أشعر بالإحباط الشديد ولا أجد طعماً للحياة، فماذا أفعل؟

2020-01-21 04:26:30 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

كنت قد عملت مدخلة بيانات في إحدى الشركات وتحسنت علاقاتي الاجتماعية للأفضل، وبدأت تدريجيا أمحو عزلتي وانطوائي ولكن بطبيعة شخصيتي الحساسة تعرضت لمواقف سيئة من زملائي أدت لمشاكل ضغطت علي نفسيا حتى تركت العمل، فأنا منهارة تماماً؛ لأنني لم أكن أريد تركه لأنني ليس لدي أي دخل غيره، وكل قرش ادخرته من هذا العمل كنت أعيش به حياة كريمة، وأطور مهاراتي العلمية، كإكمالي دراسة الجامعة، وتعلم اللغات كي ألحق بعمل أفضل، ولكن عزة نفسي كانت أغلى علي منه، وخصوصا بعد ما لجأت لصاحب العمل ولم ينصفني.

فمنذ الاستقالة وحتى الآن أشعر بالندم للتخلي عن وظيفتي؛ لأنني بحثت كثيرا ولم أجد فرصة عمل تناسبني ولو بنصف راتب الوظيفة السابقة مع أن مهاراتي أعلى بكثير ممن أتقدم لهم من الوظائف، حتى أصبحت أشعر بالإحباط والضيق ولم يعد لي أي طاقة.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به وأن يصلح الأحوال وأن يحقق لنا ولك السعادة والآمال.

نبشرك بأن من تركت شيئاً لله يوشك ربنا الكريم أن يعوضها خيراً، فاعلني رضاك وأقبلي على ربك ومولاك، وعمري قلبك بتوحيده ومراقبته واشغلي لسانك بذكره، واستبشري بقول الله (إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما أخذ منكم...)، وقد صدقت فلا شيء أغلى من عزة النفس بعد الإيمان بالله فلا تندمي ولا تحزني وثقي بأن لكل أجل كتاب وتذكري أن الرزق بيد الله، وأن علينا السعي والحركة، وتسلحي بالقناعة ورددي ما قاله الشافعي رحمة الله عليه:
أنا إن عشت لن أعدم قوتاً ** أنا إن مت لن أعدم قبرا
همتي همة الملوك ونفسي ** نفس حر ترى المذلة كفرا

وأرجو أن تنظري للأمام، واستقبلي الحياة بأمل جديد وثقة في ربنا المجيد، ولا تقولي لو أني فعلت كذا كان كذا ولكن رددي بلسان أهل الإيمان قدر الله وما شاء فعل لأن لو تفتح عمل الشيطان.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، واستمري في التواصل مع موقعك وتواصلي مع الصالحات، واطلبي مساعدة محارمك وافعلي الاسباب ثم توكلي على الكريم الوهاب، ونكرر الترحيب بك في موقعك ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يكتب لك التوفيق والسداد.

وللفائدة راجعي الاستشارات المرتبطة: (234086 - 2349095 - 2161502 - 2269817 - 2117098).

والله الموفق.

www.islamweb.net