أعاني من الإحباط والعزلة رغم دعم الآخرين لي، فهل يمكنكم مساعدتي؟

2018-09-03 07:17:17 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو منكم مساعدتي في التغلب على ما أعانيه، فأنا أعاني من الإحباط والشعور بالفشل، والميل إلى العزلة، على الرغم من أنني أحظى بحب المحيطين بي من أهل وأصدقاء وجيران وزملاء في العمل، ومع ذلك أشعر بالفشل في حياتي العملية والأسرية -تجربة زواج فاشلة-، وأخشى أن يزداد الأمر ويصل إلى فكرة الانتحار.

وشكرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ kareem حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يذهب همك وغمك، وأن يصلح لنا ولك الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.

لا شك أن حب المحيطين بك لك من أكبر دلائل التوفيق والخير، والناس شهداء الله في أرضه، وأرجو أن يكون في ذلك سبب للانشراح والارتياح، واحمد الله الذي جعلك محبوبا بين إخوانك، وسله سبحانه أن يحبب لك الصالحين منهم.

قد وجد إبراهيم بن أدهم شاباً مهموماً مغموماً يقف على قارعة الطريق، فقال له الإمام: يا هذا رزقك هذا هل يأكله غيرك؟ فقال الشاب: لا، قال فأجلك هذا هل يستطيع أحد أن يزيد فيه أو ينقص منه؟ قال: لا، فقال: يا هذا الكون هذا ملك لله فهل يحدث في كون الله ما لا يريده الله؟ قال الشاب: لا، فقال الإمام: ففيما الهم إذن؟ فانصرف الشاب ضاحكاً راشداً.

قد أحسن من قال: يا صاحب الهم إن الهم منفرج .. أبشر بخير فإن الفارج الله.

مما يعينك على الخروج من الإحباط وتوابعه ما يلي:
1- اللجوء إلى كاشف الضر سبحانه.

2- فهم حقيقة الدنيا، وأنها جبلت على كدر، وأنت تريدها صفوا من الأكدار والأقذاء، ومكلف الأيام فوق طباعها متطلب في الماء جذوة نار.

3- ترك البكاء على اللبن المسكوب، لأن البكاء لا يرد اللبن ولا يفيد، والمؤمن لا يقول لو كان كذا كان كذا، ولكنه يردد في يقين: قدر الله وما شاء فعل، ويوقن أن لو تفتح عمل الشيطان.

4- لا تفكر في عبور الجسر قبل الوصول إليه، لأن التفكير في الأمور قبل حلول وقتها يتعب، والمؤمن يفعل الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب، وعلى المرء أن يسعى وليس عليه إدراك النجاح، والسعيد يؤدي ما عليه ثم يرضى بما يقدره مالك الأكوان.

5- النظر إلى العطايا والمنن التي وهبها الوهاب، كلما ذكرك الشيطان بما هو مفقود، وتذكر أن نعم الله مقسمة، وكلنا صاحب نعمة، والسعيد هو من يتعرف على نعم الله عليه، ثم يؤدي شكرها لينال بشكره المزيد.

6- عدم إطالة الوقوف عند السلبيات، والاكتفاء بأخذ العبر منها والعظات.

7- النظر إلى من هم دوننا، وأقل منا في كل أمور الدنيا، كي لا نزدري نعم الله علينا.

8- تجنب العزلة، لأن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد.

9- التعوذ بالله من الشيطان همزه ونفخه ونفثه، وتجنب الأفكار السالبة والتي منها فكرة الانتحار، ففي الانتحار خسارة الدنيا والآخرة.

10- الإكثار من ذكر الله، وخاصة الاستغفار، ودعوة يونس -عليه السلام- مع المواظبة على الصلاة والسلام على رسولنا الإمام.

11- تقوى الله في السر والعلن، ففي تقوى الله القبول وتيسر الأمور، وبها بعد توفيق الله الخروج من الورطات، ووفرة الأرزاق والخيرات.

نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبنا وذنبك، ونسعد بتواصلك مع موقعك.

www.islamweb.net