أشعر بالضيق والحزن ولا أحب النظر إلى الساعة، فما السبب؟

2016-11-13 00:53:40 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أعاني من حالة نفسية منذ حوالي عام ونصف تقريبا، وهي أني أكره أن أنظر إلى الساعة وأعرف ما هو الوقت، وأتجنب معرفة الوقت، وخاصة خلال ليل الشتاء، فأنا أشعر بأنه وقت طويل وممل، وأنه متى سينتهي اليوم؟ وكأن الوقت وتمضيته عبء علي لا أكثر.

تلك الحالة بدأت بعد أن جلست في المنزل لمدة 7 أشهر بعد التخرج، لأنني لم أجد عملا، فأغلب يومي كنت أقضيه على الانترنت، وبعد سفري إلى ألمانيا ونتيجة الانتظار الطويل للمعاملات ظل الأمر على حاله، وعلى الرغم من أني أحاول استغلال الوقت، ولكن هذا التفكير لا يفارقني، وأحاول ملء وقتي بدراسة لغة، أو طبخ، وممارسة الرياضة، وتعلم أشياء مفيدة، ومع ذلك أشعر بضيق أحيانا من هذا الأمر.

منذ عام بدأت أفكر في أنه يجب أن أتزوج، وبدأت مشاعري بالتحرك، ولكني لا أعرف من أين أبدأ؟ وأظن أن الأمر سيطول حتى أجد عملا وباقي التراتيب، وأيضا هذا يصيبني بضيق، فأحيانا لا أشعر بالسعادة حتى لو قمت بأفعال ترفه عن النفس.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بشير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا بهذه الأسئلة، أعانك الله على الغربة، ويسّر لك أمرك.

إذا بدأنا بالسؤال الأخير، فلا شك أن الزواج ضروري، إلا أنه يحتاج لبعض التحضير والاستعداد من تأمين ولو للحد الأدنى من ظروف المعيشة الكريمة لك ولزوجتك التي ستتزوجها.

ومما لا شك فيه أن ظروف الغربة والهجرة قد لا تجعل الأمر سهلا كما يريد الإنسان، فلا بد من الصبر والسعي لتحصيل ما تحتاجه الحياة الزوجية.

وأما بالنسبة للموضوع الأول، وهو موضوع النظر بالساعة ومعرفة الوقت: فلا شك أنه مزعج ومؤلم، وربما لهذا علاقة بعدة أمور، كفترة الأشهر الطويلة التي قضيتها دون الخروج من البيت، وربما طول ليل الشتاء وخاصة هذه الأيام، وربما وجود بعض الملل بسبب الغربة وكونك في مجتمع مختلف عن ديانتك وثقافتك.

وربما الحل هو أولا في:

فهم أسباب هذا الانزعاج، ومن ثم محاولة الصبر على هذه الساعات الطويلة، والعمل على ملء الوقت بالأعمال والاهتمامات المفيدة لك، والتي يمكن أن لا تُشعرك بمرور الوقت والساعات.

ومن الجيد أنك تحاول من الآن قضاء الوقت بتعلم اللغة الألمانية التي تحتاجها لتتقدم في حياتك في هذا البلد، وكذلك القيام بالطبخ وممارسة الرياضة، فهذه كلها أعمال وأنشطة مفيدة لك.

ومما سيعينك كثيرا، ويعطيك الشعور بالارتياح من الساعات هو: أن تتواصل مع بعض الشباب المسلمين الذين من حولك، وربما أفضل مكان تتعرف عليهم في أقرب مسجد أو مركز إسلامي في المدينة التي أنت فيها، والحمد لله فقد انتشرت المساجد في معظم المدن الألمانية، ويمكنك قضاء الوقت المفيد والمسلي مع هؤلاء الشباب.

وفقك الله ويسّر لك أمورك كلها.

www.islamweb.net