أمي لا تهتم بي ولا بدراستي فولّد ذلك كراهية لها .. ما نصيحتكم؟

2017-11-15 02:05:20 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا شاب عمري 22 عاما، مشكلتي مع أمي فقد صارت تصرفاتها معي مختلفة منذ أن دخلت الجامعة لأول مرة.

أمي تسبب لي المشاكل مع الجيران، وأي شيء يحدث فأنا أتحمل الخطأ كاملا، وهي منذ ذلك الوقت أصبحت لا تهتم فيّ بأي شكل من الأشكال، لا تطبخ ولا تغسل الملابس، ولا تهتم في نظافة البيت.

في أول سنة جامعية قلت لنفسي، يمكن تكون مريضة، وأقسم بالله جلست معها وأتحمل كل تصرفاتها، حتى تركت دراستي، لكن بعدما تركت دراستي أصبحت هادئة ومرتاحة، وأنا أتذكر أني أول ما تركت الجامعة قالت: "هو ترك دراسته بنفسه، ليس منه فائدة، انقلوه لقسم ثان "، أقسم بالله أني وقت ما سمعت هذا الكلام أحسست مثل السكين في قلبي، بعدها جلست سنة كاملة بدون دراسة، ما رأيت منها أي اهتمام، فقط جالسة في البيت مثل الصنم.

إذا طلبت منها شيئا تعمله بعد مخاصمة ومشاكل، وتذهب للناس تقول: أنا فعلت وفعلت لولدي ( تتمنن )، صراحة لقد كرهتها ولا أطيق رؤية وجهها، وكان عندنا خادمة، فاتهمتني بالزنا عند أهلي، وتقول أني أنام معها، أقسم بالله أني لم أفعل شيئا للخادمة.

بعدها بفترة قصيرة الخادمة هربت، وأمي أصبحت لا تتواصل مع الناس، ولا تريد أحدا يزورها أو يتصل بها، وهذا أثر عليّ نفسيا.

هي لا تهتم بي، لكن إذا تكلم معها أحد، تأتي وتقول: ( أنا أحب ولدي وأريد مصلحته )، فقط أمام الناس ليقولوا أمه طيبة وولدها هو العاق، ولا يخاف الله فيها، بسبب كل هذه المشاكل، أصبحت عصبيا بشكل مفرط، وأصبحت أرفع يدي عليها، ولا أشعر بالندم لما أفعله: ( أنا لا أفتخر بهذه التصرفات )، والله العظيم حتى اسم أمي صار ثقيلا على لساني.

أريد مساعدتكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
الذي استشفيته من استشارتك أن والدك متوفى، أو أنه طلق أمك، وأنت تعيش مع والدتك؛ لأنك لم تذكر أي دور لوالدك.

لا ينبغي أن تتعامل مع والدتك بهذه النفسية؛ فهي سبب في وجودك في هذه الحياة، والله تعالى قد أمرنا بأن نحسن للوالدين وقرن الإحسان إليهما بتوحيده وعبادته فقال تعالى: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ)، وقال: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)، كما أمرنا بالإحسان إليهما حتى لو كانا مشركين فقال تعالى: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖوَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا).

لا بد أن تعرف الأسباب التي جعلت أمك تعاملك بهذه الطريقة؛ لأنه إن عرف السبب بطل العجب، وأمكن بإذن الله إصلاح العطب).

يمكن أن تتوصل لمعرفة الأسباب عن طريق من تثق بهن أمك من معارفها؛ لأنها لا يمكن أن تبوح بأسرارها إلا لأناس مخصوصين، وليكن ذلك بطريقة حكيمة بحيث لا تشعر والدتك أنك من طلب منهن التعرف على تلك الأسباب.

اجتهد في بر أمك والإحسان إليها وتحمل تصرفاتها واحتسب الأجر عند الله تعالى واصبر فالصبر عاقبته خير، وإياك أن ترفع صوتك عليها فضلا عن يدك! يقول تعالى: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا).

قم بمساعدة أمك في بعض أعمال المنزل كالنظافة مثلا واغسل ملابسك بنفسك، فذلك قد يدعوها لتعود إلى نشاطها مرة أخرى، ولعلك تدرك أن من علامات قيام الساعة أن يتأمر الولد على أمه كما ورد في الحديث الذي ذكر علامات الساعة، فقال عليه الصلاة والسلام: (أن تلد الأمة ربتها)، أي أن يصبح المولود هو الآمر والناهي على من ولدته.

قد يكون من المبررات والأسباب أن أمك تريد منك أن تخوض في مضمار العمل، وتكتفي بإتمامك للثانوية العامة.

الذي أنصحك به أن تشق طريقك بنفسك فقد أصبحت رجلا، وأن تعود لمواصلة دراستك الجامعية في القسم الذي ترى نفسك ستبدع فيه، وعليك أن تقوم بخدمة نفسك بنفسك فيما لو عادت أمك لنفس الأسلوب.

اشحذ عزيمتك وكن مصرا على إكمال دراستك، ونيل أفضل الدرجات وأحسن التخصصات، فالإبداع يتولد من رحم المعاناة، ومن كانت بدايته محرقة كانت نهايته مشرقة.

الزم الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك من أسباب تفريج الهموم، ففي الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذاً تكف همك، ويغفر ذنبك).

أكثر من تلاوة القرآن وحافظ على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك يقول تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).

لكي تقوم بما تحتاجه من الأعمال حافظ على أذكار النوم، ومنها أن تسبح الله 33 وتحمده 33 وتكبره 34، فهذا الذكر أوصى به نبينا عليه الصلاة والسلام ابنته فاطمة وزوجها علي بن أبي طالب حين جاءت فاطمة تطلب منه خادما، فقال لها ولزوجها: (ألا أعلمكما خيرا مما سألتما إذا أخذتما مضاجعكما أن تكبرا الله أربعا وثلاثين، وتسبحاه ثلاثا وثلاثين، وتحمداه ثلاثا وثلاثين فهو خير لكما من خادم، قال علي ما تركته منذ سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم قيل: له ولا ليلة صفين قال: ولا ليلة صفين)، فإن داومت على ذلك أعانك الله على قضاء أعمالك بنفسك دون الحاجة إلى معين سوى الله تعالى.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك التوفيق والإعانة.

www.islamweb.net