أعاني من قلق وخوف وحزن رغم أني متفوقة، فما السبب؟

2016-10-10 00:47:38 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله

لدي مشكلة لا أعرف جذورها وأسبابها, مشكلتي منذ صغري أصبت في حادث وبترت أحد أصابعي قبل سن الدراسة، وكنت شديدة التعلق بوالديَ ولا أريد الذهاب إلى المدرسة، وكنت أعاني من سوء تعامل الطالبات معي، وتعليقهن على يدي، ثم أكملت مراحل الدراسة حتى الجامعة بتفوق، رغم أن تخصص الجامعة لم يكن حسب رغبتي، لكني أصررت على النجاح.

في مراحل الدراسة كان أخي يسبب لنا المشاكل مع والدي، وأنا أتحمل نتائج تصرفاته، وأحاول الإصلاح بينهما، وقد ساعدته كثيرا في حياته، حتى في إكمال دراسته، ولم يقدر ذلك.

تخرجت في الجامعة بمعدل مرتفع، وبقيت سنة في البيت، تغيرت حياتي، أصبحت حزينة وعصبية جدا، بعد ذلك توظفت في مدرسة خاصة، وكنت أحس بالضيق والخوف والقلق، لا أنام الليل، وأبكي كثيراً، علما أن الجميع في المدرسة كن يثنين علي، وكن معجبات بكل ما أقدمه، وتم تكريمي كمعلمة متميزة، ولكن مع هذا كله لم أجد الراحة والاستقرار، وبعد 6 أشهر من العمل، قررت ترك العمل، رغم رفض والدي لقراري.

تأثرت كثيرا من كلام الناس، والسؤال عن سبب ترك العمل، وأصبحت نظرتهم لي أني فاشلة، وتعبت من انتقادهم لأني حساسة، أشعر بضيق وخوف واكتئاب، وأخاف أن يتكرر هذا عند قبولي في أية وظيفة مستقبلاً.

تعبت منذ فترة، ولم يتضح سبب مرضي بالنسبة للأطباء، فتوجهت للرقاة، وأثبت الكثير منهم أني مصابة بالعين والحسد.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أروى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا، والكتابة إلينا بما في نفسك، ويسّر الله لك هذه الظروف، ونفع بك هذه الأجيال الصغيرة.

مما لا شك فيه أن هناك علاقة قوية بين بعض الصعوبات التي وردت في سؤالك من نظرتك لنفسك وثقتك في نفسك، وتكيّفك من الجو المحيط من المدارس وغيرها، وبين تجارب طفولتك من قطع الإصبع، وما تلى هذا من نظرات الأطفال الآخرين واستهزائهم بك، مع الأسف الشديد، فكيف من الناس أن يتندروا بأي طفل أو إنسان مختلف عنهم بشكل من الأشكال، مهما كان هذا الاختلاف بسيطا أو ظاهريا.

ولكن، ولله الحمد، ثم لجهودك وتصميمك وعنادك، فقد تابعت دراستك المدرسية ومن ثم الجامعية وبتقدير عال -ما شاء الله-، وطبعا حصلت على عدة وظائف في التدريس، إلا أن موضوع الثقة بالنفس اضطرك للانسحاب من كل هذه الوظائف، الأمر الذي يمكن أن يتكرر معك مع أي وظيفة أخرى، إلا إذا استطعت إعادة ترتيب الأمور، وغيّرت نظرتك لنفسك، من نظرة يشوبها شيء من السلبية، إلى نظرة إيجابية، وأظنك تستطيعين القيام بهذا التغيير لما تمتاز به شخصيتك من القوة والعناد والتصميم، وهذه الصفات هي التي جعلتك تتابعين الطريق بالرغم من كل التحديات الأسرية والاجتماعية.

نعم أنت يمكن أن تحصلي على عمل جديد، إلا أنك ربما تتهربين منه كما تهربت في الماضي من وظائف التدريس، إلا أنه يفيد أن تتذكري أن الانسحاب أو الهروب أو التجنّب لا يحلّ من المشكلة شيئا، بل على العكس يزيدها هذا التجنب عنادا ومقاومة للعلاج والتغيير، والأفضل من الهروب والتجنب هو الإقدام والخروج للناس، وأن تعطي نفسك فترة من الوقت لتقوية ثقتك في نفسك وللتواصل مع الناس الآخرين.

أنت في حاجة لبعض الصديقات من أصحاب الطاقات الإيجابية، أي الصاحبات اللاتي يقدّرنك ويعطينك التشجيع والدعم، والابتعاد، قدر الإمكان عن أصحاب النظرات والمواقف السلبية.

قدمي طلبات للعمل، استعيني بالله ولا تعجزي، والله معك.

www.islamweb.net