عانيت من الاكتئاب وتعالجت وشفيت وتركت العلاج، ما نصيحتكم؟

2017-01-03 03:53:19 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

كنت أعاني من اكتئاب قبل 5 سنين، وتعافيت وقبل 5 أشهر، تركت البروزاك، وقبل أسبوعين رجعت لي حالة الاكتئاب، وأصبحت أبكي وأحزن كثيراً، ومشكلتي هي أرق وتفكير سلبي، وعزلة، ولا أحب أي اجتماعات.

راجعت الطبيب، ووصف لي البروزاك مع deaxen وتناولت البروزاك، وما شعرت بتحسن البروزاك، قبل 5 سنين كنت آخذ حبة مساء لمدة 6 أشهر، ثم يوما بعد يوم، فهل هذه انتكاسة بسبب أني قطعت الدواء؟ وهل سأشفى؟ أنا صار لدي ضغط!

أرجو المساعدة.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم، عادة عند تشخيص الاكتئاب نفضل أن نقول إنه نوبة اكتئاب حادة، ولماذا نقول نوبة؟ لأن الاكتئاب عادة يأتي في شكل نوبة، والنوبة تعني حالة مرضية لفترة زمنية محددة، وغالباً ما تكون 6 أشهر أو تزيد قليلاً.

كذلك إذا لم يتم علاج هذه النوبة بالأدوية، ولم تحدث مضاعفات شديدة للشخص فيحصل شفاء تلقائي أو شفاء ذاتي من النوبة، ويرجع الشخص إلى حياته الطبيعية بالذات من ناحية الأعراض الرئيسة، وقد يتبقى بعض الأعراض الثانوية من الاكتئاب، ولكن الأعراض الرئيسية عادة تختفي ويرجع الشخص طبيعياً.

الإنتكاسة عادة تحدث عندما يتوقف الشخص عن تناول العلاج قبل 6 شهور هذا في حالة تناول علاج دوائي، فيسمى هذا انتكاسه وهو ظهور الأعراض مرة أخرى، ولكن إذا شفي الشخص من النوبة الاكتئابية لفترة من الوقت ولنقل مثلاً سنه وحدثة نوبة أخرى فنقول نوبة متكررة أي تكرر النوبة وليست انتكاسة لتلك النوبة المعينة هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى عادة ظهور الأعراض يحدث بعد فترة من التوقف عن تناول الدواء، وهذه الفترة في الغالب لا تقل عن أسبوعين وقد تكون بعد شهر أو شهرين من التوقف عن الدواء، الشيء الآخر الاكتئاب معروف بأنه قد يأتي نتيجة أحداث حياتية تعرض لها الشخص أو مشاكل شخصية، وقد ذكرت أنك تعاني من ضغوط في الحياة في آخر الاستشارة وهذا هو بيت القصيد والمشكلة الرئيسية، أي طالما كانت هناك ضغوط حياتية مستمرة فأنت عرضه لظهور الأعراض مرة أخرى.

هنا يكون الاستمرار في العلاج مهم إذا كان ليس هناك طريقة للتحكم في ضغوط الحياة أو التأقلم معها بصورة أو أخرى.

أما إذا تكلمنا عن البروزاك كعلاج، البروزاك علاج فعال للاكتئاب النفسي وعادة يبدأ في العمل بعد أسبوعين، ويحتاج الشخص إلى 6 أسابيع إلى شهرين حتى نقول أن الأعراض زالت بعد بداية الدواء، إذاً تحتاج إلى فترة من الوقت حتى نحكم على مدى فاعلية البروزاك أم لا، فأسبوعان ليست كافية.

والشيء الآخر طبعاً الجرعة تتراوح بين 20 مليجراما يومياً، ويمكن زيادتها إذا كان هناك تحسن جزئي إلى 40 مليجراما أي كبسولتين في اليوم أو حتى 60 مليجراما يومياً.

عليك الانتظار -أخي الكريم- فترة أسبوعين غير كافية لكي نحكم بأن البروزاك غير مفيد والشيء الآخر طالما أن هناك ضغوطا للحياة فقد تحتاج إلى علاج نفسي مع العلاج الدوائي وأهمية العلاج النفسي هنا لمساعدتك في التعامل مع ضغوط الحياة.

وفقك الله وسدد خطاك.

www.islamweb.net