أشعر أنني أعيش في الأحلام وليس في الواقع!

2018-12-23 06:59:12 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من الخوف والضيق في التنفس والأفكار المزعجة، مثلا: بعض المرات أقول لماذا أنا موجود في هذه الدنيا؟ أشعر أنني أعيش في الأحلام وليس في الواقع! وأخاف أن أصاب بالجنون أو الاختناق، وأموت! لا أستطيع الخروج من البيت بمفردي، بمجرد أن أخرج بمفردي يأتيني ضيق في التنفس، وخوف وخفقات القلب ودوخة، أشعر بالحزن والملل، ذهبت للطبيب النفسي ووصف لي دواء prozac و medizapin وzepam و larouxel 2 هل هذا الدواء يصلح لحالتي؟ وهل prozac يذهب عني هذا الخوف؟

ساعدني يا دكتور بارك الله فيك، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي يظهر لي هو أنك تعاني من قلق المخاوف، ولديك أيضًا وساوس، نوعية الأفكار التي تطرحها على نفسك وتدخل في تحليلها وتفسيرها هي أفكار وسواسية، وهذا يُدعم الخوف لديك والانغلاق على نفسك، وتُصاب بما يعرف بقلق المخاوف التوقعي، أي أنك تضع أفكارًا افتراضية هي التي تعوقك من الذهاب إلى المسجد أو الخروج.

فلابد أن تحطّم هذا الفكر وتفتّته من خلال تحقيره، أنت لست بأقل من الناس في أي شيء، فلماذا تعطّل نفسك بهذه الكيفية.

اخرج من المنزل، توكل على الله، واستعن به، واقرأ دعاء الخروج من المنزل، وسمِّ الله تعالى، وادعُ بما ورد: (اللهم إني أعوذ بك من أن أضِّل أو أُضل، أو أزِلَّ أو أُزَلَّ، أو أظْلِمَ أو أُظلَم، أو أجهل أو يُجهل علي)، (بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله)، درِّب نفسك على تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفُّس التدرّجي، أن تملأ صدرك بالهواء ثم تُخرجه بقوة وببطء، هذه التمارين مفيدة جدًّا، نحن أوضحناها في استشارة بالموقع تحت رقم (2136015)، أرجو أن ترجع لتلك الاستشارة، وتتعلَّم منها كيفية تطبيق هذه التمارين.

ليس هنالك - أخي الكريم - ما يمنع أن تستصحب شخصًا معك في بداية العلاج التعرّضي، أحد الأصدقاء أو أحد إخوانك، لا أقول دائمًا، لكن من وقت لآخر استصحب أحدهم معك، وبعد ذلك تعلَّم أن تذهب لوحدك.

والذهاب للواجبات الاجتماعية وتلبيتها مهمٌّ جدًّا، وهو الذي يُعلِّم الإنسان حقيقة كيفية التخلّي عن الخوف والقلق والوسوسة، أن تُشارك الناس في أفراحهم، أن تذهب لتقديم واجبات العزاء، أن تزور المرضى في المستشفيات، أن تصل رحمك، أن تصلِّ مع الجماعة في المسجد... حين يكون الهدف واضحٌ وجليّ - أي الهدف من الخروج - هذا يُدعم مقدرتك على الخروج ويجعلك تُحقّر فكرة الخوف.

العلاج الدوائي يُساعد ويساعد كثيرًا، والأدوية متشابهة ومتقاربة، لكن عقار زيروكسات ربما يكون هو الأفضل، والزيروكسات CR يُسمَّى علميًا (باروكستين)، يمكن أن تتناوله بجرعة 12.5 مليجرام، وبعد أسبوعين اجعل الجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا، وبعد شهر اجعلها سبعة وثلاثين ونصف مليجرامًا، وهذه هي الجرعة العلاجية، تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى خمسة وعشرين مليجرامًا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعلها 12.5 مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك اجعل الجرعة حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم حبة مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا التدرُّج في تناول الدواء تدرّج ممتاز للاستفادة الكاملة من هذا الدواء، ولا داعي للفلوكستين.

يمكن أيضًا أن تتناول جرعة صغيرة من عقار (إندرال)، والذي يُعرف علميًا باسم (بروبرالانول)، هو أحد كوابح البيتا الممتازة جدًّا، التي تجعل الإنسان لا يستشعر تسارع ضربات القلب، أو التعرُّق مثلاً، والجرعة هي عشرة مليجرام صباحًا، وأخرى مساءً لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله.

في بدايات العلاج أيضًا قد ننصح باستعمال عقار (زاناكس) والذي يُسمَّى علميًا (ألبرازولام)، هو أفضل كثيرًا من الزيبام واللوارزبام والميدزولام، لكن يجب ألَّا تستعمله بجرعات كبيرة، ربع مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم ربع مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوع، ثم تتوقف عن تناوله.

إذًا هذا هو الذي أنصحك به، واجتهد وقاوم وحقّر فكرة الخوف، هذا أمرٌ مهمٌّ جدًّا، وأرجو أن تلتزم بتناول الدواء؛ لأن هذا ضروري للحصول على الفعالية الكيميائية الكاملة للدواء.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

www.islamweb.net