دخلت كلية الطب وأصبت بالاكتئاب خوفا من مستقبل الطبيب.

2016-11-20 00:53:22 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

تخرجت قبل ستة أشهر من الثانوية العامة بمعدل 98.3، ولم أعرف ماذا أريد، أو ماذا أود أن أكون في المستقبل، وما زلت كذلك.

قدمت على كلية الطب بنصيحة من أهلي، ولم أكن أعلم وقتها ما الطب؟ وبعد دخول الكلية أصبت بالاكتئاب الشديد، والبؤس، بعدما سمعت عن مستقبل الطبيب، مثلا: الطبيب غير مرتاح في حياته، دراسة الطبيب لا تنتهي، الطبيب لديه المال لكن ليس لديه الوقت، حياة الطبيب ليست له، وهكذا.

أرجو منكم النصيحة والإرشاد.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ haytham حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا، ومبروك النجاح بتفوّق، وأعانك الله على تجاوز هذه المرحلة الانتقالية الحرجة.

لا شك أن الصور الذهنية والأفكار التي نكوّنها عن أمر ما، يمكن أن تؤثر علينا كثيرا، في حياتنا ونفسيتنا وحماسنا للعمل والتقدم للأمام، وإذا كانت هذه الصور الذهنية والأفكار سلبية، فيمكن هذا أن يصيبنا بالإحباط أو الاكتئاب أو غيرهما، يا ترى من قال لك بأن الطبيب غير مرتاح في حياته؟ أو أنه ليس لديه الوقت؟ وأن حياته ليست له؟

نعم ربما هناك أطباء تنطبق عليهم هذه الصفات، كما أن هناك أناس بتخصصات أخرى تنطبق أيضا عليهم كل هذا الصفات، إلا أن هناك أطباء كثر سعداء ولديهم وقت لأعمال واهتمامات وهوايات كثيرة، ونعم يقدمون المساعدة للآخرين من المرضى وأصحاب الحاجات، إلا أن لديهم أيضا وقت لأنفسهم وأسرهم ومجتمعهم، وأعتقد أني واحد منهم، بالإضافة للعمل الطبي المهني، عندي وقت لأمور كثيرة مختلفة، سواء لنفسي أو لأسرتي وأصدقائي.

نعم، من يريد النجاح، وفي أي تخصص، عليه أن يعمل بجدّ ويعطي تخصصه ما يحتاجه من الوقت والاهتمام والجهد، ولكن ليس على حساب الحياة نفسها، والإنسان الناجح، سواء طبيب أو غير طبيب، عليه أن يوجد التوازن المطلوب بين مهنته وحياته الأسرية وحياته الخاصة كفرد، فهناك وقت للعمل، وهناك وقت للراحة والمتعة، وهناك وقت للأسرة والأصدقاء، وأن يعطي كل ذي حقٍ حقه.

فهيا أيها الشاب، صحح بعض هذه المفاهيم، وغيّر الصورة من صورة سلبية إلى صورة إيجابية، تدفعك للعمل والحماس والاجتهاد والمتعة في نفس الوقت.

وتذكر العبادة الجميلة التي تقول بأن السعادة ليست في محطة نذهب إليها، وإنما الطريق نفسه إلى هناك هو السعادة، فكل لحظة وكل ساعة وكل يوم يمكن أن يكون وقتا للعمل والدراسة، إلا أنه أيضا وقتا للمتعة والنشاط والبهجة بالحياة.

وإذا أردت تكلم مع المرشد النفسي أو المرشد الطلابي الذي عندكم في الجامعة، حيث يمكنه أن يشرح لك أكثر حول هذا، مما يعينك على تصحيح التصورات التي لديك.

وفقك الله، وجعلك من الناجحين المتفوّقين، وأن نراك طبيبا ناجحا، بعد عدة سنوات.

www.islamweb.net