أغمي علي فأصبت بعده بدوخة ودوار وصعوبة في المشي، ما تعليقكم؟

2017-04-27 01:05:55 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

في أكتوبر عام ٢٠١٥ سقطت مغميا علي في سوبرماركت لأول مرة في حياتي، وكان الإغماء لمدة 10 ثوان وبدون إنذار مسبق، وكأن الكهرباء انقطعت فجاة، سقطت على رأسي وضربته على الأرض بشدة.

ذهبت إلى المستشفى لإجراء أشعة مقطعية، وظهرت سليمة، علما أني كنت أعاني من ضغوطات نفسية وقلق بسبب الإقبال على الزواج، وفي نفس الليلة شعرت وكأنه سيغمى علي ثانية.

بعد شهر ذهبت إلى مجمع تجاري فشعرت بخفة في الرأس ودوخة، وتكرر الأمر أكثر من مرة وأسوأ من قبل، ومع مرور الأيام أصبحت أشعر بالدوار والدوخة وصعوبة في المشي.

ذهبت الى طبيب أعصاب ومخ، وتم عمل الرنين المغناطيسي في شهر نوفمبر عام ٢٠١٥، وتم التشخيص بالتصلب اللويحي، وتم إعطائي كورتيزون لمدة سبعة أيام، ولم أتحسن، بل ازداد الأمر سوءا.

سافرت إلى ألمانيا للاستشارة، وعرضت التقارير الطبية، وعملت الفحوصات، ولم يتبين إصابتي بالتصلب اللويحي، ونصحني الطبيب بمراجعة الطب النفسي.

في يناير عام ٢٠١٦ ذهبت لعيادة الطب النفسي، ووصفت لي الطبيبة زولفت ودواء آخر، لمدة عشرة أيام، وبعد سبعة أيام تحسنت بشكل كبير جدا، واستمررت على الزولفت لمدة ٤ شهور، وتوقفت عنه بدون استشارة الطبيبة.

في سبتمبر عام ٢٠١٦ شعرت بدوار شديد، ولم أستطع الوقوف، فشعرت بخفة في الرأس وصعوبة في التوازن، وقبل أسبوعين رجعت الأعراض، علما أن بعد الأكل تزيد الأعراض، وبعد ممارسة الرياضة تختفي لفترة قصيرة.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قد تؤدي حالة الإرهاق الشديد إلى الهبوط المفاجئ للضغط مما يؤدي إلى حالة السقوط وفقدان الوعي لعدة دقائق، يستعيد بعدها الجسم الوعي بعد إعادة توزيع السوائل والأملاح المعدنية في الجسم، خصوصا مع وضع المريض في حالة الرقاد ورفع الأقدام إلى الأعلى، وتناول بعض السوائل وملح الطعام؛ للعمل على رفع وضبط ضغط الدم.

واستمرار حالة عدم التوازن والخفة والدوار يحتاج إلى بعض الفحوصات البسيطة، مثل القياس المتكرر لضغط الدم وفحص صورة الدم وفحص فيتامين (د) وفيتامين B12 وعمل اختبارت التوازن، وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل، ولذلك من المهم زيارة طبيب أنف وأذن وحنجرة؛ للكشف الطبي، لأن بعض أمراض الأذن الداخلية تؤدي إلى حالة من الدوار والدوخة وعدم الاتزان.

وليس لتناول الطعام علاقة بالدوخة إلا في حال وجود جرثومة في المعدة، مما يؤدي إلى التهاب بها، وهي الجرثومة الحلزونية أو H-Pylori ويمكن تشخيصها من خلال فحص H-Pylori antigen، أو من خلال إجراء اختبار the urea breath test، وعند تشخيصه فإن له علاجا يسمى العلاج الثلاثي وهو معروف لدى الأطباء، ويتم تناول الدواء لمدة 15 يوما للقضاء على الجرثومة.

ومما يفيد حالتك هو تجنب حالة الإرهاق والسهر دون داع، وأخذ قسط كاف من النوم، والإكثار من السوائل وتناول المخللات مثل الزيتون والخيار المخلل والأجبان المالحة؛ لضبط الضغط، مع ضرورة النوم الجيد ليلا مدة لا تقل عن 7 ساعات، وعلاج فقر الدم إذا تبين وجود نقص في الهيموجلوبين عن طريق تناول الفيتامينات التي تحتوي على الحديد وعلى الأملاح المعدنية الضرورية للجسم، مع ضرورة تناول الغذاء الصحي السليم، مع ضرورة تناول كبسولات فيتامين (د) 50000 وحدة دولية كل أسبوع كبسولة واحدة، لمدة 2 إلى 4 شهور، وضرورة البعد عن التدخين والمدخنين، وممارسة قدر من الرياضة.

وفقك الله لما فيه الخير.
----------------------------------
انتهت إجابة: د. عطية إبراهيم محمد -استشاري طب عام وجراحة وأطفال-،
وتليها إجابة: د. عبدالعزيز أحمد عمر -استشاري الطب النفسي وطب الإدمان-.
----------------------------------
طبعًا من الأعراض التي ذكرتها ومن المشاكل التي بيَّنتها في رسالتك أنك واقع تحت ضغوط نفسية، وواضح أن السقوط والإغماء كان نفسيًا، ولا أدري هل أُصبت بنوبة هلع أم لا، ولكن البُعد النفسي واضح، وتكرار هذا السقوط والإغماء في المجمَّع التجاري نفسه أيضًا نفسي، لأنه ارتبط بالمجمع وبين الخوف من السقوط.

وكنتُ أحسبُ أنك سقطت على رأسك وحصل مشاكل في الدماغ ممَّا أثَّر على نتيجة الـ (MRI) أو (الرانين المغناطيسي)، ولكن الحمد لله ذهبت إلى استشاري في ألمانيا وطمأنك بأنه لا يوجد هناك اضطراب في الأعصاب، خاصة التصلب اللويحي.

إذًا المشكلة مشكلة نفسية، وعلاجها نفسي ودوائي، الزولفت أو اللسترال هو علاج فعّال، ولا أدري لماذا توقفت عن تناوله، وقد تحتاج إلى جلسات نفسية مع تناول اللسترال أو أي دواء مشابه له.

كون هذه الحالة تخف مع ممارسة الرياضة، هذا مفهوم، لأن الرياضة تؤدي إلى الاسترخاء، خاصة رياضة المشي، ولكن زيادتها مع تناول الأكل لا أجد لها تفسيرًا نفسيًا.

لذلك - أخي الكريم - أنصحك بأن تقابل طبيبًا نفسيًا مرة أخرى ليقوم بتقييم الحالة منذ البداية، من خلال أخذ تاريخ مرضي مفصَّل، عن كل ما حصل لك، أي منذ 2015 وحتى الآن، وعمل كشف للحالة العقلية من خلال المقابلة المباشرة، ومن ثمَّ سوف يصل إلى التشخيص المناسب، وإعطائك العلاج المناسب، إمَّا علاجًا دوائيًا أو علاجًا نفسيًا.

وفقك الله وسدد خطاك.

www.islamweb.net