أعاني من التدقيق في الأمور وإعطاءها أكبر من حجمها

2016-07-19 02:18:19 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

عمري 17 سنة، أعاني من التدقيق في الأمور وإعطاءها أكبر من حجمها.

ومنذ 7 سنوات وأنا أعاني من اكتئاب متواصل، وضيق في النفس، وعدم الراحة الطبيعية والحياة الطبيعية، ولم أجد أي حل لهذه المعاناة، حيث أني من داخلي أراها أمورا تافهة، ولكن الضيق والاكتئاب والتدقيق يكون خارجا عن طبيعتي، وكأنه أمر لا أتحكم به؛ فلم أذق الراحة منذ سنين، وأيست تماما عن حل مشكلتي.

وعند إرادتي لأي شيء لأمتلكه؛ عندما أمتلكه أكرهه جدا، وإن استعملته يأتيني اكتئاب شديد وهم وغم.

وأتأثر بالمواقف الحزينة فتنقلب حياتي وأتأثر جدا، والأصل في التأثر أن يكون طبيعيا، ولكن تأثري أنا ليس طبيعيا فهو يستمر لسنوات.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.

لقد قمت بالاطلاع على رسالتك، وهي رسالة واضحة جدًّا، والذي توصلتُ إليه أن ظاهرة الحرص والتدقيق وتضخيم الأمور التي تعاني منها هي وساوس بسيطة، تندرج تحت الوساوس القهرية، والوسواس في مثل عمرك كظاهرة غريبة تكون مزعجة لصاحبها مما يؤدي إلى ظهور القلق وكذلك العُسر المزاجي، وهو نوع من الاكتئاب البسيط.

أما الضيق في النفس أو الشعور بالكتمة أو عدم الراحة؛ فهذا ناتج عن التوترات العضلية، عضلات القفص الصدري تتأثر جدًّا بالقلق؛ لأن التوتر النفسي ينعكس مباشرة على بعض عضلات الجسم، خاصة عضلات الصدر وعضلات فروة الرأس، لذا تجد كثيرًا من الذين يعانون من القلق يشتكون من الصداع، أو يشتكون مما يسمى بالقولون العصبي، لأن عضلات البطن أيضًا والأمعاء قابلة للانقباض مع التوتر.

فالذي يحدث لك هو ناتج من القلق والتوتر، والحل: هذه الحالات عرضية، يعني غير دائمة، يعني هي طارئة، أنتَ في سِنٍّ يُعرف أن فيها تغيرات نفسية كثيرة وتغيرات بيولوجية وجسدية وفسيولوجية، نعتبرها في علوم النفس والسلوك فترة هشاشة، لكنها ليست طويلة، قصيرة جدًّا.

أهم شيء أنصحك به هو: ألا تُعطِّلك هذه الأعراض عن واجباتك، خاصة نحو دراستك، صلواتك في وقتها، ممارستك للرياضة، أن تكون إنسانا فعالا ومفيدا ونشطا وبارّا بوالديك. هذه أمور لابد أن تعطيها أهمية وأسبقية مهما كانت مشاعرك، وهذه هي الطريقة التي تتغلب من خلالها على الاكتئاب وعلى التوتر وعلى موضوع التدقيق الذي ذكرته.

الرياضة سوف تكون مهمَّة لك، وأنت بالفعل جسدك سوف يستجيب استجابات إيجابية جدًّا إذا مارست الرياضة، هنالك مواد تُسمى بالموصلات العصبية وهي التي تُحسِّنُ من مزاجنا وتزيل القلق والوسوسة، هذه المواد تُنظَّم وتُهذَّب وتُفرز بصورة صحيحة بالنسبة للرياضيين أكثر من غيرهم، فأرجو أن تحرص على هذا الموضوع.

وهنالك دراسات أيضًا أشارت أن الصيام يؤدي إلى إفراز المواد الكيميائية التي تُساعد في ترميم الخلايا الجسدية خاصة الخلايا العصبية، هذه نعمة عظيمة جدًّا.

هذا هو الذي أنصحك به، وهذه الأعراض سوف تنتهي، لا تُضخم الأمور ولا تُجسِّمها، ونظِّم وقتك.

إذا اشتدَّتْ عليك الأعراض؛ أنا لا أُحبِّذ أن أصف أدوية في مثل عمرك، لا أقول لك ممنوعة، لا، يأتيني مَن هم في عمرك أو أصغر منك وإذا كانت هناك حاجة أصف لهم الدواء، لكن هذا الأمر يجب أن يتم بإشرافي، ففي حالتك إذا لم تتحسَّن حسب الأسس التي ذكرتها لك –وأنا أعتقد أنك سوف تتحسَّن إذا طبَّقت الإرشادات البسيطة التي قلتها لك– في حالة عدم التحسُّن –وهذا لا أتمناه قطعًا– أريدك أن تذهب إلى الطبيب – الطبيب النفسي أو طبيب الأسرة – ليصف لك أحد مضادات قلق الوساوس، وعقار (بروزاك Prozac) أو (فافرين Faverin) تعتبر من الأدوية الجيدة والمثالية والسليمة جدًّا بالنسبة لعمرك، لكن لا تتناول دواء دون إشراف طبي مباشر.

حفظك الله، وجزاك الله خيرًا.

www.islamweb.net