مريض نفسي وأريد دواء مفعوله قوي، فبماذا تنصحونني؟

2017-12-12 01:08:49 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أولا: الشكر وكل الشكر إلى الطبيب المتألق دائما الدكتور/ محمد عبد العليم، على ما تقدمه لنا من خدمه على هذا الموقع الطيب، جعله الله في ميزان حسناتك.

أنا أعاني من القلق النفسي الحاد، وأريد منك دكتور أن تصف لي دواء يكون مفعوله قويا جدا، ولا يسبب ضعفا جنسيا، ولا زيادة في الوزن، ويكون متوفرا في الأردن .

علما أنني استخدمت الدينيكست، واستخدمت الدوجماتيل، واستخدمت الليبراكس، ولكن لم أستفد منها شيئا، فأرجو منك أن تصف لي دواء مفعوله أقوى من الأدوية السابقة، ولو أمكن أن أتناوله عندما يشتد علي القلق، وليس بشكل دائم.

وعندي سؤال خارج عن الموضوع، هل دواء سوليان بجرعة 100ملجم يفيد في علاج القلق؟

وشكرا لك.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Khaled حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك - أخي الكريم - في الشبكة الإسلامية، وأشكرك على كلماتك الطيبة، وبارك الله فيك، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعًا.

أخي الكريم: هذا الذي وصفته بالقلق الحاد أريدك أن تستفيد منه، أريدك أن تُحوّله إلى قلقٍ إيجابي ونافع، إن لم تستطع أن تحوله جميعه على الأقل جزء منه، والقلق نحوله إلى قلق نافع وإيجابي من خلال: الانخراط في أنشطة مختلفة، وأن نُحسن إدارة الوقت، وأن نمارس الرياضة، وأن نعبِّر عن ذواتنا، ولا نكتم. بهذه الكيفية يستطيع الإنسان أن يتخلص من جزء كبير جدًّا من القلق السلبي وغير الإيجابي.

ويا أخي الكريم: النوم الليلي المبكر أيضًا فيه فائدة كبيرة جدًّا للإنسان ليُقلِّل من حِدة القلق الذي يُعاني منه، كما أن تجنُّب أو على الأقل التخفيف من شرب الشاي والقهوة وكل محتويات الكافيين، هذا أيضًا يُقلِّل كثيرًا من القلق، التعبير عن الذات وعدم الكتمان أو ما نسميه بالتفريغ النفسي أيضًا فيه خير كبير وكثير جدًّا، قراءة القرآن بتؤدة وإجادة وتجويد يُريح النفس كثيرًا ويزيل القلق وكذلك التوتر.

أخي: لابد أن تتدرب تدريبًا كاملاً وشاملاً على تمارين الاسترخاء، وأريدك أيضًا - أخي - أن تطِّلع بتمعن على بعض الكتب، مثل كتاب دانيل كارنيجي (دع القلق وابدأ الحياة)، وهو كتاب قديم معروف وجيد.

هذه هي الخطة العلاجية التي يجب أن تتبنَّاها، والتي أراها مفيدة بالنسبة لك.

أما بالنسبة للدواء: أنا أرى في حالات القلق الحاد مضادات الاكتئاب هي الأفضل، ودواء مثل الـ (تفرانيل) والذي يُسمَّى (إمبرامين) هو دواء قديم لكنه مفيد، مفيد جدًّا في مثل هذه الحالات، لكن لا تحتاجه بالجرعة المضادة للاكتئاب، إنما بالجرعة التي تفيد في القلق الحاد، يعني: جرعة خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا، تتناولها صباحًا لمدة أسبوعين مثلاً، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا صباحًا لمدة أسبوعين، بهذه الكيفية تكون قد أكملت شهرين على الدواء، بعد ذلك يمكن أن تتوقف منه وتستعمله عند اللزوم يوميًا لمدة أسبوع مثلاً.

الهدف من أن تتناول الدواء لشهرين متتاليين هو من أجل بناء قاعدة علاجية صلبة ورصينة وقوية، هذا - أخي الكريم - أفضل كثيرًا، وتوجد أدوية أخرى، مثلاً: عقار (ترازيدون) أيضًا وجدتُّه مفيدًا جدًّا بالرغم من أنه مضاد للاكتئاب النفسي، لكن بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً فيه فائدة كبيرة جدًّا، وهو لا يُسبب ضعفا جنسيا، على العكس بل يحسِّن الأداء الجنسي. أما بالنسبة لزيادة الوزن فإن حدثت فهي بسيطة جدًّا، ويمكن التحكُّم فيها.

عقار (فلوبنتكسول) والذي يُسمَّى تجاريًا (فلوناكسول) وهو شبيه لدرجة كبيرة لعقار (ديناكسيت) أيضًا دواء مفيد جدًّا لعلاج القلق، وأنا لدي الكثير من الإخوة والأخوات الذين يتناولونه، وبجرعة صغيرة، نصف مليجرام صباحًا ومساءً مثلاً لمدة ثلاثة إلى أربعة أيام، ثم يمكن التوقف عنه، وهو دواء لا يحتاج لأي نوع من الاستعمال البروتوكولي، يعني: ليست هناك جرعة تمهيدية أو جرعة استمرارية، دواء يمكن استعماله ببساطة شديدة على النهج الذي ذكرته.

بعض الناس قطعًا يتناولون مكوّنات البنزوديزبينات، هي مضادات قوية جدًّا للقلق، لكني لا أحبها ولا أنصح بها كثيرًا، لأنها قد تؤدي إلى التعود والإدمان. من أكثرها شيوعًا استعمال عقار (زاناكس)، والبعض يستعمل أيضًا عقار (ريفوتريل) والذي يُعرف باسم (كلونازبام)، لكن كما ذكرتُ لك - أخي الكريم - تجنُّبها أفضل.

السوليان دواء ممتاز جدًّا لعلاج القلق لكنه يؤدي إلى زيادة الوزن، والجرعة التي تُعالج القلق هي حوالي خمسين إلى مائة وخمسين مليجرامًا في اليوم.

وللفائدة راجع العلاج السلوكي للقلق: (261371 - 264992 - 265121).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net