أعاني من الوسواس والقلق منذ سبع سنوات!

2016-10-19 04:43:52 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري ٣٠ سنة، أعاني من قلق ومخاوف وسواسية منذ ٧ سنوات، لا أحد ممن حولي يحس بهذا الشيء، بالعكس هم يروني إنسانا هادئاً وناجحاً في حياتي وعملي، مع كل الصعوبات في القلق إلا أني -والحمد لله- قادر على الحفاظ على هدوئي ونجاحي في العمل، علاقاتي الاجتماعية ممتازة، ولكن الموضوع مرهق جدا لي، وبالذات أن عملي يترتب عليه مسؤوليات كثيرة.

بدأت منذ ٤ أشهر بتناول السيروكسات ٢٠مج لمدة شهر ونصف دون أي نتيجة، ثم حولت لسيبرالكس ٢٠ملج لمدة شهرين دون فائدة، ولا أعلم ما أفعل! لا أستطيع الذهاب لطبيب نفسي لأن بلدتنا صغيرة، وسيكون الموضوع غير متفهم، وسيقلق علي أهلي أكثر، خاصة أنهم قلقون الآن، خاصة أمي وبعض إخوتي، ولكنهم يرفضون التكلم في هذا الموضوع، مع محاولتي لمساعدتهم.

الوسواس السيئ الذي أشعر به يزداد سوءًا، وقلقي يزداد عندما يصعب علي الخروج من الموقف، مثل صلاة الجماعة في جامع ممتلئ، لكنني أتحمل هذه المعاناة وأكمل، وفي بعض الأوقات تخف أعراض القلق لدي، ولا أدري لماذا! وأحيانا أشك أن أعراض القلق عندي نتيجة نقص الكالسيوم والمغنسيوم، لأنني قرأت عن أعراض نقصهم، فأرجو إفادتي.

أشكركم على مجهودكم ورفع الله بكم أعلى الدرجات في الدنيا والآخرة.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الأخ الكريم: أتفق معك تمامًا أن القلق والمخاوف الوسواسية يُعاني منها المريض، لأنها أشياء يحسّ بها بداخله، ولا تنعكس خارجيًا على سلوكه إلا في حالات نادرة، فتظلّ معاناة الشخص تزداد، والذين من حوله لا يشعرون به، ولا يُدركون حالته، ولا يلاحظون عليه أي شيءٍ، ولكنه يظلّ يعاني في صمت داخلي، وكثير من هؤلاء الناس يأتون للعلاج متأخرين، بعد أن تصل معاناتهم إلى مرحلة لا يستطيعون بعدها أن يواصلوا حياتهم بصورة طبيعية، أو تؤثِّر على أدائهم في العمل، أو في الحياة الاجتماعية، وقد ذكرتَ أنك لا تستطيع الذهاب لطبيب نفسي في هذه القرية الصغيرة التي فيها يُراقب الناس بعضهم بعضًا، فلا أدري: هل تناولتَ أدوية أو حبوباً بطريقة خاصَّة، ومن أين تحصَّلت عليها؟

الزيروكسات علاج فعّال للوسواس القهري -المخاوف الوسواسية- والقلق، ولكن أحيانًا بعض الناس يحتاجون لجرعة أكبر من عشرين مليجرامًا إلى أربعين مليجرامًا، وهذا طبعًا كان يجب أن يكون تحت إشراف طبيب نفسي، فهو الذي يُحدد الجرعة ومتى يزيدها، ومتى ينتقل إلى دواء آخر، والسبرالكس أيضًا بالرغم من أنك تناولت جرعة كافية -عشرين مليجرامً- وفائدته في حالة القلق، إلا أن هذا الدواء غير فعّال بدرجة كبيرة في المخاوف الوسواسية.

من الواضح الآن أنك تعاني من أعراض المخاوف الوسواسية، وتحولت إلى شيء من الرهاب الاجتماعي، ومعاناة في صلاة الجماعة، وطالما أنك لا تستطيع مقابلة طبيب نفسي فلو استطعت الحصول على دواء يعرف باسم (سيرترالين)، أو يعرف تجاريًا باسم (زولفت)، فهو أيضًا من الأدوية المفيدة جدًّا للرهاب الاجتماعي، والمخاوف الوسواسية والقلق في نفس الوقت، وعادةً يكون في شكل أقراص، خمسين مليجرامًا، يمكنك أن تبدأ بنصف حبة (خمسة وعشرين مليجرامًا) لمدة أسبوع، ويتم تناولها بعد الأكل وقبل النوم، وعادة المفعول يبدأ بعد أسبوعين، وتحتاج إلى شهرٍ ونصفٍ إلى شهرين لتزول معظم هذه الأعراض التي تعاني منها، وإذا كانت الاستجابة جزئية فيمكنك رفع الجرعة بعد مرور شهرين إلى خمسة وسبعين مليجرامًا، ثم بعد أسبوعين إلى مائة مليجرام، أي حبتين يوميًا، وبعد ذلك إذا حصل تحسُّن واضح يجب عليك الاستمرار في تناول الدواء لمدة لا تقل عن ستة أشهر، وبعد ذلك يتم التوقف بالتدريج بسحب أو تخفيض ربع الجرعة إلى أسبوع، حتى تتوقف نهائيًا في خلال شهرٍ.

الشيء الآخر: عليك بالعلاج السلوكي، أي المواجهة، المواجهة المتدرجة المنضبطة، اذهب إلى المسجد في صلاة الجماعة، وابدأ بالصف المتأخر قريبًا من باب المسجد، حتى تحدث الطمأنينة ويزول القلق، ومن ثمَّ في صلاة أخرى أو في يوم آخر تنتقل إلى صفٍ متقدم بالتدريج، حتى يزول القلق نهائيًا.

أما بخصوص المغنيسيوم والكالسيوم، فليست لدي معلومات أن نقصهما مُسبب للقلق، فقد تكون بعض الدراسات أثبتت هذا، ولكن أنا شخصيًا ليست لدي معلومات كافية عن أن نقص هاتين المادتين يؤديان إلى قلق نفسي.

وفقك الله، وسدد خطاك.

www.islamweb.net