أعاني الخوف من تخصصي الدراسي وأرغب بتغييره، فما نصيحتكم لي؟

2016-12-11 05:27:04 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم..

أنا طالب في أول سنة في كلية طب الأسنان، أعاني من مشكلة كبيرة، وهي الخوف والرهبة من التخصص وصعوبة المهنة بشكل عام "طبيب الاسنان "، وهذا الأمر جعلني أدخل في أزمة نفسية حادة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، فأصبحت على يقين تام بأنني سأفشل في التخصص لصعوبته، على الرغم من أنني شخص متفوق دراسيا، فأصبحت في حالة اكتئاب وقلق وتوتر ورهبة، وبدأت تظهر علي بعض الحالات العصبية، فكرهت التخصص، وكرهت الدراسة، وكرهت كل شيء، لدرجة أنني تمنيت الموت، فأصبحت شخصا منعزلا أخاف من أن أذهب إلى الجامعة.

وأخاف من أن يذكر لي شخص موضوع الجامعة فأصيب بأزمة شديدة، وهذا الأمر أثر سلبيا على دراستي، فأصبحت لا أدرس، ولا أذاكر للامتحانات، وأغيب عن الجامعة بشكل كبير، فأصبحت شخصا انطوائيا جدا، لدرجة أنني أقضي أكثر من 7 ساعات يوميا وحدي، والسبب أني لا أريد أن يذكر لي أحد موضوع الجامعة، أو يناديني باسم الدكتور فأتذكر الجامعة.

مع العلم أني قررت أن أغير تخصصي -بدون علم أهلي- إلى التمريض أكثر من مرتين، ولكن في كلى المرتين يرفض عميد الكلية ويقول لي: "حرام عليك ".

مع العلم أنه لدي مشكلة نفسية منذ ست سنوات، وهي الخوف من أفكار الناس تجاهي، والقلق الشديد من الأحداث والمواعيد المستقبلية، والخوف من الإحراج، والفشل أمام الناس، مما سبب لي انعدام الثقة بالنفس والأفكار المزعجة، أتمنى أن تجدوا لي حلا.

وشكرا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ khaled حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.
أنتَ محتاج لأن تقف وقفة حقيقية مع نفسك فيما يتعلق بمستقبلك وبالدراسة، وإن كان لديك شيء من الضجر والتوتر وعُسْر المزاج فهذا يُعالج، اذهب وقابل طبيبًا نفسيًا ليستقصي عن حالتك أكثر، ثم يوقع عليك الفحص التام، ويأتيك العلاج والإرشاد اللازم.

الأمر في غاية البساطة، لا تتهيب أبدًا موضوع الذهاب إلى الطبيب النفسي، والحمد لله تعالى المملكة مليئة بالأطباء المتميزين.

أنا أرى أنه لديك شيء من قلق المخاوف الذي أدَّى إلى عُسْرٍ في المزاج ممَّا جعلك تفقد طريقك نحو التحصيل العلمي وأن تصل إلى غاياتك، لابد أن تُغيِّر هذا الفكر، أنتَ بخير، وإن شاء الله تعالى سوف تكون على خير، لديك الطاقات، لديك المقدرات، ويجب أن تتفكّر وتتدبَّر أين أنت بعد ثلاث أو أربع سنوات من الآن.

واعرف –أيها الفاضل الكريم– أن كل شيء يزول ويُفقد في هذه الدنيا من الإنسان على وجه الخصوص، كل شيءٍ يُفقد منه ما عدا دينه وعلمه، فزوّد نفسك بهما، اذهب في طريق العلم، ابن الرغبة، تذكّر يوم الحصاد، تذكّر يوم التخرُّج، أين أنت؟ نحن في عالم تنافسي جدًّا، المعرفة والتحصيل هي من الأسلحة التي يجب أن يتزود بها الإنسان، ولابد أن تعرف قيمة الشيء حتى تسعى وراءه، لا أن تثبط نفسك بنفسك.

والطبيب سوف يعطيك أحد محسِّنات المزاج، وهي كثيرة جدًّا، وهذا سوف يساعدك كثيرًا، وعليك أن تخرج، أن تكون مُصِرًّا على أن تكون إيجابيًا في أفعالك، لا تحكم على نفسك بمشاعرك أو أفكارك، دعها تكون سلبية، وتحمّل شيئًا من الألم النفسي، وكن مُصِرًّا على الأداء.

نم نومًا ليليًا مبكّرًا، واستيقظ مبكرًا قبل صلاة الفجر، وأدِّ ركعتين خفيفتين، وصلِّ صلاة الفجر، ثم بعد أن تُصلي أدرس لمدة ساعتين، هذا أفضل لك من خمس أو ست ساعاتٍ في بقية النهار، وما أجمل الإنجاز في الصباح وعند البكور، حين ننام نومًا جيدًا في الليل يحصل ترميمًا كاملاً لخلايا الدماغ.

وعليك بالرياضة، الرياضة حقيقة هي من أفضل الوسائل الآن لتجديد الطاقات ولتحفيز الإنسان تحفيزًا داخليًا.

أنا أتفق مع عميد الكلية تمامًا في أنك يجب ألا تُغيِّر تخصصك، هنالك بعض الهفوات وبعض الكبوات التي تُصيبنا في الحياة، لكن هذه يجب أن تكون دافعًا من أجل التجديد ومن أجل بناء طاقاتٍ جديدة والنجاح والفلاح.

اذهب وقابل الطبيب، وخذ ما ذكرته لك، وتناول أحد مُحسِّنات المزاج، وسوف تجد أنك في غاية التشوّق لتخصصك هذا، وهو طب الأسنان.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net