أتعرض لحالة خوف وعدم الراحة أثناء القيادة، فما تشخيص حالتي؟

2018-10-11 07:06:14 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله كل خير على ما تقدمونه للإسلام والمسلمين.

منذ ثلاث سنوات كنت أعاني من بعض القلق أثناء قيادة السيارة، وكان القلق عبارة عن شهيق وزفير، وكنت أقود لمسافات طويلة، ولا أخشى السرعة ولا المرتفعات، وبعد مرور عامين صرت أتعب من الطرق السريعة، فصرت أتنفس بقوة كل ثانية، وبعد شهور أصبحت لا أستطيع بلع ريقي إذا كنت على طريق سريع واسع، وتطورت الأمور إلى إني لا أصعد أي جسر، ولا أبلع ريقي، ولا أستطيع الشرب أثناء القيادة، ولا أستطيع التحدث في الهاتف، ولا التحدث إلى من بجانبي، وأغلق الراديو لأنه يشتت تركيزي، ولا أستطيع التوقف عن الترميش، فأغلق عينيّ وأفتحهما بسرعة وكأني أغمز.

كل هذه الأعراض تحدث في الحالات التالية: قيادة السيارة على جسر، أو في نفق، أو طريق سريع، صعود جسر المشاة، الوقوف على مكان مرتفع أو سطح، التحدث وقت طويل مع أحد والتركيز والنظر في عينيه، الانفعال فرحا أو حزنا أو الضحك بعمق.

ذهبت إلى طبيب نفسية وعصبية، وقمت بعمل صورة دم كاملة، وظائف كبد وكلى، ماغنسيوم وكالسيوم، رسم قلب إيكو، رسم مخ، أشعة مقطعية على المخ، رنين مغناطيسي على المخ، وكانت جميع الفحوصات سليمة، ما عدا رسم المخ، حيث تبين وجود كهرباء زائدة، علما أني لا أعاني من صرع ولا تشنجات ولا اضطراب عصبي، وفي فحص الدم تبين أن نسبة الهيموجلوبين 18.5.

أخبرني طبيب الباطنية أن هذه النسبة تسبب عدم الإحساس بالراحة، وبعض الاضطراب العام، وطلب مني التبرع بالدم حتى تخف الأعراض، أما طبيب النفسية والعصبية، فأخبرني أنها حالة خوف من المرتفعات، مع بعض التوتر والقلق، مع نسبة زيادة كهرباء المخ، ووصف لي إنتابرو 10 ملجم 1/2 حبة بعد الإفطار يوميا لمدة 4 أيام، ثم حبة كاملة من اليوم الخامس ولمدة شهر، وأيضا عقار ديباكين 1/2 حبة كل 12 ساعة، علما أني لم أبدأ بالعلاج بعد.

هل أنا الآن على الطريق الصحيح؟ وهل هذه العقاقير آمنة؟ وهل هناك فرصة للتعافي والخروج من هذه المشكلة بهذا العلاج؟ وهل ما قاله طبيب الباطنة صحيح؟

شكرا جزيلا، وأعتذر على الإطالة.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على ثقتك في الشبكة الإسلامية – أخي الكريم – وقد اطلعتُ على رسالتك والأعراض التي أشرت إليها والتي تنتابك في الغالب حين قيادة السيارة تحت ظروف مُعيَّنة أو في أماكن معيَّنة: دليل على وجود نسبة بسيطة جدًّا من قلق الرهاب، وعليك – يا أخي – بالمعالجات السلوكية، والتي أهمها: أن تُحقّر فكرة الخوف.

من خلال التأمُّل والتدبُّر في نفع هذه السيارة، وما تُقدِّمه لنا، وكيف صُنعت؟ ومَن هؤلاء الذين اخترعوا مثل هذه الاختراعات (السيارة والطيارة والقطار والدراجة البخارية، ... وهكذا)، كيف اخترعوها لأول مرة وكيف كانت بدايات تلك الاختراعات وكيف صارت وتطورت، بالتدبُّر والتأمُّل حول السيارة ذاتها وإيجابياتها العظيمة وكل التطورات الهائلة التي طرأت على صناعة السيارات، هذا – يا أخي الكريم – يجعلك تقترب كثيرًا من إلْفَة السيارة، بالرغم من أن الخوف ليس جُبنًا، لكن التغرب من الشيء والابتعاد عنه يجعل الإنسان في حالة قلق وخوف ورهبة منه في بعض الأحيان، فإذًا تأمَّل في السيارة، وهذا يكون بنوع من التدبُّر.

الأمر الثاني: تدرَّب على تمارين الاسترخاء، وإسلام ويب لديها استشارة رقمها (2136015) أرجو أن ترجع إليها وتطِّلع على تفاصيلها، وتُطبِّق ما ورد فيها من محتوى، وسوف يفيدك كثيرًا.

الأمر الثالث: أكثر من قيادة السيارة في أماكن متفرقة، وهذا نُسمِّيه بـ (التعريض)، يعني: عرِّض نفسك بكثرة لمشاوير قصيرة متعددة، ابدأ بهذا، وهذا -إن شاء الله تعالى- يُساعدك كثيرًا.

النقطة الرابعة: حاول أن تقود السيارة وأنت في حالة استرخاء جسدي ونفسي، هذا مهمٌّ، ولكن حين تكون مُتعبًا جسديًّا أو نفسيًّا هذا قطعًا يجعلك عُرضة للأعراض التي تحدَّثتَ عنها، وأثناء القيادة – أخي الكريم – حاول أن تقرأ شيئًا من القرآن، تسبِّح، تستغفرْ، تُصلِّي على الرسول -صلى الله عليه وسلم-، هذه – يا أخي – أمور عظيمة ومفيدة، وعليك أن تحرص على دعاء الركوب، دعاء عظيم، دعاء يعطيك فعلاً شعورًا كبيرًا بالطمأنينة.

هذه هي الآليات العلاجية التي ذكرتها لك أمور إرشادية مهمّة جدَّا أرجو ألَّا تهملها.

أما بالنسبة للدواء، فالدواء الذي أُعطي لك صحيحًا، ولا تنزعج لموضوع تخطيط الدماغ، الطبيب ما دام لا توجد بؤرة صرعية، إنما هي اختلافات بسيطة في التخطيط الكهربائي، فلا تنزعج لهذا الأمر، ويمكن أن تُعيد هذا التخطيط بعد ستة أشهر من الآن.

علاج دباكين: دواء جيد، الطبيب ربما أعطاه لك بهذه الجرعة حتى يرجع تخطيط الدماغ لوضعه الطبيعي، أما عقار (إنتابرو) - وهو الاستالوبرام - فهو دواء رائع جدًّا، وسليم، وفاعل، ومضاد للمخاوف، وفي فترة من الفترات إذا طلب منك الطبيب أن ترفع الجرعة إلى عشرين مليجرامًا فلا تتردد في ذلك – أخي الكريم – لأن عشرين مليجرامًا يوميًا هي الجرعة العلاجية، بعدها يمكن أن يُخفّض الجرعة إلى عشرة مليجرامات، وهي الجرعة الوقائية.

فرصك عظيمة جدًّا في التعافي، وأنت لست مريضًا أصلاً – أخي الكريم – هذه مجرد ظاهرة، وما قاله لك طبيب الباطنية صحيح حول ارتفاع الهيموجلوبين، لكن إذا كنت من المدخنين يجب أن تتوقف عن التدخين فورًا، وراجع طبيبًا مختصًّا في أمراض الدم، هذا أفضل -أخي الكريم-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net