أعاني من الرهاب الاجتماعي وفقدت معه طعم الحياة.. أرجوكم أنقذوني

2016-08-10 05:32:21 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا عمري 28 سنة، ومعي رهاب اجتماعي منذ أكثر من 10 سنوات؛ حيث أشعر باليأس والاكتئاب وعدم القدرة على الاعتماد على النفس، وتأتيني أفكار سلبية؛ حيث يظهر علي مظاهر مثل: خجل كبير، واحمرار بالوجه، ودقات قلب متسارعة، ورجفة، وتعرق بالجسم عند التعرض لموقف اجتماعي، وأتحسس من أي موقف يحصل معي ويؤثر على نفسيتي ويصيبني بالاكتئاب، وأكثر الأحيان ترتفع دقات قلبي وقلق خصوصا عند النوم.

ومنذ سنة استخدمت سيروكسات لمدة شهر ونصف تقريبا بصورة تدريجية حتى وصلت لجرعة 4 حبات يعني 50 ملغ، ولم أشعر بتحسن فتركته لمدة، ثم ذهبت لطبيب وصرف لي دواء سيرالين واستخدمته لمدة شهرين حتى وصلت جرعة 100 ملغ، أيضا لم أشعر بتحسن عدت وتركته، وعدت لسيرالين من جديد منذ شهر، والآن أنا على جرعة 100 ملغ إلى أسبوعين بدون تحسن.

أسألكم بالله أن تساعدوني، فأنا لا أشعر بطعم الحياة نهائيا ومكتئب طوال الوقت، مع العلم أني واظبت على الصلاة لفترة جيدة، لكن الآن لم أعد أصلي بسبب حالتي المتشائمة والمكتئبة، أنقذوني مما أنا فيه، الله يجزيكم خيرا.

وشكرا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نورس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أخي: الرهاب الاجتماعي مرض موجود ومنتشر، وهو أحد أمراض القلق، وأعتقد أن إطباق الرهاب عليك أدَّى إلى مخاوف واكتئاب ثانوي، وهذا جعلك تُعطِّل نفسك اجتماعيًا بل تُعيقها، هذا الانحسار والحصار الذي فرضته على نفسك من خلال التوقف عن فعاليات التفاعل الاجتماعي سبَّب معضلة كبيرة جدًّا من وجهة نظري، وهذا الأمر بيدك تمامًا، أنت محتاج أن تجلس مع نفسك وتُراجعها: ما هذا الذي يحدث؟ لماذا أنا هكذا؟ لماذا لا أكون مثل بقية الناس؟

الإنسان لا يقبل المشاعر السلبية، ولا يقبل الانفعالات السلبية، ويجب ألا يقبل الأفعال السلبية، لابد من المسائلة للنفس، ولا بد من التمحيص، ولا بد من اتخاذ القرار الصحيح والصواب، وهو أن تكون أكثر ثقة في نفسك، والله قد خلقك في أحسن تقويم وفي أحسن حال.

أيها الفاضل الكريم: لا تقبل هذا الوضع الذي أنت فيه، أكسر هذه الحُجب وهذا الجدار المضروب على نفسك، وأول ما تقوم به هو أن تذهب وتُصلي مع الجماعة. أحزنني كثيرًا أنك قد تركت الصلاة، هذا أمر فظيع، أمرٌ لا فيه تهاون، ولا يمكن أبدًا أن تستعيد قواك النفسية بدون الصلاة، والصلاة مع الجماعة في المسجد - أيها الفاضل الكريم - هي خطوة علاجية عظيمة، لك ثوابها إن شاء الله، وحين تتفاعل مع إخوتك المصلين فالمساجد هي دار الراحة والأمان والسكينة، وتُحِفّك الملائكة إن شاء الله تعالى فيها.

فكِّر بطريقة أخرى وبكيفية تُساعدك، وادخل من باب الصلاة، صلاة الجماعة، وصدِّقني - أيها الفاضل الكريم - أنك سوف تجني خيرًا كثيرًا، وصدِّقني أنك كنت قد فرضت على نفسك حصارًا لم يكن أبدًا ضروريًا، ولكن يمكنك كسره الآن.

وأمر آخر هو أن تُحتِّم على نفسك أن تخرج من البيت على الأقل ثلاث مرات في اليوم: زيارة الجيران، زيارة الأصدقاء، زيارة الأرحام، الذهاب إلى المجمَّعات التجارية، تناول وجبة طعام خارج البيت مع أحد الأصدقاء أو الأهل، الذهاب لزيارة مريض، لحضور حفل عُرس، السير في جنازة... يا أخي الكريم: هذه مناشط عظيمة، أعطي نفسك فرصة وسوف تجد أن الأمر في غاية البساطة.

والأمر الثاني: ما هو عملك؟ كيف تؤدِّيه؟ الرجل قيمته في العمل، أنت في هذا العمر يجب أن تكون عاملاً، أي نوع من العمل، ويجب أن تطوّر نفسك. انضم - أخي الكريم - لأي عمل تطوعي أو خيري، سوف تجد هذا مفيدًا لك من الناحية الاجتماعية، وكن مفيدًا لنفسك ولغيرك.

وأخيرًا الأدوية: الأدوية كلها متقاربة وكلها جيدة وتُساعدك. السيرالين - وهو السيرترالين - دواء ممتاز، والزيروكسات الذي كنت تستعمله سابقًا دواء ممتاز، وعقار إفكسر أيضًا دواء ممتاز، استمر على السيرالين كما هو بجرعة مائة مليجرام يوميًا، وهذه جرعة ممتازة جدًّا، ويمكن أن تُدعمه بعقار (ديناكسيت) بجرعة حبة واحدة في اليوم، وسوف تحسّ بتحسُّنٍ كبير، لكن لا بد أن تحضِّر نفسك ذهنيًا ومعنويًا ونفسيًا بالكيفية التي ذكرتها لك.

الرياضة يجب أن تكون جزءًا في حياتك، وكذلك التمارين الاسترخائية، أرجو أن تُطبقها حسب ما أوردناها في استشارة إسلام ويب تحت رقم (2136015).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net