أشعر بوجع في الصدر وضيق تنفس واقتراب الموت.. أفيدوني

2016-07-13 06:26:59 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أعاني منذ سنة ونصف تقريبًا من آلام في الصدر شعرت بها أول مرة، وذهبت إلى الطوارئ، وعملت تخطيط قلب، والنتيجة سليمة، وعملت تحليل دم شامل، وتحليل سكر، وتحليل الغدة الدرقية، وفحص الضغط، وجميع التحاليل والنتائج سليمة، ومع ذلك ما زالت آلام الصدر موجودة وباستمرار منذ سنة ونصف حتى الآن، وفي كل مرة أشعر بوجع في الصدر، مع ضيق تنفس، وخنقة، والشعور باقتراب الموت مع رفة بالقلب، وعدم القدرة على الكلام والمشي، يأتي هذا الإحساس ساعة، ثم يزول بشكل جزئي، وتبقي آلام خفيفة، ونغزات بالصدر.

منذ 3 أشهر أصابتني أيضًا آلام في الرأس، صداع لا يفارقني حتى الآن، مع الشعور بعدم التوازن أثناء المشي، والشعور أنني سوف أسقط أرضا، مع العلم أنني ألبس نظارة نظر، وفحصت نظر، وفحصت تخطيط سمع، والنتيجة أيضا سليمة، والأذن سليمة، أذهب للمستشفى بشكل يومي للفحوصات والنتائج سليمة. تخطيط، ولكن دون جدوى لحل.

تعبت مع آلام الصدر والخنقة، ووجع الرأس، وعدم التوازن، والتفكير أني مصاب بمرض خطير، ولا أحد اكتشفه، والتفكير بالموت كل يوم، وأنني سوف أموت صرت أفكر كثيرا، أريد أن أرجع طبيعيا كالسابق دون تعب، ولا تفكير بالموت، كل ليلة قبل النوم أو عند ازدياد الأعراض أشعر باقتراب الأجل، أفيدوني.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ h ibra حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أولاً أخي الكريم: لا أحد يعرف أجله ومتى يموت، فالآجال بيد الله وغيب لا يعلمه إلا الله، قال تعالى: {قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله}، وقال تعالى: {وما تدري نفس ماذا تكسب غدًا وما تدري نفس بأي أرضٍ تموت إن الله عليم خبير}، هذه حقيقة يجب أن نؤكدها، وأنا أعرف أنك مقتنع بها، ولكن {وذكِّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}، ويظهر أن المخاوف المرضية قد جعلتك تشعر هذا الشعور الذي تشعر به الآن.

فيا أيها الفاضل الكريم: أنت في حفظ الله وفي كنفه، وما بك هو نوع من قلق المخاوف، والأعراض التي لديك نسميها بالأعراض النفسوجسدية، يعني أن القلق والتوترات الداخلية هي التي أدَّتْ لهذه الأعراض.

وأنت قمتَ بإجراء الفحوصات الطبية الكاملة والدقيقة، وعليه لا تقم بأي فحوصات أخرى، هذه نصيحتي لك، وبما أنك قد ترددت على الكثير من الأطباء أريدك أن تذهب وتقابل طبيبًا نفسيًا إذا كان ذلك ممكنًا، وإن لم يكن ذلك ممكنًا أوجِّه لك الإرشاد التالي:

أولاً: كما ذكرتُ لك سلفًا لا تتردد على الأطباء، يمكنك أن تذهب وتقابل طبيبًا مرة واحدة كل ستة أشهر، وذلك من أجل عمل الفحوصات الدورية، أنت لم تذكر عمرك، لكن أحسبُ أنك في سِنِّ الشباب.

ثانيًا: ممارسة الرياضة وجد أنها مفيدة جدًّا للقضاء على الأعراض النفسوجسدية، كما أن التعبير عن الذات وعدم الكتمان يعتبر منفَّسًا أساسيًا للجسم وللنفس، فكن حريصًا على ذلك، وخير وسائل التعبير تأتي من التواصل الاجتماعي، بناء نسيج اجتماعي، مجالسة الصالحين من الناس، القراءة، الاطلاع، هذه كلها متنفِّسات نفسية ممتازة جدًّا.

ثالثًا: الاهتمام بعملك وبوظيفتك، وتطوير نفسك، هذا قطعًا يؤدي إلى نوع من صرف الانتباه من الأعراض النفسوجسدية التي تشتكي منها.

رابعًا: النوم الليلي المبكر، النوم المبكر يؤدي إلى ترميم كامل في خلايا الجسم والدماغ على وجه الخصوص، وهذا قطعًا يؤدي إلى الراحة النفسية وذهاب الأعراض النفسوجسدية.

خامسًا: إذا كان عمرك أكثر من عشرين عامًا – وأحسبُ أنه كذلك – أريدك أن تتناول أحد مضادات قلق المخاوف ومُحسِّنات المزاج، الدواء يعرف باسم (سيرترالين Sertraline) واسمه التجاري (زولفت Zoloft) أو (لوسترال Lustral)، الجرعة هي أن تبدأ بنصف حبة ليلاً، أي خمسة وعشرين مليجرامًا، تتناولها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة ليلاً (خمسين مليجرامًا) تناولها لمدة شهرٍ، ثم اجعلها حبتين ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم أنقصها إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء من الأدوية السليمة جدًّا، ليس إدمانيًا، ليس من صفته التعوّد عليه، له آثار جانبية بسيطة مثل فتح الشهية نحو الطعام قليلاً، كما أنه قد يؤدي إلى تأخر بسيط في القذف المنوي عند المعاشرة الزوجية، لكنه لا يؤثِّر على الصحة الإنجابية عند الرجل أو المرأة.

بجانب السيرترالين هنالك دواء آخر بسيط مضاد للقلق وداعم للسيرترالين، أريدك أيضًا أن تتناوله، الدواء يعرف باسم (ديانكسيت Deanxit) الجرعة هي حبة واحدة يوميًا لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net