أعاني من وساوس في التفكير ورهاب، أريد دواءً

2019-08-07 02:46:37 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أعاني من وساوس في التفكير، ورهاب، وأنا جديد في موريتانيا، فأريد أن تصف لي مشكورا دواء من فئة الأدوية المثبطة لاسترداد السيروتين يكون متوفرا هنا في نواكشوط مع الجرعة التي توصي بها، أو تخبرني بأسماء أفضل الأدوية والجرعة المناسبة، وأنا سأبحث عنها، وأرى إن كانت موجودة؛ لأن بعض الأدوية سألت عنها، فلم أجدها.

بارك الله فيكم.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية.

رسالتك مقتضبة وإن كنت قد أوضحتَ فيها بعض المعالم الرئيسية وما تعاني منه، حيث إنك تعاني من وسواس في التفكير ورهاب.

نحن دائمًا نحرص أن يكون التشخيص تشخيصًا دقيقًا، وهذه المعلومات ليست كافية؛ لأن الوسواس يمكن أن يكون عرضًا أو يكون مرضًا، وكذلك الرهاب (الخوف) يمكن أن يكون مجرد عرض بسيط وعابر، أو يكون مرضًا يستوفي المعايير التشخيصية المعروفة في التشخيصات العالمية.

الذي أنصحك به هو أن تذهب إلى طبيب نفسي، يوجد أطباء نفسيون في موريتانيا، ومقابلة الطبيب لمرة أو لمرتين ستكون كافية جدًّا، وذلك من أجل التأكد من التشخيص، كما أن الطبيب الذي يعمل في موريتانيا لابد أن يكون على اطلاع وعلم ودراية بالأدوية الموجودة والأدوية التي سوف تفيدك، فأنا أدعوك حقيقة لأن تقابل الطبيب، وذلك لتأكيد التشخيص ولإعطائك الدواء المناسب.

مجموعة الأدوية المثبطة لاسترداد السيروتونين معروفة، وهي كثيرة جدًّا، تبدأ بالبروزاك وتنتهي بالسبرالكس مثلاً.

البروزاك دواء جيد، ودواء ممتاز جدًّا لعلاج الوسوسة، وإن كان ليس الدواء الأمثل لعلاج الخوف، لكنه يفيد أيضًا في نهاية الأمر. السبرالكس - وهو الاستالوبرام - دواء يفيد، يفيد في الاكتئاب، ويفيد في الوساوس والمخاوف... وهكذا.

إذًا الأدوية موجودة، وأنا متأكد أنها موجودة في موريتانيا، ربما لا تجدها تحت مسمَّاها التجاري، لكن يمكن أن تبحث عنها بمسمَّاها العلمي، وكما ذكرتُ لك الذهاب للطبيب سوف يختصر عليك الطريق تمامًا، اسأل عن طبيب نفسي واذهب إليه، هذه نصيحتي الأساسية لك.

كما ذكرتُ لك، اطمئن، الأدوية متوفرة، ولابد أيضًا أن تبذل جهدًا لتحقير هذه الوساوس وعدم التفاعل معها، وعدم حوارها أو نقاشها أو تحليلها؛ لأن ذلك هو الذي يجعلها أكثر تمكُّنًا واستحواذًا، والرهاب يجب أن يُخترق، يجب أن تكون شخصًا مِقْدامًا، تُحقّر فكرة الخوف، ولا تتردد أبدًا، وأنا أؤكد لك أنه لن يحدث لك أي مكروه.

من الأشياء التي تعالج الرهاب وحتى الوسوسة هو الصلاة مع الجماعة، الصلاة مع الجماعة فيها خير كثير خاصة في الصف الأول، الإنسان يقف أمام ربه في خشوع، وهذا في حدِّ ذاته يزيل الرهبة والخوف، الخوف الوحيد هنا يكون من الله تعالى، وفي ذات الوقت يكون العبد عائشًا تحت الأمل والرجاء ويرجو رحمة الله، هذا جانب.

الجانب الآخر: نحن دائمًا نوصي بحسن التواصل الاجتماعي، نعم أنت جديد في البلد، لكن أنا متأكد أن البلد بلد إسلامي وبلد طيب، وسوف تجد صحبة طيبة فيه، مارس أي نوع من الرياضة، رتّب وقتك، والغرض الذي أتيت له إلى موريتانيا لابد من أن تحرص على إنجازه، وأن تُثمر -إن شاء الله- جهودك في نهاية الأمر، كن إيجابيًا في كل شيء، في أفكارك، في سلوكك، وفي أفعالك.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

www.islamweb.net