أفكر بالاستقلال في منزل منفرد ولكني أخاف من العقوق

2020-06-25 01:48:02 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أمي تكره زوجتي كرها شديداً، وأحيانا تؤذيهاً بالقول، وأنا أتلطف وأتودد لوالدتي كثيراً وبكل الطرق على حساب زوجتي، ولا أريد أن أعق والدتي وأغضب الله.

السؤال:هل إذا استقللت بحياتي مع زوجتي أو بحثت عن مسكن آخر فهل يعتبر هذا من العقوق؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – أيها الولد العزيز – في استشارات إسلام ويب.

أحسنت – أيها الحبيب – بتلطفك وتوَدُّد لوالدتك، وهذا دليل على رجاحة في عقلك وحُسن في إسلامك، وحقّ الأمّ كبير، ولا يمكن للإنسان أن يؤدِّي حق والديه عليه مهما أحسن إليهما، ولذلك نحن ننصحك ببذل الجُهد في مزيدٍ من الإحسان والبِرّ بأُمِّك والصبر على ما قد يأتيك منها.

هذا ما يجب عليك أنت تجاه أُمك، أمَّا زوجتُك فلا يلزمُها ذلك، ولهذه الزوجة عليك حقوق، ومن هذه الحقوق السكن المستقل الذي تستقلّ فيه بمرافقه، كالمطبخ، والحمام ونحو ذلك، ولا يلزم أن يكون بعيدًا عن المسكن/ البيت الذي تسكنه أمك أو باقي أهلك، فإن استطعت أن تستميل زوجتك وتسترضيها وتتودّد إليها بلطيف القول وجميل الكلام وما تقدر عليه من الإكرام المادي في سبيل أن تصبر على أُمّك وترضى بالبقاء معها في البيت، فهذا خيرٌ كثير، إذ به تتمكّن أنت من القيام بتعهّد أُمك، والقيام بحاجتها بشكل دائم.

أمَّا إذا كانت الزوجة تطلب سكنًا مستقلًّا بسبب تأذِّيها - أو لغير ذلك من الأسباب – فهذا من حقّها عليك، فحاول أن تُسدِّد وتُقارب، وتُوفِّر لزوجتك المسكن اللائق بها، المستقلّ بها، مع القيام بحق والدتك، فإن كانت الأُمّ لها مَن يخْدُمها في البيت من بناتها ونحو ذلك فالأمر أيسر وأهون، فبإمكانك أن تسترضي أُمّك وتستجلب رضاها بشيء من التودُّد والإحسان المادي بالهدية ونحوها، وتطلب منها الإذن بأن تسكن أنت وزوجتك في سكنٍ قريبٍ منها مستقلٍّ عنها، مع قيامك بعد ذلك بحق هذه الأُمّ من النفقة إذا احتاجت إلى النفقة، والخدمة عندما تحتاج إلى خدمة، وغير ذلك، وليس في خروجك بهذه الصورة مع القيام بحقوق الوالدة ما يُوصفُ بأنه عقوق.

نسأل الله أن يوفقك إلى الخيرات، وأن ييسر لك الأمور.

www.islamweb.net