنا ملتزمة بالحجاب الشرعي، وعلى قدر من الجمال والأخلاق والثقافة، كل من يراني يحبني.

تزوجت الفتيات اللاتي يصغرنني أو بسني، إما عن طريق الحب أو إقامة العلاقات قبل الزواج، وقد قادني اليأس لأن أجرب نصيبي من الحب كما فعلن، وكلمت شابا عبر الإنترنت لعدة أيام، وكان كلامنا في حدود الأدب والأخلاق، وصارحني بأن هدفه هو الزواج، وطلب رؤيتي في مكان عام، وافقت وجلست معه أنا برفقة زميلتي في مكان عام لمدة عشر دقائق، لكنني علمت بعدها أنه إنسان كاذب، وطلب مقابلتي مرة ثانية فرفضت رفضا قاطعا ولم أكلمه بعدها، أخذت على نفسي عهدا أن لا أكرر هذا الفعل ثانية، ورجوت الله أن يسامحني ويسترني فأنا لا أريد أن أغضبه، ولا أرغب بتلويث سمعتي وسمعة أهلي، وأتمنى أن أتزوج زواجا تقليديا.

خطبت أربع مرات ولم يكتب الله النصيب، ولم يبد أي من الخطاب سببا واضحا للرفض، أعلم بأن الزواج قسمة ونصيب، وأن الرفض من الممكن أن يكون بسبب عدم وجود النصيب وليس بسبب وجود عيب، لكن الأفكار تتسرب إلى عقلي وتتعبني كثيرا، فأفكر بأن السبب هو غضب الله وسخطه، وأن الله لن يقبل توبتي أبدا على الصلوات الفائتة، وعلى كل عمل قمت به وأغضبت الله به، وأرجح أحيانا أسباب عدم التوفيق بالزواج لوجود السحر، مثل سحر تعطيل الحال أو الزواج، أو بسبب العين والحسد، فوضع أسرتي المادي ممتاز.

أشعر بالإحباط كلما أخبرني أحد بأن فلان يرغب بالتقدم لخطبتي، أحاول أن أرفض قبل أن يأتي، فأنا أعلم بأنه لن يعود، لا أريد أن ينكسر قلبي، ولا أرغب بأن أشعر بالإحراج أمام أهلي، أعلم أن الزواج ليس كل شيء في الحياة، وأعلم أنه رزق من الله وحده، لا أريد أن أبقى وحيدة بقية عمري، فأنا أدعو الله دائما بأن يرزقني بالزواج الصالح، ولكنني أشعر أن دعواتي غير مستجابة، فما هو السبب في كل هذا، هل هو غضب من الله فعلا؟ أم أنه سحر وعين وحسد؟ إن كان ما أعانيه بسبب السحر والحسد، فهل يمكن أن أرقي نفسي ببعض آيات القرآن أو أستمع للرقية، فمن الصعب علي إيجاد شخص يمكنني الوثوق به ليرقيني، وهل هناك أعراض معينة للعين والسحر؟

آسفة جدا على الإطالة، فأنا فعلا محبطة ومتخبطة وضائعة، وبحاجة ماسة إلى التوجيه.

وجزاكم الله خيرا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رحمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يسهل أمركِ وأن يفرج همكِ.
وما أنت فيه يحتاج إلى التأني في الحل وحسن التفكير في ذلك، وأبشري بالخير فالله يقول: {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً و يرزقه من حيث لا يحتسب}، [الطلاق : 2-3]، والذي ننصح به:

- لقد أحسنتِ بكونكِ ملتزمة بدينكِ وحجابكِ، والحمد لله الذي صرفكِ عن طريق الخطأ ورجعتي عما أقدمت من العلاقة مع الشباب عن طريق النت، وننصحك بالاستمرار على هذا الخير؛ لأنه طريق صحيح ويحقق رضا الله تعالى، ونتائجه كلها خير.

- أما سبب ما يجري لكِ فهو ابتلاء وامتحان من الله تعالى، والمرأة المسلمة مطالبة في حال البلاء بالصبر الجميل، وأن لا تتسخط على أقدار الله تعالى، قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ )، رواهُ مُسْلِمٌ.

- ولاشك أن كثيرا من الابتلاءات تنزل على المرء بسبب ذنوبه؛ ولذلك عليكِ بكثرة التوبة والاستغفار، حتى يرفع عنكِ هذا البلاء.

- لا ينبغي أن يتسلل إلى قلبكِ الإحباط واليأس، وكذلك الشعور بالضياع والتخبط، فإن هذا أمر لا يجوز شرعا أن يحصل من امرأة مسلمة مثلكِ مؤمنة بالقضاء والقدر، قال رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- (ولو كانَ لكَ مثلُ أحدٍ ذهبًا أو مثلُ جبلِ أحدٍ ذهبًا تنفقُهُ في سبيلِ اللَّهِ ما قَبِلَهُ منكَ حتَّى تؤمِنَ بالقدرِ كلِّهِ فتعلمَ أنَّ ما أصابكَ لم يكن ليخطئَكَ وما أخطأكَ لم يكن ليصيبَكَ وأنَّكَ إن متَّ على غيرِ هذا دخلتَ النَّارَ)، صحيح ابن ماجة للألباني برقم (62).

ومن مقتضى هذا الإيمان أن تعلمي أن ما يجري لكِ هو بقضاء الله، ولا يجوز أن تقنطي من رحمة الله تعالى، فتظنين أن الله لن يغير حالكِ، وأن البلاء لن يرفع عنكِ، قال تعالى: {وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون}، [الروم : 36].

- ما ذكرت في السؤال باحتمال أن يكون هناك عين أو حسد أو سحر منع عنكِ الخطاب، وأن كل من يأتي منهم لا يعود مرة أخرى، هذا أمر محتمل ووارد، وعليكِ بالرقية الشرعية، ويمكن أن تستشيري شيخًا في منطقتكم يرشدكم إلى ذلك.

- وهناك أعراض معينة للسحر والعين، منها: الضيق الشديد والكسل عند الذكر والصلاة، وألم في أسفل الظهر، وألم في الرقبة مع اليد اليسرى، والشعور بالخفقان في القلب، وتغير المزاج والطبع دون سبب واضح، ومنها الشعور بآلام في الجسد بدون سبب عضوي، وقلة النوم والأرق، ويجد الإنسان المصاب كوابيس مزعجة في نومه.

نسأل الله أن يسعدكِ في حياتك ِوأن يرزقكِ زوجا صالحا.

www.islamweb.net