أعاني من وساوس وخوف من أني سأجن، فما العلاج؟

2016-09-26 04:07:27 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عيد مبارك وسعيد، وكل عام وأنتم بخير إن شاء الله.

لقد نصحتموني بزيارة الطبيب النفسي، وأنا أقولها بصراحة لا أريد الذهاب مجددا نظرا لسوء مجال الطب النفسي في بلدي، ولأنني زرت عددا كثيرا من الأطباء ولا أعرف من أزور الآن.

بصراحة يا دكتور لست على ما يرام، تأتيني وساوس وخوف بأنني سأجن، كما تأتيني أحلام غريبة ومزعجة أتأثر بها لعدة أيام.

أخبرتكم أني كنت أكثِر من استبدال الأدوية (من مضادات الاكتئاب جميع أنواعها تقريبا مع مضادات الذهان)، لكن والله العظيم فوق طاقتي، وأنا جد نادم وخائف، فهل هذا الشعور الذي أحس به بسبب هذا الاستبدال الذي أدى إلى خلل في الموصلات العصبية مثلا؟

رجاء يا دكتور طمئن قلبي، جزاك الله خيرا وبارك الله فيك، واشرح لي إذا أمكن من أين تأتي هذه الوساوس اللعينة.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ diae حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: يوجد في دول العالم الثالث - وليس بلدك فقط - نقص ملحوظ في الأطباء النفسيين، وللأسف هناك هجرة من معظم هذه الدول للدول المتقدمة، الأطباء النفسيون مطلوبون بشدة في الدول الغربية (أوروبا وأمريكا) للنقص الشديد في هذه البلاد، ولذلك ترحل كفاءاتنا إلى هذه الدول المتقدمة، ولكن لا أتفق معك في أن الأطباء النفسيين في هذه البلاد سيئين، ولكن عددهم قليل، ويعملون تحت ضغوط شديدة وازدحام شديد، وهذا طبعًا يؤثّر على الرعاية التي يتلقاها المرضى.

الشيء الآخر: مهما كان يجب عدم التردد على أطباء نفسيين كثر، والتمسُّك والالتزام بطبيب واحد، كلَّما تمسكت والتزمت مع طبيب نفسي واحد فإنه مع المقابلات المتكررة سوف يستطيع أن يفهمك وترتاح إليه، ويجد العلاج المناسب لك بإذنِ الله. هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: الشيء الذي أريد أن أطمئنك عليه أن استعمال هذه الأدوية الكثيرة - سواء كانت مضادة للاكتئاب أو مضادة للذهان - لا يترك أثرًا دائمًا في الخلايا العصبية للمخ، أو في التركيبة الكيميائية للمخ، وبمجرد التوقف عنها يتخلص منها الجسم.

هناك أدوية محددة ومعروفة من أدوية الذهان قد تُحدث بعض الآثار الجانبية التي قد تستمر لفترة من الوقت مثل الحركات اللاإرادية في الوجه وبعض الأطراف، ولكن معظم هذه الأدوية - أخي الكريم - لا تترك آثار دائمة أو لا تؤثِّر تأثيرًا دائمًا على الخلايا العصبية للمخ.

والوساوس ليس لها سبب معين، هو اضطراب يحدث لبعض الناس، أسبابه متعددة، منها الوراثة، ومنها البيئة، ولكن في معظمها ليس هناك عامل واحد أو سبب واحد نقول أنه سبب لهذه الوساوس، فهي أمراض ولها مسار معين ولها علاج معين.

وفقك الله وسدد خطاك.

www.islamweb.net