كيف أبر أمي وأقوم بحقوقها؟

2020-06-22 03:10:56 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم..

أنا بنت عمري 17 سنة، كتومة جدا، ولا أتكلم كثيرا، أواجه مشاكل مع أمي، أحس بأنها لا تحبني مثل بقية إخوتي، فهي لا تتكلم معي كثيرا، ولا تسألني عن أحوالي سواء رأتني أبكي، أو حزينة، فهي تهملني، ولا تكلف نفسها أن تقول لي : "ما بك يا ابنتي؟"، كما أنها توبخني على أتفه الأسباب، فهي عصبية جدا، حتى وصلت لدرجة أنها تضربني إن وبخت إخوتي، ومع ذلك فإنني أحرص على طاعتها وأصبر على أذيتها لي، ولا أرضى أن يحل بها مكروه، فأنا أخاف من عدم رضاها عني، ولكن بدأ صبري ينفد، ولم أعد أعلم كيف أتصرف وأتعامل معها، فانصحوني.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا ومرحبا بك -ابنيتي الجميلة الحنونة- حنان، حفظك الله من كل سوء.

أُحيي فيك حرصك على رضى والدتك، وهذه نعمة عظيمة تستحق الشكر، قد يكون سبب عصبية والدتك عليك هي بعض الأمور أو السلوكيات السلبية التي قد تبدو في نظرك بسيطة بينما هي عندها أمر عظيم، فاجلسي معها جلسة ودية، وأخبريها بما تشعرين به حيالها وحيال قسوتها، واسأليها عن سبب غضبها منك، وعن الأمور التي تزعجها.

احمدي الله على نعمة وجودك في بيت مستقر، سنوات قليلة ستتزوجين وتفترقين عنها، وستكتشفين أن التصرفات التي كانت تزعجك بسيطة لا تستحق أن تحول الحياة لنكد وحزن، فوالدتك تغضب منك ربما لأنها توقعت أكثر مما هو لديك، لهذا كل ما عليك أن تتجنبي مواجهتها، وتبتعدي عنها أثناء غضبها، وتتجنبي استفزازها لك.

انسي لها غضبها واستفزازها واسبقيها إلى العفو والتسامح؛ فالصفحُ مهم جدًّا لصحتك النفسية؛ فمشاعر الاستياء والغضب والكراهية مُدَمِّرة للروح، ومدمرة للجسد، ومُبَدِّدة لطاقة العقل.

تجاهلي كلامها السلبي، وتفاعلي معها عندما تكون إيجابية معكم، واعلمي بنيتي أن الصبر على أذى الوالدة من أعظم البر بها، وتذكَّري ألا يعلو صوتك في حضرتها حين تهاجمك بقول أو فعل قد لا يعجبك، وتسلّحي بالذّكر والاستغفار؛ لئلا تقعي في عقوقها في تلك اللحظات التي قد ينفذ الشيطان إلى قلبك خلالها؛ ليقْتَنِصَها ويدخلك في دائرة العقوق.

أشغلي نفسك بتعلم النافع والمفيد، والتسلي بالمباح، مثلاً: أشغلي نفسك بقراءة الكتب المساعدة لتطوير شخصيتك، ممارسة الرياضة والهوايات مع الإخوة.

وتذكري أن للأم ثلاثة حقوق؛ لأنها عانت من آلام الحمل، وآلام الوضع، وآلام الحضانة والرَّضاعة ما لم يُعانه الأب، وإنَّ فضْل الأُم مقدم على فضل الأب في القرآن الكريم والسُّنة النبوية؛ فقد قال -تعالى-: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنًا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير}، فتقبلي والدتك كما هي، وإن كانت بهذا السوء، فهي ولَدَتْك وتعبت فيك؛ قال تعالى: {وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرًا}، ويكفي أنّها أمك كي تكنِّي لها كل الاحترام والحبّ والتقدير.

فأنصحك -يا بنيتي- مهما كبرت الفجوة ومهما حصلت اختلافات في الرأي يضل الإحسان بالوالدة حق وواجب في ذات الوقت، والفوز في الدارين لمن فاز ببر والديه وخاصة الأم.

أسأل الله عزّ وجل أن يفرّج همّك، وأن يرزقك برّ والديك ليعم السلام منزلكم.

www.islamweb.net